الصناعة النووية تحث ترامب على استئناف التعدين على اليورانيوم من خلال قانون قديم

ندد الكرملين، اليوم الخميس، بإعلان الولايات المتحدة عزمها تزويد أوكرانيا بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب قادرة على اختراق المدرعات الثقيلة، غير أن استخدامها موضع جدل بسبب ارتباطها بمشكلات صحية.

ولفت المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى أن استخدام هذه الأسلحة في الماضي «أدى إلى زيادة جامحة» في الإصابات بالسرطان معتبرًا بالتالي أن هذا «نبأ سيئ جدًا» سوف «تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليته».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أمس الأربعاء، عن حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 175 مليون دولار، وتشمل ذخائر اليورانيوم المنضب من أجل دبابات أبرامز.

وهذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها الولايات المتحدة الذخائر الخارقة للدروع والمثيرة للجدل إلى كييف.

من جهة أخرى، قال دميتري بيسكوف، إن الخطة الأميركية، لاستخدام أموال مصادرة خاصة برجال أعمال روس خاضعين لعقوبات لمساعدة أوكرانيا غير قانونية، مضيفًا أن روسيا ستطعن على تلك الأفعال.

وأضاف بيسكوف، أن بعض رجال الأعمال الروس طعنوا بالفعل على تحركات مماثلة في بلدان معينة خلصت المحاكم فيها إلى عدم قانونيتها.

في سياق متصل، اعتبر الكرملين، اليوم الخميس، أن المناورات التي تعتزم الولايات المتحدة وأرمينيا إجراءها الأسبوع المقبل تهدّد بتقويض الاستقرار في منطقة القوقاز، في وقت تتهم يريفان حليفتها التقليدية موسكو بعدم أداء الدور المتوقع منها في ظل التوتر مع باكو.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحفيين «من الواضح أن إجراء مثل هذه المناورات لا يسمح باستقرار الوضع في المنطقة أو تعزيز أجواء الثقة المتبادلة»، مشددًا على تواصل بلاده «أداء مهامها كضامن للأمن» الإقليمي رُغم الانتقادات الأرمينية.

تعتزم الولايات المتحدة إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تشمل ذخائر خارقة للدروع تحتوي للمرة الأولى على اليورانيوم المنضب.

فاليورانيوم المستنفد هو ناتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم، وهو معدن ذو كثافة عالية جدا، يستخدم سلميا في الصناعات التجارية مثل السفن والطائرات.

أما الاستخدامات العسكرية لليورانيوم المنضب فتتمثل في القذائف، لأن كثافته الشديدة تمنح القذائف القدرة على اختراق طبقات الدروع بسهولة والاشتعال الذاتي مثيرة سحابة حارقة من الغبار والمعادن.

كما يتميز اليورانيوم بخصائص فيزيائية أقوى، حيث يختلف تأثيره على المعادن التي تستخدم لحماية الدروع، فكلما كانت المركبات أكثر متانة، يؤدي ذلك لإنتاج كمية أكبر من الحرارة.

كما أن احتراق الشظايا الصغيرة يمكن أن يؤدي إلى اشتعال إمدادات الوقود للمعدات العسكرية وانفجار الذخيرة.

ويعتبر اليورانيوم المنضب أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60%، حيث لم تثبت حتى الآن تسببه في أية أمراض لكن هناك تحذيرات من إمكانية اختراق إشعاعاته لجسم الإنسان.

استخدمت في حرب الخليج في العراق عام 1991 كما استخدمت الذخائر خلال قصف الناتو ليوغسلافيا عام 1999.

حول هذا الموضوع، دارت نقاشات الجزء الأول من حلقة اليوم السبت ببرنامج «وراء الحدث»، الذي يعرض عبر قناة «الغد»، وفيه تحدث من واشنطن، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقا، مايكل مولروي، ومن موسكو، الباحث في الشؤون الروسية والعلاقات الدولية، بسام البني.

نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقا للغد: التهديد الروسي بصواريخ سارمات «مجرد كلام»

بسام البني: إذا استخدمت روسيا صاروخ «سارمات» سيكون يوم القيامة

نشرت روسيا صاروخ «سارمات» الملقب بـ«الشيطان»، والقادر على حمل رؤوس نووية، فيما ردت الولايات المتحدة الأميركية بأنها تعتزم تسليم أوكرانيا قذائف يورانيوم منضب، ما دفع المراقبين والمحللين لربط الأحداث ببعضها، والبحث في انعاكسات هذه التحركات على الحرب الدائرة في أوكرانيا.

روسيا تحرك الشيطان سارمات

أعلنت روسيا دخول صاروخ «سارمات» الجديد الملقب بـ«الشيطان» إلى الخدمة.

وقال مدير وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، يوري بوريسوف، أمس الجمعة، إن نظام الصواريخ الاستراتيجية «سارمات» وُضع في حالة تأهب.

🎖️عاجل

وكالة الفضاء الروسية:

وضع نظام صواريخ سارمات العابر للقارات في "حالة تأهب". pic.twitter.com/sFokxJOIvw

— الأحداث الروسية🇷🇺🎖 (@soldier2017kg) September 1, 2023

أميركا ترد باليورانيوم المنضب 

في غضون ذلك، أشارت وثيقة اطلعت عليها رويترز، وأكد محتواها مسؤولان أميركيان بشكل منفصل، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن سترسل لأول مرة ذخائر خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.

وبإمكان القذائف من هذا النوع المساعدة في تدمير الدبابات الروسية، وهي جزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف من المقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل.

ويمكن إطلاق الذخائر من دبابات أبرامز الأميركية التي قال مصدر مطلع إن من المتوقع تسليمها لأوكرانيا خلال أسابيع.

ما هي قدرات الصاروخ سارمات؟

صاورخ سارمات قادر على حمل رؤوس نووية وقادر على الوصول إلى أي مكان في العالم وفق مسؤولين روس.

ويستطيع هذا الصاروخ حمل 10 رؤوس نووية، ويمكنه إطلاق حمولة قصوى تبلغ 50 ميغا طن من مادة «تي إن تي»، وصمم للإفلات من أنظمة الدفاع المضادة.

«سارمات» هو نظام صاروخي استراتيجي مزود بصاروخ باليستي عابر للقارات من النوع الثقيل يعمل بالوقود السائل، ويتجاوز وزن أحد هذه الصواريخ 200 طن، تم تصميم المجمع ليحل محل صواريخ «فويفودا» الموجودة في الخدمة مع قوات الصواريخ الاستراتيجية بحسب «سبوتنيك» الروسية.

ما هي قذائف اليورانيوم المنضب؟

اليورانيوم المنضب هو ما يتبقى بعد تخصيب اليورانيوم الطبيعي، إما لصنع الأسلحة أو لوقود المفاعلات.

ويتسم اليورانيوم المنضب بأنه مشع بدرجة معتدلة في شكله الصلب، لكنه مادة ثقيلة جدا، وأكثر كثافة بـ1.7 مرة من الرصاص، وتستخدم لتقوية القذائف حتى تتمكن من اختراق الدروع والصلب.

بدأ الجيش الأميركي في إنتاج قذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع في السبعينيات.

وأضافت الولايات المتحدة اليورانيوم المنضب إلى دروع الدبابات المركبة وذخيرة الهجوم البري للقوات الجوية A-10 المعروفة باسم «قاتل الدبابات».

وتعليقا على ذلك، قلل الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور رامي القليوبي، من الربط بين تحريك روسيا للصاروخ «سارمات» ردا على اعتزام الولايات المتحدة تسليم أوكرانيا قنابل اليورانيوم المنضب.

وأضاف رامي القليوبي في تصريحات لـ«الغد» أن هناك فرقا بين الأسلحة النووية الاستراتيجية كصاروخ سارمات، وبين الأسلحة التكتيكية كقنابل اليورانيوم المنضب.

وأوضح رامي القليوبي أن نشر صواريخ سارمات يعني استمرار سباق التسلح بلا صدام مباشر، لا سيما وأن موسكو والغرب رسموا خريطة بالخطوط الحمراء دون الدخول في مواجهة.

وأكد رامي القليوبي أن الغرب يعلم تماما أن روسيا لن تُهزم، لكن يمكن إضعافها من خلال استمرار الحرب في أوكرانيا لاستنزافها.

واستعادت أوكرانيا أكثر من 12 بلدة في الهجوم المضاد الذي يقترب من إكمال شهره الثالث، لكنها لم تستعد أي مناطق رئيسية، إذ تعرقل الألغام وخطوط الدفاع الروسية حركة الجنود الأوكرانيين.

وتصف روسيا الهجوم الأوكراني المضاد بالفعل بأنه فاشل.

وتقول كييف إنها تتقدم ببطء بغرض تقليص الخسائر، وإن تقدمها تعقّد كثيرا بسبب الافتقار إلى القوة الجوية الحديثة.