هتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم، الخميس، بعدة قضايا تتعلق بالشرق الأوسط، منها القيود والتعقيدات، التي تشوب العلاقات الروسية الإيرانية، وأن التحالف بين الدولتين أضعف مما قد يظن البعض، وإن موسكو تتخذ من طهران أداة لتحقيق مصالحها الدولية.
كما اهتمت الصحف العالمية بإعلان شركة «فينميكانيكا» الإيطالية للصناعات الدفاعية والجوية توقيعها اتفاقا مع الكويت لبيع 28 طائرة «يوروفايتر تايفون»، حيث تسير الكويت عى خطى جيرانها في تحديث سلاح الجو.
بالإضافة إلى مشاورات عاجلة جرت في غرفة العمليات الواقعة شمال عمان، بمشاركة الولايات المتحدة، والجيش الأردني، وضباط إسرائيليين، وآخرين من دول خليجية بينها السعودية والإمارات، بشأن تقدم تنظيم داعش على الحدود الأردنية السورية.
وعلى الرغم من نقاط الخلاف بين واشنطن وموسكو حيال سوريا، أشارت الصحف إلى أن هناك اتفاقا بينهما على ما لا يقل عن 3 نقاط أساسية، وهي وجوب تركيز مفاوضات السلام الجارية في جنيف على مرحلة انتقال سياسي ترعاها الأمم المتحدة، وتؤدي إلى تطبيق الديموقراطية والتعددية، ووجوب دعم الهدنة في غرب سوريا للاستمرار بالمفاوضات بالحد من العنف، وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين تطبيقاً لقرارات صدرت عن مجلس الأمن الدولي.
موسكو تتخذ من طهران أداة لتحقيق مصالحها الدولية
أشارت مجلة «ذي ناشونال إنترست» الأمريكية إلى القيود والتعقيدات، التي تشوب العلاقات الروسية الإيرانية، وقالت إن التحالف بين الدولتين أضعف مما قد يظن البعض، وإن موسكو تتخذ من طهران أداة لتحقيق مصالحها الدولية.
ونشرت المجلة مقالا اشترك فيه الكاتب آري هيزتين، والكاتبة فيرا ميتلين شابير، قالا فيه، إن هناك اختلافات في المصالح بين روسيا وإيران في العديد من القضايا المشتركة بين الطرفين.
وأشار الكاتبان إلى أن فكرة التحالف الروسي الإيراني مبنية على مصالح رئيسية مشتركة، أبرزها الحد من هيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في فترة ما بعد الحرب الباردة.
كما أن روسيا تدعم البرنامج النووي الإيراني، وأن بين الطرفين مصالح مشتركة في سوريا جعلت موسكو تتدخل عسكريا بالتنسيق مع طهران لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن روسيا تأمل في استغلال الفرص الاقتصادية المتوفرة الآن في إيران في مرحلة ما بعد رفع العقوبات الدولية.
وقال الكاتبان، إنه على الرغم من كل هذا التقارب بين روسيا وإيران، فإن النظر عن قرب لهذا التحالف المفترض بين البلدين يشير إلى أن العلاقة بينهما تشوبها قيود واختلافات.
وأوضحا أن روسيا تهدف لتحقيق التوازن مع الولايات المتحدة في الساحة الدولية وتسعى لاعتراف أمريكي بمصالحها، وأن إيران هي مجرد أداة في هذا التكتيك، وأنه عندما تتحسن العلاقات بين روسيا وأمريكا، فإن روسيا تخفض من سعيها لتشكيل تحالف مناهض لأمريكا، وهو ما يعني أن تحالف موسكو مع طهران يتضاءل.
وأشارا إلى أنه رغم الحملات العسكرية الروسية والإيرانية في سوريا، والتي تجرى بالنيابة عن نظام الأسد، فإن لدى البلدين أهدافا مختلفة، فروسيا مهتمة بمنع سقوط نظام الأسد وبالحفاظ على دولة عميلة في المنطقة، وأما إيران فمهتمة بأن تبسط نفوذها الكامل على سوريا.
وأشار الكاتبان إلى أنه في ضوء الآراء المتباينة بين طهران وموسكو على مستقبل سوريا والإستراتيجيات المختلفة في الحرب، فإن من الواضح أن الروس لا يرون في إيران شريكا مثاليا في سوريا.
أضافا أنه يحتمل أن تصبح خلافات روسيا وإيران بشأن سوريا أكثر وضوحا إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في البلاد، وخاصة عندما يُجبر البلدان -روسيا وإيران- على اتخاذ قرارات ملموسة بشأن مستقبل سوريا.
وأوضحا أن التعاون الروسي مع إيران بشأن الطموح النووي الإيراني كان محدودا، وأن موسكو تؤكد أنها تعارض السماح لإيران بتحقيق قدرات نووية عسكرية، وأنها تعاونت مع الغرب في المفاوضات بشأن نووي إيران.
وأشارا إلى أنه بعد أن تم رفع العقوبات عن إيران فإن روسيا تستعد لبيع أسلحة بمليارات الدولارات لطهران، ولكن هذه الصفقات تشتمل على قيود على المستوى السياسي والاقتصادي، وأن هناك منافسة بين البلدين في مجالات مختلفة، كما في مجال تصدير النفط والغاز.
الكويت تشتري 28 طائرة «يوروفايتر تايفون» من إيطاليا
اهتمت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في تقرير لها، بإعلان شركة «فينميكانيكا» الإيطالية للصناعات الدفاعية والجوية توقيعها اتفاقا مع الكويت لبيع 28 طائرة «يوروفايتر تايفون»، حيث تسير الكويت عى خطى جيرانها في تحديث سلاح الجو.
وأشارت إلى أن الصفقة هي الأكبر على الإطلاق للشركة الإيطالية، وتصل قيمتها إلى نحو 9.1 مليار دولار، وفقا لمسؤولين في تلك الصناعة، وتشمل الصفقة شراء الطائرات والدعم المقدم لها وتدريب أطقمها وما يتعلق بالبنية التحتية الخاصة بها في الكويت ولا تشمل الأسلحة التي تستخدمها تلك الطائرات.
وتمتلك الكويت أسطولا يضم 39 طائرة حربية من النسخة القديمة من «إف إيه 18 هورنت» الأمريكية، ومازالت في محادثات مع الحكومة الأمريكية لشراء 28 طائرة أحدث من نوع «إف إيه 18 إي إف سوبر هورنت»، وفقا لمسؤول في البنتاجون، لكن الطلب الكويتي للحصول على هذه الطائرات تباطأ نتيجة لروتين الحصول على الموافقات أولا في واشنطن.
وذكرت أن حكومات الشرق الأوسط سعت لشراء أشكال متنوعة من الطائرات الحربية مؤخرا، حث تشتري قطر 36 طائرة حربية من فرنسا بعدما وافقت مصر العام الماضي على أن تصبح أول مستورد لطائرة رافال الفرنسية.
وتدرس السعودية، التي تشتري بالفعل طائرات «تايفون» الحصول على مزيد من الطائرات، كما تسعى سلطنة عمان للحصول كذلك على هذا النوع من الطائرات.
وتحدثت الصحيفة عن أن اهتمام الشرق الأوسط بشراء الطائرات الحربية يأتي على الرغم من زيادة الضغط على الميزانية في بلدان بالمنطقة نتيجة تراجع أسعار النفط، الذي يمثل المصدر الرئيسي للدخل الحكومي لدول مثل السعودية والكويت.
مشاورات لمنع «داعش» من السيطرة على أجزاء كبيرة من حدود الأردن مع سوريا
قال موقع «ديبكا» الإسرائيلي، إن قوات تنظيم «داعش» وصلت الثلاثاء 4 أبريل للحدود الأردنية في منطقة نهر اليرموك، وسيطرت على عدد من المعابر الحدودية الأردنية.
«ديبكا» كشف، نقلا عمن قال إنها مصادره العسكرية، عن مشاورات عاجلة جرت في غرفة العمليات الواقعة شمال عمان، بمشاركة الولايات المتحدة، والجيش الأردني، وضباط إسرائيليين، وآخرين من دول خليجية بينها السعودية والإمارات.
تركزت المشاورات على كيفية منع «داعش» من السيطرة على أجزاء كبيرة من الحدود الأردنية مع سوريا، وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن الخوف من 3 سيناريوهات باتت قابلة للتحقيق.
1- بإمكان «داعش»، الذي وصلت مجموعة من كبار قادته مؤخرا من الرقة، وتولت قيادة لواء شهداء اليرموك، البالغ نحو 3000 مقاتل، إقامة جيب على طول حدود إسرائيل والأردن مع سوريا، يكون شبيها بالجيب الذي يسيطر عليه التنظيم شمال سوريا ويمتد 90 كم على طول الحدود السورية التركية. مثل هذا الجيب سيشكل تهديدا مباشرا لهضبة الجولان الإسرائيلية (المحتلة- المترجم) وشمال الأردن.
2- عندما انسحبت قوات التنظيم الأسبوع الماضي من تدمر شرق سوريا، توجه جزء من القوات المنسحبة جنوبا إلى جبل الدروز، ووصلت تلك القوات مؤخرا إلى المنطقة الدرزية، لكنها لم تدخلها.
هناك مخاوف أن تتجه تلك القوات غربا تجاه الحدود السورية مع إسرائيل، وتتوحد مع قوات لواء اليرموك، يمكن لهذه الخطوة أن تضاعف من قوة التنظيم بجنوب سوريا، في هذه الحالة تتحول حدود إسرائيل والأردن مع سوريا إلى جبهات مشتعلة.
3- تزايد قوة تنظيم «داعش» بجنوب سوريا، جاء بميليشيات عسكرية أخرى، تعمل حتى الآن مع المتمردين السوريين ضد جيش النظام وحزب الله بالمنطقة، لتنضم للواء اليرموك.
3 نقاط اتفاق أساسية بين واشنطن وموسكو حيال سوريا
على رغم نقاط الخلاف بين واشنطن وموسكو حيال سوريا، هناك اتفاق بينهما على ما لا يقل عن 3 نقاط أساسية، وفقا لفريدريك سي. هوف، وهو المسؤول السابق عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأمريكية.
وحدد هوف، الزميل المقيم في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، في مقال نشرته مجلة نيوزويك النقاط الثلاث كالآتي:
1ـ وجوب تركيز مفاوضات السلام الجارية في جنيف على مرحلة انتقال سياسي ترعاها الأمم المتحدة، وتؤدي إلى تطبيق الديموقراطية والتعددية.
2ـ وجوب دعم الهدنة في غرب سوريا للاستمرار بالمفاوضات بالحد من العنف.
3ـ تسريع إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين تطبيقاً لقرارات صدرت عن مجلس الأمن الدولي.
ولكن الأسد في رأي هوف لا يأبه لأي من هذه المسائل، فهو يرفض أسس مفاوضات السلام، أي مرحلة انتقال سياسي تقودها هيئة حكم انتقالي يتم الإتفاق عليها بالتراضي، وتمارس سلطة تنفيذية كاملة.
وتستند النقاط الرئيسية لمحادثات السلام في جنيف إلى البيان الختامي الصادر عن مجموعة العمل في سوريا في 30 يونيو/ حزيران 2012، والذي وافقت عليه الدول الأعضاء الخمس في مجلس الأمن الدولي.
ومع ذلك، يقول الكاتب، يرفض بشار الأسد تلك القرارات، ويعتبر أن الدستور السوري أولوية تتقدم على إرادة المجتمع الدولي، «فهذا النظام الدموي يعتمد على حجة قانونية لا تراعي إلا دستور فصله النظام على قياس سلطته العائلية والطائفية، ويعتبر أي خرق له يمس السيادة السورية».
