بعد أن تحرك القطار المصفح بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ – أون، إلى العاصمة الفيتنامية، هانوي، في ختام رحلة طويلة اجتاز خلالها أربعة آلاف كيلومتر.. وبعد أن أقلعت طائرة الرئيس ترامب في طريقها إلى هانوي.. بدأت رحلة التوقعات مبكرا، حول حصاد القمة الثانية بين الزعيمين على امتداد يومين ـ الأربعاء والخميس ـ وهي في مجملها توقعات بنتائج ايجابية ملموسة، تستند إلى احتمالات قائمة بعقد التفاهمات والصفقات خلال القمة.. ومن المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي في هانوي، اليوم وغدا، قمة ستكون الثانية بينهما بعد قمة أولى تاريخية عقداها في سنغافورة العام الماضي.
«صفقة متوازنة» خلال مفاوضات القمة
الدوائر السياسية في كوريا الجنوبية ، تتحدث عن «صفقة متوازنة» خلال مفاوضات القمة، تسفر عن نتائج ملموسة، حيث من المتوقع أن يعلن «كيم جونغ ـ اون» تجميد الاختبارات النووية والصاروخية، والتخلص من موقع اختبار الصواريخ وتدمير أجزاء من وحدة للاختبارات النووية (هذه الاختبارات والمنشآت لم تعد ذات أهمية لبرنامج كوريا الشمالية النووي).. وفي إطار الصفقة المرتقبة، ربما يقدم الرئيس ترامب عروضا مثل تقليص القوات الأمريكية أو إزالة القواعد العسكرية من المنطقة، وهو ما يحقق ما وعد به في تجمعات حملته الانتخابية، لتوفير أموال الولايات المتحدة.
تنازلات عسكرية واقتصادية
ويتوقع سياسيون ومحللون في واشنطن، أن يطلب الزعيم الكوري «كيم» المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة، في إطار «صفقة متبادلة»، تتضمن تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية، وإعلان إنهاء الحرب الكورية، وفي المقابل يمكنه أن يعرض تنازلا عسكريا كبيرا، وخاصة التخلص من برنامجه للصواريخ الباليستية العابرة للقارات في مقابل تخفيض القوات الأمريكية في المنطقة، وليس مستبعدا في هذه الحالة أن يقبل ترامث مثل هذه الصفقة، ويعتبرها نصرا كبيرا للولايات المتحدة، حيث لم تعد مدن مثل لوس أنجلوس وشيكاغو عرضة لهجوم نووي من كوريا الشمالية، وكذلك حلفاء واشنطن (كوريا الجنوبية واليابان)، لأن هذه الدول تقع في نطاق صواريخ كوريا الشمالية قصيرة ومتوسطة المدى.
هل يتحقق السيناريو الهندي؟
وجول امكانية تنفيذ «الصفقة» المرتقبة..يرى المحلل السياسي ورئيس مركز دراسات آسيا والمحيط الهادئ بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاسيلي ميخييف، أن كوريا الشمالية تريد على المدى القصير، تقسيم برنامجها النووي إلى مراحل، وأن تحصل مقابل كل منها على «جزرة»، أي تخفيف في العقوبات..وأضاف « فاسيلي ميخييف»: في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، يتحدثون الآن عن أن ترامب يمكن أن يقبل بذلك، وإذا حدث ذلك، فسيكون خطأ فادحاً ترتكبه الدبلوماسية الأمريكية.. بيونغ يانغ ستفوز وستسير الأمور حسبما تريد، وفق السيناريو الهندي، وهذا يتعارض جوهريًا مع مصلحة عدم الانتشار النووي بشكل عام وروسيا بشكل خاص التي تعارض بشدة الوضع النووي لكوريا الشمالية.
رؤية لنجاح القمة..مقابل شكوك في واشنطن
وأوضح رئيس مركز دراسات آسيا والمحيط الهادئ التابع لأكاديمية العلوم الروسية،أن واشنطن تضع تفكيك البرنامج النووي الكامل كشرط لرفع العقوبات، لكن كوريا الشمالية تعتبر الأسلحة النووية الضمانة الحديدية الوحيدة لأمنها، وتريد هذه الدولة أن تحظى بالاعتراف كقوة نووية، وهو وضعها الحقيقي بصرف النظر عن الاعتراف، وإلى جانب ذلك، فإن نزع السلاح النووي لا يتم في يوم واحد، هذه عملية طويلة، وتحتاج، قبل كل شيء، إلى معرفة ما يجب تدميره، وكوريا الديمقراطية تخفي هذه المعلومات.. وقال الخبير الروسي: ينتظر من قمة هانوي صدور بيان جديد، وهناك حديث الإعلام الكوري الجنوبي عن النجاح، مقابل شكوك كبيرة لدى معظم الخبراء الأمريكيين، أي لن تكون هناك نتائج ملموسة.
- ويلاحظ المراقبون الدوليون للحدث الهام بعقد القمة الثانية بين ترامب وكيم ..أن سقف توقعات الرئيس ترامب منخفض..بينما سقف التوقعات مرتفع لدى كيم.. وإذا كان الرئيس ترامب قد أكد قبيل ساعة من لقاء زعيم كوريا الشمالية، أنه سيعقد «قمة بالغة الأهمية مع كيم جونج أون»، إلا أنه يقلل من توقعاته بشكل علني، بينما يتمتع «كيم أون»، بوضع أكثر قوة الآن مما كان عليه في قمة سنغافورة الأولى العام الماضي.
ترقب «تقدم ملحوظ» في مسألة نزع الأسلحة النووية
ومن جانبه يرى سفير كوريا الحنوبية بالقاهرة ، بون بوتشول، أن القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، فى هانوى عاصمة فيتنام، بعد ثمانية أشهر من القمة التاريخية الأولى بسنغافورة فى يونيو/ حزيران من العام الماضي، تحظى ببالغ الاهتمام حيث يتوقع أن تحرز هذه القمة تقدما ملحوظا فى مسألة نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية واستقرار السلام فى شبه الجزيرة الكورية.
ويؤكد السفير الكوري، أن هناك توقعات متفائلة بأن القمة ستحقق نتائج ملموسة من خلال لقاء وجها لوجه بين الرئيس ترامب والزعيم كيم جونغ أون، على الرغم من اتخاذ كوريا الشمالية لإجراءات جزئية لنزع الأسلحة النووية مثل إغلاق موقع بونجي ـ رى، للتجارب النووية، وموقع تونغتشانغ ـ رى، لتجارب محركات الصواريخ، وإن كان ينبغي على كوريا الشمالية أن تتفق على الإجراءات الحقيقية حتى تصل إلى التفكيك الكامل للأسلحة النووية والتعاون مع المجتمع الدولى للقضاء على شكوكه تجاهها.. وقال: تلك الاجراءات هى تفكيك منشآت يونغبيون النووية لإنتاج البلوتونيوم، وتفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم و المواد النووية للتخلص النهائى من الأسلحة النووية
التزام «غامض» دون تفسير!!
وسائل الإعلام الأمريكية، تتوقع أن يقوم الزعيم الكوري الشمالي، بصرف الانتباه عن مسألة نزع السلاح النووي إلى نقاط أخرى وردت في بيان سنغافورة، مثل إقامة علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وإقامة نظام سلام دائم ومستقر في شبه الجزيرة الكورية، خاصة وأن ترامب وكيم وقعا خلال قمة سنغافورة بيانا بقي تفسيره غامضا يتعلق بـ «نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، لكن لم يتم تحقيق أي تقدم منذ ذلك الحين، إذ لم يتفق الطرفان على التفسير الدقيق لهذا الالتزام.
