حذرت الصحف السودانية، الصادرة اليوم الثلاثاء، من فتنة المواجهات السياسية المفتعلة التي تعرقل حلالأزمة في السودان.. بينما حققت فعاليات الإضراب العام الذي بدأ اليوم «نصف نجاح»، بحسب المراقبين في الخرطوم.. وذكرت الصحف، أن الأطراف الخاسرة من التغيير تغذي العوامل المؤدية إلى تجذير الفتنة من خلال الإمعان في مضاعفة الارتباكات في الشارع وإجبار المواطنين على الدوران في حلقة مفرغة، وراجت التحركات التي توحي بأن الشعب السوداني، الذي نجح في عزل الرئيس عمر حسن البشير، أصابته انقسامات سياسية جديدة وكأنه لم يعد مكتفيا بما فيه من تشرذم تقليدي، بغرض تحميل المؤسسة العسكرية وتجمع المهنيين وأطياف أخرى من المعارضة مسؤولية ما يحيق بالبلاد من أخطار، وازدادت النبرة العازفة بقوة على هذا الوتر خلال الأيام الماضية، ولم تعد الأحاديث المتداولة تتوقف كثيرا عند تفاصيل الخلافات في وجهات النظر بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وطريقة إدارة المرحلة الانتقالية، وتتعمد التلويح بأن هناك هوة شاسعة تصل إلى حد صعوبة التوافق بين الطرفين، بما يؤدي إلى اتخاذ تدابير متشددة من كل جانب تعرقل كل بارقة أمل للتفاهم حول قواسم مشتركة تخرج السودان من أزمته المتشابكة.
قوى التغيير تحذّر من «صبّ الزيت على النار»
ونشرت الصحف، تحذير قوى الحرية والتغيير من أية محاولة لتشكيل حكومة من قبل المجلس العسكري، مشيرة إلى أنّ هذه الخطوة بمثابة صبّ الزيت على النار، معلنة عن إضراب سياسي مفتوح وعصيان شامل حال عدم الاتفاق مع المجلس العسكري..وقال عضو التفاوض بقوى التغيير محمد ناجي الأصمّ «نحنا مازلنا متمسكين بمجلس سيادي مدني يُعبر عن مدنية الثورة».وفي ذات السياق، شدد القيادي بقوى الحرية والتغيير المحامي، وجدي صالح، على أن جميع الخيارات مفتوحة حال لم يتمّ التوصّل إلى نتيجة في التفاوض مع المجلس العسكري، مؤكّدًا أنّه سيتمّ التصعيد إلى أعلى نحو الإضراب السياسي الشامل والعصيان المدني المفتوح ولن يتم رفعه إلا بعد تسليم السلطة لحكومة مدنية.
البرهان يتوجه إلى أمريكا
وكشف مصادر صحفية عن زيارة رئيس المجلس العسكري الإنتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلي أديس أبابا، اليوم الثلاثاء، وأكد مصدر لصحيفة الأحداث، أن البرهان سيتوجه بعدها للولايات المتحدة الأمريكية، وكان قد وصل البرهان إلى دولة جنوب السودان أمس، في زيارة تستغرق عدة ساعات، واستقبل بحفاوة في مطار جوبا، وكان على رأس مستقبليه الرئيس سلفاكير ميارديت، وعدد من المسؤولين بحكومة الجنوب، وزار البرهان جوبا بعد يوم واحد من زيارة الإمارات التي بحث خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع بالبلاد في السودان.
«الإخوان» يروجون شائعات مرض خطير بين المعتصمين!
وأشارت الصحف إلى الشائعات التي يروجها «الكيزان» ـ الإخوان المسلمين ـ عن انتشار مرض خطير ومعد بين المعتصمين أمام قيادة القوات المسلحة السودانية، وأن لجنة الطوارئ تتكتم على الأمر خوفا من تأثير ذلك على الثوار، وذكرت الشائعات ان هناك حالات إصابة بمرض «البرجم» وسط المعتصمين بالقيادة العامة وانتشاره بصورة سريعة وكبيرة وسط صغار السن، وهنالك تكتم شديد من قبل لجنة الأطباء المركزية خوفا من خروج الناس من منطقة الاعتصام بأعداد كبيرة، وهذا العمل غير مقبول لنا تماما و يتنافى مع واجبنا المهني والإنساني والمسئولية!! ومن جانبه نفى أيمن بشير مفرح، عضو تنسيقية الثورة السودانية القومية، ما يتم تسويقه من إشاعات، مؤكدا أن هذا «خبر ليس له أساس من الصحة وإنما هو محاولة يائسة من انصار الثورة المضادة لنشر شائعات واقاويل لتشويش الرأي العام ونشر الإحباط النفسي بين المعتصمين، فهي محاولة فاشلة ويائسة منهم».. وقال أحد الأطباء: هذه أفعال «كيزانية» لفض الاعتصام، والترويج لتلك الشائعات في تلك الساعات الغرض منه الحرب النفسية لتخويف الناس من الانضمام للاعتصام، في محاولة جديدة للتأثير على الثوار والمعتصمين المتواجدين أمام القيادة العامة منذ 6 أبريل/ نيسان الماضي.
تصعيد خطير من قوى التغيير تجاه العسكري
ونقلت الصحف السودانية، عن قوى الحرية والتغيير، أنها طالبت المجلس الانتقالي بالأغلبية البسيطة والرئاسة للمدنيين بالمجلس السيادي، وأن المجلس العسكري تمسك بالأغلبية والرئاسة بالمجلس السيادي، مؤكدة أن أي حديث عن انتخابات غير مقبول، و لا مشكلة لدى قوى التغيير مع المؤسسة العسكرية أو أشخاص المجلس العسكري، وفي حال رفضت المطالب سيتم اللجوء إلى العصيان المدني والتصعيد.
ماذا قال «حميدتي» عن قوى الحرية والتغيير؟
ونشرت الصحف تصريحات نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أن قوات الدعم السريع موجودة بدعم من الجيش، وأن قوى الحرية والتغيير لا يريدوننا شركاء بل في موقع شرفي، لافتاً إلى أنه لن يغلق باب التفاوض ولكن يجب إشراك الآخرين. وأكد «حميدتي» أن قوى الحرية والتغيير تريد تغيير كل الأجهزة بما فيها الدعم السريع والأجهزة الأمنية والمدنية. ووعد بمحاسبة المتورطين في الفساد، وقال: «غشتنا شعارات قوى الحرية ونواياهم ظهرت..ولدينا القاعدة الجماهيرية الأكبر في السودان»، وأقسم نائب رئيس الانتقالي السوداني بأن المجلس العسكري لن يسلم السودان إلا إلى أياد أمينة..ومن جانبها، تسعى قوى الحرية والتغيير إلى توحيد موقفها وتنسيق العمل بين مكوناتها، حيث تقترح تشكيل جسم قيادي مركزي يكون أعلى جهة لإصدار القرارات.
حشد للإضراب اليوم و«العسكري» يُصعّد
ونشرت الصحف السودانية، تقارير وتحليلات سياسية ومتابعات وأخبارا مهمة، في صدر صفحاتها الأولى، تحت عناوين: برهان زار جوبا والتقى سلفاكير ويتوجه اليوم لأديس وأنباء عن زيارة مرتقبة لأمريكا.. «حميدتي» : لن نغلق باب التفاوض ومستعدون لحكومة مدنية خلال 3 أشهر فيها قوى الحرية..«العسكري» يعلن إجراء انتخابات خلال «3» أشهر..«الحرية و التغيير» تحذر من محاولات اعلان حكومة من طرف واحد..«حميدتي»:غشتنا شعارات قوى الحرية ونواياهم ظهرت..قضاة يقررون الإضراب و«القضائية» تتبرأ من كيان«نادي القضاة»..الصحة: التوقف عن العمل يدفع ثمنه المريض..حشد للإضراب اليوم و«العسكري» يُصعّد.. حميدتي لـقوى الحرية: «إذا عاجبكم شاركوا ضمن الناس..ما عاجبكم اختاروا العايزنو».. دعوات الإضراب تدخل حيّز التنفيذ اليوم ..حميدتي: قوى الحرية والتغيير لا تمثل الشعب السوداني وعليها المشاركة مع الجميع..وكلاء الوزارات: لا مجال لتنفيذ إضرابات سياسية تجرمها القوانين الدولية..« حميدتي»: سنسلّم الحكومة لمدنيين يمثلون الشعب وليس لجهة لديها أجندة..قوى الحرية والتغيير: مستمرون في الإضراب.. والتصعيد تم بإجماع الكتل..التجمع الاتحادي: الإضرابات والمواكب السلمية سلاحنا الأوحد.
