اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بتطورات الأوضاع داخل تركيا، على وقع الانقلاب العسكري المفاجئ والذي لم يكتمل، وتباينت الصحف العربية في تناول الحدث “الزلزال” بين الموضوعية “الحيادية” في عرض الأحداث، وبين الترقب وتحليل أسباب فشل الانقلاب وتوقع توترات داخلية ساخنة، بينما كشفت صحف الخليج عن استنكارها وإدانتها لمحاولة الانقلاب الفاشلة، وتوافقت الصحف العربية على أن ما حدث “زلزال إقليمي” يشكل الخطر الأكبر على حكم أردوغان رغم إعلان فشل محاولة الانقلاب.
الانقلاب لم يكتمل وتركيا إلى المجهول
ولعل المشهد سيكون معكوسا بالكامل، وسيكون أردوغان متربعا في قصره، وقادة الانقلاب قيد الاعتقال. ومهما يكن، فان ما يجري يشكل الخطر الاكبر الذي يضرب الحكم الاردوغاني، وهيمنة حزب العدالة والتنمية على السلطة في تركيا منذ 14 سن، بحسب ىتقرير صحيفة السفير اللبنانية، والتي ذكرت أن ما يعزز المشهد المشوش عن فشل الانقلاب، وتأكيد المخابرات ان الانقلاب في طريقه نحو الفشل.ان الجهل بأجوبة تساؤلاتعديدة هو بالضبط صورة المشهد التركي الغامض.
وتؤكد الصحيفة، أن الانقلاب لو اكتمل كانت هزاته الارتدادية ، ستكون واسعة، وتطال الاقليم كله. هذه دولة «اطلسية»، وهي لاعب اقليمي كبير متهم بالتورط في كل النزاعات والحروب التي اشتعلت في المنطقة خلال السنوات الست الماضية. سوريا قد تتبدل الأحوال فيها تبدلا كبيرا بعدما ظل اردوغان الحاضن الاقليمي الاول للفصائل المسلحة خصوصا في الشمال السوري. ايران تتابع بالتأكيد وبقلق تطورات الاحداث المتسارعة.> العراق، مصر، السعودية، قطر، ليبيا، قبرص وغالبية دول الاتحاد الاوربي، واللائحة تطول للدول التي ستتأثر بهذه الهزة الاقليمية الكبرى
وأوضحت “السفير” أن من بين المؤشرات التي يتحتم التوقف عندها المواقف الصادرة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. اذ بالكاد سمع صوت مندد بالانقلاب المفترض. .ونقلت تقارير عن مصادر أمريكية تأكيداتها انها تجهل هوية الانقلابيين ولم تكن على اطلاع مسبق على خطط إطاحة اردوغان.
عرش أردوغان يهتز
وأشارت صحيفة الأخبار اللبنانية، إلى الليلة الحالكة التي مرّت على رجب طيب أردوغان أمس. حيث لم يتوقّع أكثر المتشائمين من فريقه التعرّض لانقلاب عسكري. مرّت ساعات وبقيت الصورة ضبابية عند الرئيس وحكومته والدول الغربية. بدأت المسألة بـ«تمرّد مجموعة صغيرة» لتظهر أنها محاولة انقلاب جدّية أُجهضت مع ساعات الصباح الأولى.ولكن عرش “أردوغان” اهتز رغم فشل المحاولة.
“انقلاب خامس” أم “أردوغان ثان”؟
وتحت نفس العنوان ، كتبت صحيفة المستقبل اللبنانية: فيما كان العالم يتفكر في «مجزرة نيس» الفرنسية وأبعادها الإرهابية، أضطر الى الالتفات شرقاً باتجاه تركيا ليس بسبب حدث إرهابي هذه المرة، بل بفعل تواتر أخبار عن محاولة انقلابية عسكرية، بعدما نسي كثيرون أن هذا البلد الواقع على تقاطع خطوط زلازل جيوـ سياسية كان دائماً واقفاً عند احتمال انقلاب خامس، بعدما شهد تاريخه الجمهوري أربع انقلابات حفظت للعسكر مكانة خاصة رغم العهد الطويل للانقلاب السياسي الذي قاده رجب طيب اردوغان منذ العام 2003، محاولاً فرض نموذج إسلامي مقبول في محيطه الشرقي ومرحب به غرباً، رغم أنف «الدولة العميقة» ذات المزاج العسكري المتلحف بشعار الجمهورية الأتاتوركية العلمانية.
وأوضح التقرير الإخباري للصحيفة ، أن وقع دوي رصاص فرح في دمشق احتفالاً متعجلاً بسقوط اردوغان، العدو اللدود لبشار الأسد، فإن تواتر الأخبار مساء أمس، لم يتح مجالاً لإدراك حقيقة الوضع على الأرض: هل سيُكتب لتركيا أن تكون في عهدة «انقلاب خامس» أم في عهد «اردوغان الثاني»؟ اذ لا بد من تصفية حسابات في الحالتين، وهي حسابات لن تقف عند حدود الداخل التركي بل ستكون ارتداداتها إقليمية وربما دولية. ..ولكن
في ساعة متقدمة قبيل الفجر أعلن رئيس وزراء تركيا علي بن يلديريم، أن الوضع تحت السيطرة إلى حد كبير، وإن الذي حصل تمرد من جانب حركة فتح الله غولن، التي نفت علاقتها بذلك.
الانقلاب خيانة وسيكون سببا لتطهير الجيش
وأشارت صحيفة عكاظ السعودية، إلى فشل الانقلاب، وظهور”فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان” وسط حشود من مؤيديه خارج مطار اسطنبول.مؤكدا أن المتورطين في الانقلاب سينالون الرد المناسب أيا كانت المؤسسة التي ينتمون إليها.. ولا سلطة تعلو على الإرادة الوطنية. وشدد على أن ما جرى كان ضربا من الخيانة، وأن الانقلاب قامت به مجموعة صغيرة داخل الجيش لا يمكنها التأثير على وحدة البلاد.. وسيكون سببا لتطهير الجيش.
وذكرت الصحيفة السعودية، أن “أردوغان” فاجأ الجميع باستثماره لخاصية هاتفه الذكي، والذي أتاح له الظهور في وقت قياسي بعد أن ترددت الأخبار عن احتجازه، وسمح له برنامج “فيس تايم” والمتاح فقط على “الآيفون” بالتحدث صوت وصورة وعلى الهواء من مقر تواجده، مع قناة “سي إن إن” التركية، مطالبا المواطنين الخروج للشارع والتظاهر ضد الحركة العسكرية الانقلابية.
“فتح الله غولن” يندد بالانقلاب نافياً علاقته به
وأبرزت الصحف الخليجية، تنديد الداعية “فتح الله غولن، خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “بأشد العبارات” بمحاولة الانقلاب التي نفذها جنود مساء أمس في تركيا، وقال في بيان مقتضب أصدره “من المسيء كثيراً بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن أتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة، وأنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات”. وتابع غولن في البيان: “أدعو الله من أجل تركيا، من أجل المواطنين الأتراك، ومن أجل جميع الموجودين حالياً في تركيا، أن تجري تسوية هذا الوضع بصورة سلمية وسريعة”.
الشعب التركي ينحاز لـ “المدينة” ويرفض “دبابات الانقلابيين”
وتحت نفس العنوان، كتبت صحيفة الرياض السعودية: خرجت مجموعات من المواطنين الأتراك الى شوارع اسطنبول في أحياء مختلفة في مسيرات ضد الانقلاب ولدعم الرئيس رجب طيب أردوجان، وهم يهتفون “الله أكبر”. وقال مسؤول تركي كبير إن محاولة الإنقلاب فشلت، والقوات التي حاولت قلب نظام الحكم عاجزة عن السيطرة على الشوارع في مناطق كثيرة.. بينما ذكرت الرئاسة التركية في حسابها على موقع تويتر، أنه قد تقع محاولة تمرد أخرى في تركيا في أي وقت مضيفة أن من الضروري مواصلة السيطرة على الموقف في الشارع.
قطـر تستنكـر وتديـن انقلاب تركيا الفاشل
وأعربت دولة قطر عن استنكارها وإدانتها الشديدين لمحاولة الانقلاب العسكري والخروج على القانون وانتهاك الشرعية الدستورية في جمهورية تركيا. ونقلت صحيفة الراية القطرية، تأكيد وزارة الخارجية، في بيان لها، تضامن دولة قطر مع جمهورية تركيا الشقيقة في كافة الإجراءات القانونية التي تتخذها الحكومة التركية الشرعية للحفاظ على أمن واستقرار تركيا وشعبها الشقيق. ودعا البيان إلى ضرورة الحفاظ على الشرعية الدستورية، وعدم القيام بأي خطوة من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية التركية الشقيقة .
وذكرت الصحيفة، أن جموع الشعب التركي، احتشدت في ميدان تقسيم وأمام مطار أتاتورك لإفشال محاولة الانقلاب العسكري وذلك استجابة لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدحر الحركة الانقلابية، فيما طالب عبد الله جول رئيس الجمهورية السابق بعودة عناصر الجيش إلى أماكنهم وإنهاء ما حدث، وقال إن تركيا ليست بلداً في مجاهل إفريقيا أو السيطرة عليها في ظلام الليل ودعا المواطنين للتمسّك بالديمقراطية، في حين أكد رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو أن اليوم هو يوم إعلاء صوت الشعب التركي عالياً في المدن، وطالب بالعودة إلى المسار الديمقراطي وأن الجيش التركي ليس انقلابيا. فيما دعا رئيس البرلمان لاجتماع طارئ اليوم.
انقلاب عسكري خامس في تركيا لكن.. إلى الفشل
وكتبت صحيفة القبس الكويتية: باء الانقلاب الخامس في تاريخ تركيا الحديث، بالفشل الذريع بعد ساعات من بدئه، حيث أعلن مسؤول تركي، أنه تم إعفاء 29 عقيداً ركناً و5 جنرالات من مناصبهم في الجيش، على خلفية محاولة الانقلاب.كما تمت تسمية أوميت دوندار رئيساً لأركان الجيش التركي، واعتقال 1563 عنصراً من القوات العسكرية التركية على رأسهم رئيس أركان الجيش الثالث أكرم جاغلر واللواء حسن بولات قائد لواء المشاة المؤلل 39، في إطار التحقيقات على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وأبرزت الصحيفة، تأكيد رئيس مجلس النواب التركي، إسماعيل كهرمان، أنه لا أحد يستطيع أن ينال من الدولة التركية ومن وحدة الشعب الذي أثبت أننا طوينا صفحة الانقلابات، مشددا على أن تركيا دولة ذات سيادة ولا يمكن تهديدها أو تقسيمها بالفتنة.
أردوغان يعلن اسقاط “الانقلاب” .. واشتباكات في أنقرة
وتناولت صحيفة الوطن العمانية، وصول لرئيس التركي “أردوغان” الى اسطنبول عقب اعلان مجموعة عسكرية في الجيش الاستيلاء على السلطة، متعهدا بحملة تطهير للجيش والدولة ممن وصفهم بالانقلابيين، في وقت شهدت مدينة انقرة اشتباكات بين وحدات من الجيش ممن شاركت في هذا التحرك ووحدات اخرى حول مبنى البرلمان ومبنى بلدية اسطنبول. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي فور وصوله الى مطار اسطنبول “لا مكان للانقلابات في بلاده والانقلابيون لم ينجحوا في هذه البلاد”.
تركيا على أبواب حرب أهلية
وأكدت صحيفة تشرين السورية، أن حالة من الغموض والتوتر الشديد تسود تركيا بسبب تضارب المعلومات حول مدى نجاح أو فشل الانقلاب العسكري وما رافق ذلك من اشتباكات بين الجيش والشرطة علاوة على اشتباكات جوية فوق العاصمة أنقرة، كل ذلك وغيره جعل من الصعب على أي من المتابعين الجزم بما آلت أو ستؤول إليه الأمور في تركيا، بينما بدا لافتاً تحذيرات جدية من انزلاق تركيا إلى حرب أهلية.
الانقلاب فشل .. و”أردوغان” يتنفس الصعداء
وأكدت صحيفة أخبار اليوم المغربية، أن المملكة أعلنت رفضها للمحاولة الانقلابية في تركيا ضد الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان.. ونقلت الصحيفة عن بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون “أن المغرب يرفض مبدئيا أي لجوء للقوة من أجل تغيير الأنظمة”، داعيا الأطراف في تركيا إلى “حماية النظام الدستوري في هذا البلد” وأضافت الصحيفة: أظهرت القنوات العالمية كيف حاصر المواطنون الأتراك دبابات الجيش وعربات الانقلابيين، مانعين إياهم من الحركة.. وبعد أن تأكدت الدول الكبرى أن الانقلاب فشل في تركيا بدأت تصدر بيانات شجب الانقلاب العسكري الفاشل.
إحباط الانقلاب في تركيا… وأردوغان يتوعد بتطهير الجيش
ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية، عن قائد أركان الجيش التركي بالنيابة الجنرال أوميت دوندار، إحباط محاولة الانقلاب العسكري، مشيراً إلى مقتل 104 انقلابيين، فيما اعتبر أردوغان أن العمل الذي قامت به قوات من الجيش يمثل عملا من أعمال الخيانة، وسيكون سبباً لتطهير القوات المسلحة..وأضاف أردوغان إن «أقلية من منتسبي منظمة الكيان الموازي تمكنوا خلال السنوات الـ 40 الماضية من التسلل إلى قواتنا المسلحة وتشكيلاتنا الأمنية وهم مجموعة لم تستسغ وحدة بلدنا وسلامتها وتكاتفها»، مشيراً إلى أن “ما حدث يظهر أن هيكل غولن عبارة عن تنظيم إرهابي مسلح”.
