اهتمت الصحف المصرية، الصادرة اليوم الإثنين، بأول زيارة لوزير خارجية مصري لإسرائيل منذ أكثر من تسع سنوات، وكشف إبراز الصحف للزيارة عن تباين وتناقض واضح في تناول الزيارة ومباحثات شكري في إسرائيل، بين الصحف القومية «الحكومية» والتي أبرزت الرؤية الإسرائيلية لأهمية الزيارة، إلى جانب استعادة مصر لدورها المحوري في عملية السلام، وعرضت تعليقات وتحليلات سياسيين بقدر كبير من التفاؤل للنتائج المرتقبة للزيارة.. بينما وصفت الصحف المستقلة الزيارة بالصدمة والمهمة الغامضة، وكشفت عن ردود أفعال غاضبة داخل الشارع السياسي، وانقسامات داخل البرلمان.
والتزمت صحف أخرى بنشر الخبر دون تعليق، وثالثة أبرزت إحياء مبادرة السيسي للسلام الدافئ.
«الصدمة».. شكري يغرد خارج السرب
وتحت نفس العنوان، كتبت صحيفة الدستور، أن التغريد خارج السرب.. متلازمة صارت مرادفة لمسيرة الوزير سامح شكري وزير الخارجية المصري، منذ أن وطئت قدماه قلعة الدبلوماسية المصرية، حيث أجاد شكري العزف على تصريحات الصدمة وأفعال المفاجأة، خلافا للعرف الدبلوماسي المتمسك بانضباط التصريحات والأفعال.
وقد أثارت زيارة سامح شكري إلى تل أبيب جدلا كبيرًا، خاصة أن الزيارة تأتي بعد جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأفريقية، بالإضافة إلى أن الزيارة تأتي دون إعلان مسبق، بعد 9 سنوات من زيارة أخر وزير مصري إلى إسرائيل، وهو ما جعل سامح شكري يتعرض لهجوم كاسح من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متناولين خطايا الوزير.
نتنياهو: الزيارة مهمة.. وتعكس تغيرا في العلاقات
وتناولت صحيفة الأهرام، تأكيد وزير الخارجية سامح شكري، خلال زيارته لتل أبيب، أن مصر حريصة على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحرص على إقامة جسور من الثقة بين الطرفين ، وأن زيارته تأتى في توقيت مهم وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما يمتد الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى لما يزيد على نصف قرن راح ضحيته الآلاف، وتحطمت على جداره طموحات وآمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وفقاً لحدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية .. بينما أكد نتنياهو على أن الزيارة مهمة وتعكس تغيرا في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
تحريك عملية السلام
وفي زاوية «رأي الأهرام» كتبت الصحيفة : يشعر الكثيرون من قادة الدول المهمة في المنطقة والعالم، بضرورة تحريك عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وتدرك مصر، بحكم مسئوليتها التاريخية وانخراطها في معالجة قضية السلام منذ بدايتها، وأنه لا يمكن لمصر أن تتراجع أو تتوقف عن أداء دورها في القضية الفلسطينية، بل يدرك الفلسطينيون أن «لا بديل عن الدور المصري»، ومن هنا تأتى أهمية الزيارة التي بدأها وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل، وليس خافيا أن توقيت الزيارة مهم للغاية مما يوفر الفرصة لإعطاء دفعة لعملية السلام، ومناقشة الملفات الإقليمية المهمة.
انقسامات في البرلمان حول زيارة وزير الخارجية لإسرائيل
وذكرت صحيفة المصري اليوم، أن أعضاء مجلس النواب انقسموا حول زيارة وزير الخارجية لإسرائيل، ففي الوقت الذى اعتبرها عدد منهم شيئا طبيعيا ولها مردود إيجابى، خاصة أن مصر أصبحت منفتحة على العالم، قال آخرون إنها تجاهلت مجلس النواب، ووقتها مريب، خاصة أنها تعقب زيارة نتنياهو لدول حوض النيل. وأشارت الصحيفة، إلى ما كشفت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن نتنياهو طلب من شكري مساعدة مصر في إعادة رفات جنديين من جيش الاحتلال الإسرائيلي أحدهما يدعى شاؤول أورون والثاني اسمه هدار جولدن لدفنهما في إسرائيل، و إطلاق سراح 2 من المدنيين الإسرائيليين في قطاع غزة أحدهما يدعى أفرا مانجيستو والثاني اسمه هشام سيد، وأن شكري أكد إن مصر ستقدم مساعدتها في هذا الشأن.
إسرائيل توافق على مبادرة السيسي.. ونتنياهو يدعو لمفاوضات مع الفلسطينيين
وذكرت صحيفة الجمهورية، أن وزير الخارجية، سامح شكري، شدد علي أن رؤية حل الدولتين ليست ببعيدة المنال وهناك الكثير من الأفكار والمبادرات المطروحة التي يمكن أن تسهم في ترجمته إلي واقع عملي إلا أن تنفيذ تلك الرؤية يقتضي اتخاذ خطوات جادة علي مسار بناء الثقة .. ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إنه يوافق علي المبادرة التي اقترحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الداعية والرامية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط. وانه يدعو للقاء يجمعه بالمسئولين الفلسطينيين في إطار مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني وهو الطريق الوحيد من أجل التعامل مع مسألة حل الدولتين لتحقيق السلام.
مهمة «غامضة» في تل أبيب
وكتبت صحيفة التحرير: زيارة مفاجئة للشعب المصري، مرتب لها من قبل القيادة السياسية، قام بها وزير الخارجية سامح شكرى لإسرائيل، إذ أعلنت وسائل الإعلام على الصعيدين صباح أمس الأحد نبأ الزيارة، مصحوبًا بعبارات السلام العادل والقضية الفلسطينية والسلام الشامل كعادة الزيارات الرسمية إلى تلك المنطقة، التي دائما ما تكون مصدر قلق على الأقل للشعب المصري، إن لم يكن على مستوى القيادة السياسية أيضًا..
وأضافت الصحيفة: زيارة شكري وصفها البعض بـ«الغامضة»، وأنها غير موفقة، إذ إنها تأتى بعد جولة بنيامين نتنياهو وتحركاته بإفريقيا، إضافة إلى اتهام إسرائيل بأنها تعبث بأمن مصر المائي، فضلا عن أنه لا توجد في الأفق نية أو توجه لدى حكومة نتنياهو نحو تسوية القضية الفلسطينية..
الزيارة في توقيت مهم وحرج لعملية السلام
وتناولت صحيفة الأخبار، تصريحات وزير الخارجية، سامح شكري، بأن زيارته تأتي في توقيت مهم وحرج لعملية السلام، وفى غضون ذلك، وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الزيارة بـ”التاريخية”، وأوضحت أنه بجانب عملية السلام سوف يناقش الجانبان عودة حطام الطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط ، في شهر مايو / آيار الماضي. وذكر راديو “صوت إسرائيل” أن مصادر سياسية إسرائيلية رجحت أن تكون زيارة شكرى تأتى للتمهيد لزيارة يقوم بها نيتانياهو للقاهرة قريبا.
شكري في مهمة «سلام دافئ» إلى تل أبيب
ونشرت صحيفة الوطن، تغطية زيارة وزير الخارجية، سامح شكري، إلى إسرائيل واجتماعه مع بنيامين نتياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، وأشارت إلى تأكيد “شكري” أن معاناة الشعب الفلسطيني تزداد صعوبة يوما بعد يوم ولا يمكن القبول بالحفاظ على الوضع الراهن، وأن الزيارة تأتي في توقيت حساس تمر فيه المنطقة بتطورات هامة..
شكوك حول الهدف من زيارة شكري لإسرائيل
وكتبت صحيفة الوفد : زيارة وزير الخارجية سامح شكري لتل أبيب ، لم يكن مُعلن عنها مسبقا، وجاءت على عجل ولذلك تثير عددا من الشكوك حول الهدف منها، خاصة أنها تتزامن مع عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الجولة الإفريقية مباشرة وتوقيعه عددا من الاتفاقيات في مجالي المياه والزراعة. ولكن الأمر المثير للجدل هو أحد تصريحات وزير الري محمد عبد العاطي بأن مصر على وشك توقيع عقود دراسات سد النهضة خلال أيام، ما يفتح التساؤل أمام مدى أولوية مناقشة مسألة سد النهضة خلال الزيارة، خاصة أن إسرائيل أعلنت حزمة من أوجه الدعم والتنمية في إثيوبيا منها التزويد بالتكنولوجيا الحديثة وستجعلها أكبر دولة منتجة للألبان.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، جمال بيومي، في تصريحات خاصة لـلصحيفة، أنه من المؤكد أن وزير الخارجية سامح شكري سيناقش مسألة سد النهضة مع الجانب الإسرائيلي، علاوة على أي قضايا مشتركة بالإقليم مثل الوضع في ليبيا، مضيفا أن مصر نجحت في أن تجعل مصالحها هي نفس مصلحة إسرائيل، والدليل على ذلك أن مصر تتمكن من الضغط على “حماس” وقت الحاجة لصالح إسرائيل، وفي نفس الوقت ضمان استقرار الحدود المصرية
رفض وردود أفعال متباينة للزيارة
وتناولت صحيفة الشروق، رفض سامح عاشور نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب، لزيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى تل أبيب، اوقال «عاشور»، في بيان له، أمس الأحد، إن الزيارة غير مستحقة في ذلك التوقيت التي تعبث فيه إسرائيل بأمن مصر المائي من خلال تحركاتها في إفريقيا، وخاصة عقب زيارة رئيس وزرائها لأربع دول بحوض النيل الشهر الجاري، وفي ظل الظروف الراهنة بالمنطقة.. بينما أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة سامح شكري، وزير الخارجية إلى إسرائيل، ليس لدفع عملية السلام فقط، ولكنها تعد رسالة إلى جميع القوى الإقليمية والدولية، أن مصر لاعبًا رئيسيًا في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، وأنها رمانة ميزان المنطقة..وعلق الدكتور سمير غطاس، عضو مجلس النواب، ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، على زيارة وزير الخارجية لإسرائيل، قائلا: “مصر تحاول استعادة دورها التقليدي الفاعل في تسوية القضية الفلسطينية، خاصة وأن تركيا كانت تحاول اختطاف هذا الدور خلال الفترة الماضية”.
شكري في تل أبيب لإحياء آمال السلام .. ونتنياهو يرحّب بالزيارة
وذكرت صحيفة البوابة، أن وزير الخارجية، سامح شكري، بحث خلال زيارته الأولى لإسرائيل، أمس الأحد، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سبل تحريك عملية السلام المتوقفة، كما بحث عددًا من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والوضع في قطاع غزة والحدود .. بينما أشار المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، إلى تنسيق القيادة المصرية مع نظيرتها الفلسطينية فيما يتعلق بزيارة سامح شكري، وزير الخارجية لإسرائيل ، وأنه بالرغم من الجهود التي تُبذل لحل القضية الفلسطينية، إلا أن إسرائيل لا يوجد لديها نوايا حقيقية لإحياء السلام.
