نقلت الصحف السودانية، الصادرة اليوم الثلاثاء، عن اللواء فضل الله ناصر فورما، نائب رئيس حزب الأمة القومي، أن تكرار سيناريو الانقلاب العسكري في الستينيات مستبعد، وفي بداية الثورة كان موقف الاتحاد الأفريقي والقادة الأفارقة واضحا «تسليم السلطة للمدنيين»، والعالم الآن وصل إلى مرحلة بأن الجميع يقف ضد الانقلابات، وبالتالي لا أتوقع حدوث أي انقلابات في المستقبل، وستكون الانقلابات السابقة هي الأخيرة في تاريخ السودان، لأن الأوضاع تغيرت عالميا وإقليميا..وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، وقعا في الخرطوم على وثيقة الإعلان الدستوري بصفة نهائية، والتي تنص رسميا على بدء مرحلة انتقالية مدتها 39 شهرا.
مخطط قطري تركي لإحياء نظام الإخوان في السودان
وتناولت الصحف، إعلان حزب المؤتمر الوطني المعزول (حزب البشير) الذي ينتمي للحركة الإسلامية السياسية، وأحد أفرع التنظيم الدولي للإخوان، انتخاب وزير الخارجية الأسبق إبراهيم غندور رئيسا له، خلفا للرئيس المعزول عمر البشير الذي تجري محاكمته في قضايا فساد..جاء ذلك عقب سلسلة من الاجتماعات السرية التي عقدها بتخطيط قطري تركي، وبعد دعوات أطلقها ناشطون سودانيون لمسيرات مليونية للمطالبة بحل حزب «البشير» الإخواني ومصادرة مقاره وأمواله لصالح الخزينة العامة للدولة..وكشفت مصادر عن تواصل المخططات التركية القطرية الخبيثة بالتزامن مع استشراف السودان مرحلة جديدة من تاريخه واستعداده لطي صفحة تنظيم الإخوان عقب استكمال تشكيل هياكل السلطة الانتقالية. وذكرت المصادر المطلعة أن حزب الإخوان «المؤتمر الوطني» عقد خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات بعدد من الولايات السودانية مع أعضائه للاستعداد للمرحلة المقبلة بتنسيق قطري تركي، وأن الترتيبات تجري حاليا لتسجيل حزب سياسي جديد باسم «حركة الإصلاح للتنمية والعدالة» يكون قوامه قيادات الصف الثاني والثالث من المؤتمر الوطني، وأن كل قيادات الحزب البائد ستظل موجودة لكنها لن تدخل إلى هياكل التنظيم الجديد الذي يترك للقيادات الشبابية فقط.
وأوضحت المصادر، التي حضرت بعض اللقاءات، أن مهمة تنظيم الإخوان في المرحلة المقبلة معارضة الحكومة الانتقالية وزعزعة استقرارها من خلال تحريض المواطنين للتظاهر احتجاجا على أي قصور يظهر في الخدمات مهما كان صغيرا، ويصل عمله المعارض لحمل السلاح في مواجهة الحكومة، وأن قيادات المؤتمر الوطني أبلغت أعضاءها أن هناك عددا من الدول أبدت استعدادها لدعمهم في المرحلة المقبلة بينها قطر وتركيا من خلال الاستضافة في أراضيها وتوفير ما يلزم للمعارضة من الخارج..وبحسب مصادر فإن دولتي قطر وتركيا تستضيفان حاليا عددا من قيادات المؤتمر الوطني الإخواني الذين لجأوا إليها عقب سقوط النظام البائد في ١١ أبريل/نيسان الماضي.وأبرز تلك القيادات التي تستضيفها تركيا هي شقيق الرئيس المخلوع العباس البشير ومحمد عطا المولى، مدير المخابرات السابق، ومعتز موسى، رئيس مجلس وزراء النظام البائد، إضافة إلى غازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح الآن.
هل تختفي الحركة الإخوانية من المشهد السياسي؟
وكشف قيادي إخواني سوداني للصحف، عن وجود صراع محتدم داخل الحركة الإسلامية في السودان بين قيادات الصف الأول داخل السجون وقيادات الصف الثاني حول مستقبل الحركة، وأن الجدل والصراع ينحصر حول: هل تختفي الحركة الإخوانية عن المشهد السياسي حالياً أم تبحث عن واجهات جديدة، وأن التوجه المرجح حالياً هو أن تختفي القيادات، وتظل في حالة مراقبة للوضع القائم، ووفق مؤشرات محددة ومواقف النظام الجديد، يتم إعلان الخطة النهائية التي ستتعامل بها خلال الفترة الانتقالية..ويقول الخبير السياسي المتخصص في الحركات الأصولية، الدكتور خالد التجاني، إن على الإسلاميين في السودان الاعتراف أولاً بأن مشروعهم لحكم السودان قد فشل فشلاً ذريعاً، وأنه تحول إلى جريمة في حق السودانيين ستطاردهم لفترة طويلة من الزمن.. ويضيف التجاني: إنه لا يعتقد أن الإسلاميين بمختلف مسمياتهم سيكون لهم دور في الحياة السياسية خلال السنوات المقبلة.
محنة التيار الإسلامي
وكتب يوسف عبد المنان، في صحيفة «الصيحة» السودانية، أن التيار الإسلامي اليوم يتعرض لمحنة، أكبر محنة فكرية قبل أن تكون سياسية، وقد وضعت تجربة ثلاثين عاماً من الحكم العسكري في عنق التيار الإسلامي أغلالاً وقيوداً يصعب الخروج منها إلا بمراجعات فكرية شجاعة تحدد بصورة قاطعة دون لبس ولا لغة حمّالة أوجه، الموقف الفكري والعقدي من الديمقراطية ونبذ الحكم العسكري والموقف من اتفاقيات جنيف الأربع والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والسلام والانتخابات الحرة والالتزام بميثاق يجمعهم بالآخرين لحماية النظام الديمقراطي والتبرّؤ علناً من الفاسدين والظلمة الذين انتهكوا الحقوق باسم الإسلاميين وأن يدع الإسلاميين كل من أفسد وأثرى على حسابهم وحساب الشعب أن ينال عقابه حتى يتطهر الحزب من الفساد والمفسدين ويقدم تجربة في الالتزام بقيم الحق والعدل والشفافية. وإذا أقدم الحزب على هذه المراجعات الكبيرة، فإنه دون شك سيجد له موضع قدم في الساحة بعد دورتين انتخابيتين على الأقل، إذا ما حققت قوى الحرية والتغيير نجاحاً في تجربتها الحالية .أما إذا فشلت قوى الحرية والتغيير في مهمتها الحالية وتبعثرت أوراقها، فإن المؤتمر الوطني في فترة قصيرة قد يستعيد عافيته، ويستطيع دخول البرلمان القادم بعدد مقاعد معتبرة بالنظر لرصيد كثير من قيادات الحزب في الولايات.
مجلس السيادة يوضح حقيقة تمليك أعضائه سيارات (إنفنتي)
وأشارت الصحف إلى نفى المجلس السيادي بالسودان ما تناقلته بعض وسائط الإعلام المحلية حول تمليك أعضاء مجلس السيادة سيارات فارهة ماركة (إنفنتي)..وأكد المجلس السيادي عدم دقة ماتم تداوله من معلومات، وأشار إلى أن هذه السيارات موجودة مسبقا وتتبع مؤسسة رئاسة الجمهورية ولم يتم شراؤها حديثا وأنها تستخدم فى حدود البروتوكول الرسمي لأعضاء المجلس بما يعكس هيبة وسيادة الدولة..وجدد مجلس السيادة حرصه والتزامه بتوظيف موارد الدولة فى أوجهها الصحيحة وترشيد الإنفاق الحكومي وتحقيق تطلعات الشعب السوداني.
انشاء بنك للكساء والطعام في السودان
وأبرزت الصحف موافقة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالله حمدوك، على مبادرة قدمتها وزارة الضمان والتنمية الاجتماعية السودانية لإنشاء بنك الكساء والغذاء للمتضررين من السيول والفيضانات التى اجتاحت البلاد..ويشار إلى أن السيول خلفت فى السودان 67 قتيلا وعشرات الجرحى وآلاف المنازل المُهدمة، فى عدد من الولايات..وقال مفوض مفوضية العون الإنسانى، عضو اللجنة العليا للطوارئ، إن دولة الكويت أعلنت عن تسيير جسر جوى لكل الولايات المتأثرة بالسيول.
أمريكا تحدد شرطين لـرفع السودان من قائمة الإرهاب
وذكرت الصحف، ان مسؤولا في وزارة الخارجية الأمريكية، أكد إن رفع السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب «يتطلب وقتا، وموافقة من الكونجرس».. وأوضح المسؤول الأمريكي، أن ما جرى في السودان مهم، ولكن هناك الكثير من العمل الواجب القيام به من قبل كل المعنيين، و«نحن مسرورون جدا لرؤية ما حصل في السودان في الساعات الماضية، فالحكومة التي تم تشكيلها هي حكومة تسوية وحل وسط، وهناك تمثيل للنساء فيها بنسبة 17%”..وأضاف: إن الولايات المتحدة الأمريكية تنفتح على الانخراط مع الحكومة السودانية، إلى حين رؤية «مدى التزام السودان واحترامه لحقوق الإنسان وحرية التعبير».
هل تتشكل تحالفات جديدة للمعارضة في السودان ؟
وكشفت الصحف، أن هناك ملامح جديد بدأت تتبلور على الساحة السياسية في السودان، منذ تسلم رئيس الوزراء السوداني الجديد الدكتور عبد الله حمدوك منصبه في 21 اغسطس/ آب الحالي، وظهر ذلك بعد إعلان حزب المؤتمر الشعبي (حزب النظام البائد) معارضته الرسمية للحكومة الجديدة، ونادى بإسقاطها، كما انخرطت قوى سياسية في هذا الاتجاه بما فيها التي تحمل السلاح. وحتى الآن، تضم خارطة المعارضة لحكومة حمدوك حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الإسلامي الراحل حسن الترابي، وتحالف القوى الإسلامية المسمى بـ «تيار نصرة الشريعة»، وتحالف الجبهة الثورية الذي يضم حركات كانت تحمل السلاح ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، إضافة لعديد من القوى السياسية التي شاركت في النظام السابق، أو وقعت على اتفاقات سلام وتقاسم للسلطة وترتيبات أمنية. ولم يستبعد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر، بروز تحالفات جديدة في المعارضة..وحسب تحليل المختص في شئون الجماعات الإسلامية، الدكتور محمد خليفة صديق، فإن الاسلاميين في السودان مدارس مختلفة ورؤاهم ومواقفهم غير متطابقة، والكثير لم يكن يرى في حكومة البشير نظاما اسلاميا بما يكفي بيد أن مسألة هوية الدولة وتحكيم الشريعة ذات حساسة عالية لديهم ويرون أنها مقدمة لمعركة كبيرة قادمة بعد الفترة الانتقالية وربما أثناء هذه الفترة.
المحكمة تنظر حل حزب «المؤتمر الوطني» ومصادرة أمواله
وعرضت الصحف السودانية، تقارير وتحليلات سياسية ومتابعات وأخبار مهمة، في صدر صفحاتها الأولى، تحت عناوين: واشنطن والخرطوم تنخرطان في مباحثات لرفع السودان من قائمة الارهاب..حزب المؤتمرالوطني «حزب البشير» يختار غندور رئيساً مكلفاً للحزب..والحركة الاسلامية تشكل لجنة خاصة لمتابعة أوضاع وشؤون أسر المعتقلين ..تفاصيل جديدة وأرقام صادمة حول أحداث بورتسودان الدامية.. أعضاء السيادي يرفضون سيارات «الإنفينتي»..محكمة تنظر في طلب لحل «الوطني»ومصادرة أمواله..لجنة حكومية: تحصلنا على«460» مستندًا يتعلّق بفساد النظام السابق..أعضاء في السيادي يعيدون سيارات الـ «إنفينيتي»..تجار الذهب: جهات مجهولة تشتري كميات كبيرة من المعادن بأسعار عالية..مجلس السيادة ينفي تخصيص سيارات «إنفينيتي» لأعضائه..بابكر فيصل: الترشيحات للوزارات اكتملت والإعلان خلال ساعات..تعزيزات شرطية لبسط هيبة الدولة بالبحر الأحمر..احتدام الصراع داخل الحركة الإسلامية.