اهتمت الصحف العالمية بعدة قضايا تتعلق بالشرق الأوسط، على رأسها الأزمة في سوريا، حيث أن روسيا تجاهلت التحذيرات الأمريكية وقصفت قوات سورية مدعومة من الولايات المتحدة تقاتل تنظيم داعش.
وعما إذا كانت إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا، يجيب على هذا رون بن يشاي، الخبير العسكري الإسرائيلي في يديعوت أحرونوت، حيث يشير إلى إن إسرائيل لا تتعرض في الوقت الحالي إلى تهديد وجودي، مع وجود تهديدات أخرى قائمة مثل التهديد النووي الإيراني، وتنظيم داعش، خشية وضع يده على سلاح كيميائي أو بيولوجي.
مع من يتحدث المرء إذا أراد التواصل مع الإخوان المسلمين الجماعة الإسلامية الرئيسية بمصر؟.. هكذا تتساءل مجلة الإيكونوميست البريطانية، لافتة إلى أن الحركة الإسلامية تمزق نفسها.
روسيا تتجاهل التحذيرات الأمريكية في سوريا
أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إلى أن روسيا تجاهلت التحذيرات الأمريكية وقصفت قوات سورية مدعومة من الولايات المتحدة تقاتل تنظيم داعش.
وقصفت مقاتلات روسية مواقع للمقاتلين السوريين في وقت سابق من الأسبوع الجاري، متجاهلة عدة تحذيرات من قادة الولايات المتحدة، في ما وصفه مسؤولون في الجيش الأمريكي بأنه الفعل الأكثر استفزازا منذ بدء الحملة الجوية الروسية على سوريا العام الماضي.
واستهدفت روسيا بالقصف الجوي قاعدة للمقاتلين السوريين قرب الحدود السورية مع الأردن والعراق، بعيدا عن المناطق التي كان ينشط فيها الطيران الحربي الروسي.
وأضافت الصحيفة، أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن روسيا شنت هذه الغارات كي تجبر الولايات المتحدة على التعاون معها، حيث إن موسكو تريد من الطيران الأمريكي الاشتراك في العمليات الحربية، من أجل تبادل المعلومات الاستخبارية والأهداف.
لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ترفض هذه الفكرة، لأن من شأنها أن تضع القوات الأمريكية إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يتوجب عليه ترك السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القصف الروسي يأتي في وقت يشن فيه عشرات الدبلوماسيين ثورة على البيت الأبيض، مطالبين إدارة الرئيس أوباما بتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الرئيس السوري.
يشار إلى أن الطائرات الروسية شنت في الأيام الماضية غارات، مستخدمة قنابل عنقودية، على هذا المعسكر الذي كاد أن يتعرض للإبادة، لولا اعتراض طائرات التحالف للطائرات الروسية وإجبارها على الانسحاب.
إسرائيل لا تتعرض إلى تهديد وجودي
نقل رون بن يشاي، الخبير العسكري الإسرائيلي في يديعوت أحرونوت، عن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق الجنرال بيني جانتس، أن إسرائيل لا تتعرض في الوقت الحالي إلى تهديد وجودي، مع وجود تهديدات أخرى قائمة مثل التهديد النووي الإيراني، وتنظيم داعش، خشية وضع يده على سلاح كيميائي أو بيولوجي.
وأضاف جانتس، أنه لا شك في أن تنظيم داعش سيستخدم السلاح الكيميائي إذا حازه، وهو ما يتطلب من الجيش الإسرائيلي المحافظة على مصادر معلوماته الاستخبارية خشية حصول هذا التطور المقلق.
وطالب جانتس بضرورة الوصول إلى مرحلة الانتصار الحاسم على تنظيم داعش، حتى يُزال من الوجود، لأن بقاءه يتعارض مع وجود ما وصفه بـ«العالم الحر»، ولذلك يجب خوض حرب برية ضد التنظيم من قبل قوات دولية، علما بأن التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط ليست متأكدة أن ظاهرة تنظيم داعش سوف تختفي كليا.
وأشار جانتس إلى أن الفترة القريبة المقبلة لن تشهد نهاية للحروب المتزايدة في المنطقة، حيث ينتظرنا أجيال من الفوضى، متوقعا أن تستمر هذه الفوضى عقدا آخر من الزمن، أما في مواجهة إيران فلا بد من تفعيل المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية، وتكثيف العمل مع جهات دولية، وتطوير قدرات إسرائيل الدفاعية والهجومية، على أن يبذل الغرب مزيدا من الجهد للتقارب مع الشعب الإيراني.
وختم جانتس حديثه بالقول، إن إسرائيل يجب أن لا تتنازل عن أطوار حياتها العادية، وهي تحارب الجماعات المعادية لها، لأن إحداث تغيير وتشويش في طبيعة الحياة التي يعيشها الإسرائيليون والغربيون سوف يعتبر انتصارا كبيرا للجهات المعادية، وفي المقابل يمكن توجيه نصائح إلى العالم الإسلامي تكون بديلة عن الأفكار الجهادية.
الشرق الأوسط مقبرة حقيقية
قال الكاتب آرون ميلر، في مقال بمجلة نيوزويك الأمريكية إن الشرق الأوسط أصبح مقبرة حقيقية تموت فيها الأوهام والخرافات التي ترى أن هناك حلولا شاملة لأزمات المنطقة، وقال إن الأمر غير ذلك، وأضاف أنه ينبغي إسداء النصيحة الكافية للرئيس الأمريكي القادم بهذا الشأن.
وأولى هذه الخرافات متمثلة في القول إن هناك حلولا شاملة لمشاكل الشرق الأوسط، والحقيقة أنه لا توجد حلول سريعة وشاملة لأزمات المنطقة، سواء بالنسبة للحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات أو الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق أو الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف الكاتب، أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية لا يعتبر حلا دائما لأزمة البرنامج النووي الإيراني، بل هو حل مؤقت محدود بالزمان والنطاق، وقال إنه يجب أن نتوقف عن التفكير في محاولة حل المشاكل في فترة رئاسية أو اثنتين، بل يجب علينا أن نبدأ التفكير بالحل ضمن عقد من الزمان أو عقدين.
وثاني هذه الخرافات أن لدى أميركا الحلول، والحقيقة عكس ذلك، فالشرق الأوسط يعاني اضطرابات وخصومات طائفية وإقليمية ودينية، ويعاني جراء الانقسامات والفوضى وغياب المؤسسات الفاعلة والحكم الرشيد.
وقال آرون إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنجح في إيجاد حلول لمشاكل الشرق الأوسط إلا إذا توفرت الإرادة لدى قادة المنطقة للمبادرة والعمل على استقرار دولهم وإصلاح حالها.
وأضاف أن الخرافة الثالثة تتمثل في ضرورة وجود تناسق حقيقي في سياسة الولايات المتحدة، والحقيقة أن من طبيعة القوى العظمى التصرف بطرق متناقضة قد تصل درجة النفاق، فماذا يمكننا فعله إذا رفضت السلطات المصرية القيام بالإصلاحات الضرورية؟
وماذا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل إذا رفضت السلطات المصرية التوقف عن قمع الصحفيين ووسائل الإعلام، واستمرت في اعتقال الآلاف، وخاصة أننا بحاجة إلى تعاون مصر في عدد من القضايا الإقليمية؟
وأضاف أن أمريكا غزت العراق للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مع العواقب الوخيمة التي تلت الغزو، فهل أمريكا ملزمة بفعل الشيء نفسه للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد؟
وأما الخرافة الرابعة فتتمثل في أن يكون للسلام الإسرائيلي الفلسطيني الأولية في أجندة الرئيس الأمريكي القادم، والحقيقة أن هناك قضايا أكثر إلحاحا في الشرق الأوسط وتحتاج إلى حلول بشكل أسرع.
وأوضح أن قضايا مثل مواجهة تنظيم داعش، والانهيار الذي تشهده سوريا، والاختلال الذي يهدد العراق وتشهده ليبيا، وإدارة العلاقات مع الشركاء التقليديين مثل السعودية وإسرائيل ومصر، كلها تعتبر قضايا هامة وملحّة.
كما أن الدول العربية منشغلة الآن بقضاياها ومشاكلها الداخلية وبالتهديدات التي تشكلها إيران و«الجهاديون السنة»، وأن كل ذلك يضغط على القضية الفلسطينية.
وأما الخرافة الأخيرة فتتمثل في أنه يمكن للولايات المتحدة فك ارتباطها بالشرق الأوسط، والحقيقة أنه لا يمكنها ذلك، فللولايات المتحدة شركاء ومصالح حيوية في المنطقة.
وقال الكاتب إنه يجب على الولايات المتحدة مواجهة التحديات في الشرق الأوسط والحفاظ على مصالحها هناك، ومواجهة ظهور أي قوى إقليمية مثل إيران التي تسعى للحصول على السلاح النووي، وإيجاد وسيلة للتعامل مع الشركاء في المنطقة الذين قد لا يتفقون مع القيم والمصالح الأمريكية.
مع من يتحدث المرء إذا أراد التواصل مع الإخوان؟
مع من يتحدث المرء إذا أراد التواصل مع الإخوان المسلمين الجماعة الإسلامية الرئيسية بمصر؟
بهذا التساؤل استهلت مجلة الإيكونوميست البريطانية تقريرا لها تحت عنوان «تنافس الأشقاء، الحركة الإسلامية تمزق نفسها».
وأضافت: «معظم قيادات الجماعة في السجون، والعديد منهم صدرت ضدهم أحكام بالإعدام، كما أن الأعضاء الآخرين يختبئون من نظام عبد الفتاح السيسي، الجنرال الذي تحول إلى رئيس والذي أطاح بحكومة الإخوان عام 2013 وحظر الجماعة على خلفية إرهاب مزعوم».
واستطردت: »المئات هربوا من اضطهاد السيسي إلى دول أكثر تعاطفا مثل تركيا وقطر».
وما زاد الأمور صعوبة هو عدم اتفاق الجماعة على متحدث رسمي باسمها هذه الأيام.
العام الماضي قرر بعض قيادات الإخوان عزل محمد منتصر، الاسم المستعار للمتحدث الرسمي المشاكس باسم الجماعة، لكن قيادات أخرى رفضت الخطوة باعتبارها لم تتبع الإجراءات الواجبة.
مثل هذا الاختلاف يمثل أعراضا لصراع عميق داخل الإخوان حول القيادة والأولويات.
وبعد 88 عاما من النشاط الديني والسياسي والاجتماعي والذي كان مصدر إلهام لإنشاء جماعات مشابهة عبر المنطقة، تمزق الإخوان المسلمين نفسها.
ثمة جانب يمثله أعضاء مكتب الإرشاد، الجهة التي كانت تحكم الإخوان، أمثال محمود عزت نائب المرشد الأعلى، ومحمود حسين الأمين العام، ويشار إليهم حاليا باسم «الحرس القديم».
أولويات الحرس القديم تتمثل في بقاء الجماعة والترويج لنظرة تدريجية لتغيير الدولة.
لكن العديد من الأعضاء يريدون اتخاذ موقف أكثر مواجدهة، ويمثلهم قيادات جديدة مثل أحمد عبد الرحمن الذي يقود مكتب الجماعة في إسطنبول، ومحمد كمال المتواجد في مصر، والذي اتخذ الحرس القديم قرارا بتجميد عضويته من مجلس الإرشاد.
وأردف التقرير: «يأتي ذلك بينما تحول بعض أعضاء الجماعة إلى العنف بعد انقلاب السيسي، وهي الممارسات التي يعارضها الحرس القديم علنا، ويلمح إلى عدم معارضة المنافسين لها».
من جانبه، قال عمرو دراج، قيادي الجماعة المتواجد في إسطنبول، والذي يميل إلى الجناح المطالب بمواجهة أكثر فاعلية: «هذا أمر خاطئ تماما».
آخرون يتهمون الحرس القديم بالتفاوض مع النظام، لكن القيادات القديمة تنفي عن نفسها تلك التهمة. ثمة أصداء لمناقشات جدلية قديمة تمركزت حول كيفية مواجهة سلطات سابقة مثل نظامي عبد الناصر والسادات.
وبحسب المجلة البريطانية، فإن حسن البنا مؤسس الإخوان كان من أنصار اللجوء إلى العنف في بعض الحالات، لكن الجماعة في معظم فترات تاريخها الطويل اتخذت نهجا سلميا، وحتى أثناء الثورة المناهضة لحسني مبارك عام 2011، ظلت قيادات الإخوان بعيدة عن الأضواء رغم انضمام العديد من أعضاء الجماعة إلى الاحتجاجات.
وأردفت الإيكونومست: «ظهر الانقسام مجددا بعد الانقلاب الذي عزل نظام مرسي، حيث نبذ العديد من صفوف الجماعة المنهج التدريجي للقيادات».
وذكرت القيادات الجديدة أنهم يريدون إجراء إصلاحات تتعلق بالعملية المركزية لصنع القرار، وكذلك يرغبون في منح صلاحيات أكثر للنساء والشباب.
وأفاد التقرير بوجود الكثيرين داخل الجماعة يشعرون بالسأم من الجانبين المتصارعين، اللذين يكيل كل منهما الاتهامات للآخر علنا.
محمود حسين على سبيل المثال، وجه إليه اتهام علني بتلقي رشاوى من الحكومة التركية.
ومضت تقول: «آخرون يستدعون مسألة شهداء الإخوان لتكون نقطة تحشد الدعم».
عبد الرحمن عياش، العضو السابق بالجماعة علق قائلا: «السرد المستخدم شديد الاستقطاب، لا توجد فرصة للتصالح».
ورأت المجلة أن ذلك قد يسعد الرئيس السيسي، الذي يبدو عازما على سحق الإخوان.
واستدركت: «لكن ممارسات الرئيس تدفع الناس نحو التطرف، بحسب أعضاء بالجماعة».
وعندما احتدمت المناقشات الداخلية حول العنف العام الماضي، كتب محمود غزلان، أحد أعضاء الحرس القديم ردا قويا بعنوان «قوتنا في سلميتنا»، لكن ألقي القبض عليه بعدها بأيام مع داعية إخواني ينبذ العنف، ويواجه الإخوان أحكام إعدام محتملة.
واختتم التقرير قائلا: «أعضاء داخل الجماعة داخل مصر يتساؤلون حتما إذا ما كان هناك ثمة سبيل آخر لمواجهة هذا النظام القاسي».