طرحت الصحف الفرنسية عددا من الأسئلة حول بعض القضايا الراهنة، على رأسها ما وصفته بحرب المياه في دمشق، ومستقبل الحكومة المغربية، كما طرحت سؤالا حول مرحلة ما بعد الرئيس بوتفليقة في ضوء الانتخابات النيابية في الجزائر.
حرب المياه في دمشق
في “لوموند” نقرأ مقالا من بيروت عن “حرب المياه في دمشق”. المقال ليس الأول الذي تنشره الصحافة الفرنسية عن انقطاع المياه عن العاصمة السورية. مراسلة “لوموند” في بيروت “لور اسطفان” قالت إن النظام والتمرد يتبادلان التهم حول الجهة المسؤولة عن أزمة المياه. النظام اتهم المتمردين بتسميم الخزانات التي تغذي دمشق، فيما التمرد اتهم القوات الموالية بقصف البنى التحتية ما تسبب بالأزمة. أما الأمم المتحدة التي تعتبر أن قطع المياه هو بمثابة جريمة حرب، فهي عاجزة عن تحديد الجهة المسؤولة تقول “لوموند” التي خلصت الى أن “معاناة الأهالي سوف تطول طالما أن المعارك مستمرة في منطقة وادي بردى”.
الانتخابات النيابية في الجزائر ترسم مرحلة ما بعد بوتفليقة
“لوفيجارو” خصصت مقالا للوضع في الجزائر عشية الانتخابات النيابية المقررة في شهر أبريل/نيسان. “هذه الانتخابات قد تخرج الطبقة السياسية من حالة الموت السريري التي أصابتها منذ إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة” تقول “لوموند”. “الاقتراع قد يرسم ملامح مرحلة ما بعد بوتفليقة” نقلت الصحيفة عن أحد كوادر جبهة التحرير الوطني. “النظام”، يتابع هذا المصدر، لن يطرح مرشحه بصورة مفاجئة بل سوف يخلق توافقا أو شرعية ما ولو مركّبة حوله، تماما كما فعل لدى انتخاب بوتفليقة رئيسا لأول مرة عام 1999”.
واعتبر الخبير السياسي “رشيد تلمساني” أن “هذه الانتخابات قد تسمح بتحديد موازين القوى بين الرئاسة والمخابرات وإلى أن الأحزاب سوف تلقي بثقلها في المعركة من أجل التفاوض على الحقائب الوزارية” وربما على منصب الرئاسة، يضيف كاتب المقال “آدم أرودج” في إشارة إلى الطموحات الرئاسية لمنافس بوتفليقه عام 2014 رئيس حزب “طلائع الحريات” “علي بن فليس” الذي قرر مقاطعة الانتخابات في مسعى للنأي بنفسه عن النظام.
ماذا بعد الأزمة الحكومية في المغرب؟
الأزمة الحكومية في المغرب شكلت مادة لمقال في “لوموند”. بعد ثلاثة أشهر من تكليفه تشكيل الحكومة، أعلن عبد الإله بن كيران وقف لقاءاته التشاورية مع الأحزاب من أجل تشكيل غالبية برلمانية. الأزمة غير مسبوقة منذ عشرين عاما في المغرب. تقول “لوموند”، إن هذه الأزمة تطرح أسئلة حول موازين القوى بين حزب بن كيران الإسلامي والقصر، في بلد يحتفظ فيه الملك باليد الطولى على مجمل الحياة السياسية. وقد تساءلت “لوموند” عما إذا كانت ستؤدي الأزمة الى انسحاب بن كيران، ما قد يسيء لصورة البلاد.
سباق التسلح، عود على بدء
“لي زيكو” خصصت المانشيت لعودة العالم لسباق التسلح. 1563 مليار دولار حجم النفقات العسكرية للعام الماضي. “رقم قياسي جديد” تقول “لي زيكو” على خلفية “التهديدات الإرهابية وعودة الصراعات على موازين القوى في العالم على غرار موسكو في أوكرانيا وبكين في بحر الصين. تبلغ حصة الولايات المتحدة وحدها أربعين بالمئة من الإنفاق تليها الصين التي ضاعفت ميزانياتها الدفاعية خلال سبعة أعوام ما شكل حافزا للحاق الهند واليابان بسباق التسلح. أوروبا مرشحة أيضا لمضاعفة جهودها في ظل الانحسار الأمريكي” تقول “لي زيكو”.
الفكر المحافظ الجديد يستيقظ في فرنسا
وفيما خص الانتخابات الفرنسية، خصصت “لوموند” المانشيت لـ”يقظة الفكر المحافظ الجديد”، و”لوفيجارو”، لـ”إمعان مرشح اليمين فرانسوا فيون بمشروعه المتشدد”. أما “لاكروا” فطرحت مسألة “أزمة الفكر لدى الاحزاب اليسارية. إذ تفتت هذا الفكر الذي كان يعد محركا للمستقبل”. واعتبرت أن “إعادة إحياء اليسار ضرورة من أجل تفادي مواجهة خانقة ما بين اليمين واليمين المتطرف في الرئاسية الفرنسية”.
