تناولت الصحف السودانية، الصادرة اليوم الجمعة، احتشاد عشرات الآلاف في ميدان الاعتصام أمام قيادة الجيش السوداني بالخرطوم.

يأتي ذلك تلبية لدعوة قوى «تحالف إعلان الحرية والتغيير» لتنظيم مسيرة حاشدة تمهيدية للإضراب السياسي والعصيان المدني الذي تتسارع خطى الإعداد له.

وتدفقت عشرات المواكب الحاشدة من مختلف أحياء الخرطوم، إلى ساحة الاعتصام من أجل حشد مليوني يجيء ضمن استعداداتها لإعلان العصيان المدني والإضراب الشامل، في مواجهة رفض المجلس العسكري الانتقالي مطالب الثوار في مجلس سيادة برئاسة مدنية وتمثيل عسكري.

ووقّع كثير من التجمعات المهنية في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والقطاعات الحرفية العمالية، على دفتر الحضور الثوري، وأبدت استعدادها للمشاركة في العصيان المدني والإضراب السياسي العام، الذي يجري التأهب له، وقالت إنها بانتظار «ساعة الصفر».

وأعلن تجمع مهني التقنية والاتصالات، يضمّ آلاف العاملين في قطاع الاتصالات العام والشركات الخاصة والجامعات، استعدادهم للإضراب الشامل حتى تحقيق كامل مطالب الثورة، في وقت نفذ فيه مئات الصيادلة والعاملين في الصندوق القومي للإمدادات الطبية المحسوبة على النظام المخلوع، وقفة احتجاجية حاشدة، أعلنوا خلالها استجابتهم لدعوة «قوى الحراك الشعبي» والانخراط في الإضراب السياسي.

كتائب الظل

ونقلت الصحف السودانية، عن مصدر أمني، توالي اجتماعات قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الؤطني (الحاكم سابقا) علي عدد من المستويات.

وقال المصدر لصحيفة «التيار» إن كتائب علي عثمان موجودة لكنها لم تتلق الأوامر بساعة الصفر للتحرك، لافتا إلى اجتماعات تضم عددا من رموز النظام السابق تنتظم بأحد المنازل الطرفية بالعاصمة السودانية الخرطوم للإشراف والمتابعة.

ويضيف المصدر أن عددا كبيرا من رموز النظام ليسوا قيد الاعتقال كما يشاع.

تبني التصعيد الثوري

وأبرزت الصحف تصريحات الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي، الفريق شمس الدين الكباشي، أنه من حق قوى الحرية والتغيير تبني التصعيد الثوري إن كانوا يرون ذلك.

وقال الكباشي في تصريحات لصحيفة «السوداني»: نحن لا نمنعهم من ممارسة حقوقهم الثورية، وبشأن طرح قوى الحرية للرئاسة الدورية للمجلس السيادي قال كباشي إنّ كان هذا رأيهم فليطرحوه في غرف التفاوض لقبوله أو رفضه.

مبادرة

ونشرت الصحف السودانية، ما كشف عنه تجمع الوفاق السوداني عن مبادرة لتقريب وجهات النظر وتجسير الهوة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وذلك لتفادي حالة الجمود في الوضع السياسي الراهن والانتقال إلى مؤسسات المرحلة الانتقالية.

وقال رئيس التجمع محمد الحسن الصوفي، إن التجمع تقدم برؤية للمجلس العسكري بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية، مبينا أن تجمع الوفاق السوداني يرى أن يتم تكوين مجلس تشريعي (برلمان مؤقت) يتم فيه تمثيل كل الأحزاب والكيانات السياسية والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والإدارة الأهلية والطرق الصوفية.

ويرى التجمع أن يكون المجلس السيادي مكونا من 10 أعضاء من المدنيين والعسكريين على أن تكون رئاسته لعسكري ونائب للمدنيين، وأضاف أن التجمع يتفق مع الرؤى الخاصة بتكوين جهاز تنفيذي ذي صلاحيات كاملة من الكفاءات الوطنية وأن يكون معيار الاختيار له هو الرجل المناسب في المكان المناسب، مؤكدا أن الجيش شريك أصيل فيما تم من تغيير في البلاد.

وأوضح الصوفي أن تجمع الوفاق السوداني يضم في عضويته أحزابا وحركات مسلحة وكيانات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وإدارات أهلية وطرق صوفية وتنظيمات شبابية ونسوية.

تفاصيل جديدة

ونقلت الصحف عن رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي، محمد المهدي حسن، معلومات جديدة بشأن التفاوض مع المجلس العسكري، مؤكدا استمرار اللقاءات غير المباشرة مع المجلس العسكري عبر اللجان الفنية التي تدرس عددًا من المقترحات المطروحة.

وألمح في الوقت نفسه إلى حدوث اختراق في التفاوض بين الطرفين حول نسب ورئاسة المجلس السيادي باقتسام المقاعد 50% لكل طرف، على أنّ تكون الرئاسة دورية ويتم الفصل في القرارات بثلثي الأعضاء.

وقال المهدي في تصريحات لصحيفة «الانتباهة»: إنّ تولي رئاسة السيادة في المرحلة الأولى ما زال قيد النقاش.

 حميدتي في جدة

وتناولت الصحف زيارة نائب رئيس المجلس الانتقالي بالسودان، الفريق أول محمد حمدان، المعروف باسم «حميدتي»، للمملكة العربية السعودية.

وتأتي هذه الزيارة عقب تردد أنباء بأن مسؤولاً سعودياً مهماً زار الخرطوم سراً خلال اليومين الماضيين للوقوف على تطورات الوضع في السودان.

والفريق حمدان هو أبرز وجوه تشكيلة المجلس الانتقالي، الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وكانت المملكة السعودية، قد أعلنت عقب عزل الرئيس عمر البشير بعدة أيام، تأييدها ما ارتآه الشعب السوداني حيال مستقبله، وما اتخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني، ودعمها الخطوات التي أعلنها المجلس للمحافظة على الأرواح والممتلكات.

تصفية الحسابات

وأشارت الصحف السودانية، إلى تأكيد نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، أن المجلس لن يُسلم السلطة لمن يسعون إلى تصفية حساباتهم القديمة، ولن يسمحوا بانزلاق البلاد في الهاوية.

وأوضح أنه اقترح تركيب شاشات كبيرة في ساحة الاعتصام لنقل جلسات التفاوض مباشرة للثوار حتى يكون الأمر في العلن وليس في الغرف المغلقة ليعرف الجميع مدى الصدق الذي يتعامل به المجلس مع هذه القوى، وقال «هذا الأمر قوبل بالرفض من البعض».

السيناريوهات المحتملة

وكتب المفكر والكاتب الصحفي البارز خالد التيجاني: «خلال الفترة الماضية من تسلّم المجلس العسكري زمام الأمور حدثت تحولات مهمة في موقفه من دور وسيط عابر ينقل السلطة، إلى البحث عن دور كامل في المرحلة المقبلة، لأنه يعتبر نفسه شريكا أصيلا في التغيير.

وعلى الجانب الآخر، ظهرت بوادر متباينة في مواقف الحرية والتغيير حول دور العسكريين بين رافض لأي دور لهم ومؤيد لتمثيل محدود في مجلس السيادة، والمفاوضات لن تصل إلى نقطة اللاعودة. لأن الطرفين أدركا أن الصراع على حافة الهاوية قد يطيح بكل المكاسب ويقود البلاد إلى حالة فوضى.

ويعتقد «التيجاني» أنه سيتم تقديم بعض التنازلات من الطرفين مثل قبول قوى الاحتجاج رئاسة عسكري لمجلس السيادة مقابل أغلبية مدنية في المجلس ذاته، وربما يلّوح المجلس العسكري بانتخابات مبكرة قبل نهاية العام الجاري والعودة للثكنات كإحدى وسائل الضغط، بينما سيلوّح المحتجون، بـالعصيان المدني والإضراب، لكنها وسائل مع أهميتها قد تؤدي إلى مفعول عكسي، إذ قد تقود إلى تذمر المواطنين الذين سيكونون مهددين بلقمة عيشهم.

كيف هرب شقيق البشير؟

كشفت صحيفة «الصيحة» أن العبّاس شقيق الرئيس المخلوع عمر البشير، استقلّ حافلة ركاب في اليوم التالي لسقوط البشير، مُتجهًا إلى ولاية القضارف ومنها إلى منطقة الحمرة الحدودية مع إثيوبيا.

وبحسب مصادر الصحيفة، تجاوز العبّاس جميع نقاط التفتيش والتدقيق على طول الطريق دون أن يتعرّف عليه أحد حتى وصل إلى نقطة الحمرة الحدودية، إذ اكتشف أحد الموظفين بعد التدقيق في كشف المغادرين لإثيوبيا اسم العبّاس حسن أحمد البشير وصورة من جواز سفره.

وفي هذه الأثناء، انتقلت الحافلة من الجانب السوداني إلى الإثيوبي، وطبقًا لاتفاقية التعاون بين البلدين، طلب السودانيون من الإثيوبيين إعادة مراجعة قائمة المسافرين وإعادة العبّاس إلى الجانب السوداني، وأبدى الإثيوبيون موافقتهم الفورية على تسليم العبّاس بعد إخطار قائد المنطقة العسكرية الأعلى.

وفي اليوم التالي، نُقِل شقيق البشير إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعربة خاصة وأمضى أسبوعًا في ضيافة المخابرات الإثيوبية، ثم انتقل عبر الطيران التركي إلى إسطنبول.

وكانت صحف سودانية قد تحدثت عن تمكن عبدالله البشير بالإضافة إلى زوجة البشير الثانية وداد بابكر من الهروب إلى دولة جنوب السودان، لكن جوبا نفت علمها بمكانهما.

متاريس الثوار 

ونشرت الصحف السودانية، تقارير وتحليلات سياسية ومتابعات وأخبارا مهمة، في صدر صفحاتها الأولى، تحت عناوين: بيانان لتجمع المهنيين حول الدعوة للإضراب والعصيان المدني وفك تجميد النقابات.. استعداداً للإضراب السياسي والعصيان المدني: حشود بميدان القيادة العامة.. موقع أمريكي: السودان مقبل على انفتاح اقتصادي بعد عقود من الظلام.. المهدي يدعو لميثاق شرف بين العسكري» و«الحرية» لإدارة «الانتقالية».. حميدتي يصل إلى جدة ويلتقي عددا من المسؤولين السعوديين.. تجمع المهنيين: فك تجميد النقابات ردة ويخدم أجندة الثورة المضادة.. إطلاق نار بشارع النيل ومعتصمون يغلقون الطريقبالمتاريس.. واشنطن لـ«العسكري»: لا مساعدات ورفع عقوبات دون حكومة مدنية.. مجلة أمريكية: ذهب البشير وبقي نظامه يقاتل.. «حميدتي»: لن نسمح بسقوط البلاد في هاوية ولن نسلّمها لمن يريد تصفية الحسابات.. قوى الحرية تعلن عن مليونية للمدنية والبناء ومتظاهرون يغلقون طريق مدني القضارف.. متاريس الثوار في مواجهة العسكري.. من يكسب الرهان؟.. حميدتي يزور السعودية ويلتقي محمد بن سلمان.. رفض مقترح بنقل المفاوضات عبر شاشات مقر الاعتصام.