«بحبك يا لبنان يا وطني بحبك.. بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك».. هكذا غنت فيروز لبلدها لبنان، وبالأمس عندما خيروها بين السفر إلى بريطانيا، التي تحمل جنسيتها أيضا، وبين السفر إلى بيروت، اختارت ليليان داود بيروت.
عامر تمام رئيس تحرير برنامج «الصورة الكاملة»، الذي كانت تقدمه ليليان داود عبر فضائية «أون تي في» قبل إنهاء تعاقدها مع القناة وترحيلها من قبل السلطات المصرية أمس الإثنين، قال «هذه حملة ضد الإعلام المحترم وضد الصحافة الحرة.. كل ما فعلناه أننا كنا نقدم إعلاما محترما، نحترم فيه عقل المشاهد، ونمجد فيه مبادئ الأخلاقيات والمهنية والحياة.. كنا نعمل شيئا بشكل محترم».
وغادرت داود إلى بيروت لعدم وجود مبرر لوجودها بمصر بعد انتهاء عقد عملها، بحسب ما ذكرت صحيفة الأهرام المصرية.
من جانبها، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، القبض على الإعلامية اللبنانية.
وقالت الشبكة، في بيان اليوم الثلاثاء، «يبدو أن ترحيل الإعلامية ليليان داود لا علاقة له بانتهاء مدة إقامتها كما تدعي السلطات، بل كان برنامج الصورة الكاملة، الذي يناقش قضايا سياسية بمهنية ونزاهة، ويتيح فرصا لعرض الآراء المختلفة وتنوعها، في وقت يسيطر فيه إعلام الصوت الواحد والرأي الواحد والموقف الواحد على أغلب وسائل الإعلام، قد أزعج السلطات، ما أسفر عن انتقامها من إعلامية مهنية بهذا الشكل».
وأضافت الشبكة العربية، أن ما حدث من احتجاز مهين وترحيل فوري، ودون السماح للإعلامية المهنية حتى بإعداد أغراضها وحقائبها، يعد استمرارا لحملة شرسة ضد حرية الإعلام والإعلاميين المستقلين في مصر».
واعتبرت الشبكة العربية ترحيل داود يمثل خطرا على المجتمع بأكلمه، حيث يمثل انسداد المجال العام، وتغييب الأصوات المنتقدة والمختلفة فرصا متصاعدة لمزيد من التشدد والتعصب في مصر.
وأوقفت الشرطة المصرية ليليان بعد ساعات قليلة من توقيعها على إنهاء تعاقدها مع قناة أون تي في المصرية.
وفي أول رد فعل على ترحيلها طلبت داود من محاميها اتخاذ كل الإجراءات لعودتها إلى مصر.
وكان زياد العليمي، محامي الإعلامية ليليان داود، قيال إن قوات الأمن قامت باحتجازها عن طريق 8 من مباحث الجوازات.
وتابع أنه بعد أن تم الاتفاق على إنهاء تعاقد ليليان داود مع أون تي في، وبمجرد عودتها إلى المنزل اقتحام منزلها 8 رجال، مدعين أنهم من مباحث الجوازات، وأجبروها على الخروج معهم لترحيلها من مصر، رافضين السماح لها بإجراء أي اتصال، وسحبوا منها المحمول.
من جانبه، روي الصحفي خالد البري، زوجها السابق، ما حدث، قائلا: «بالصدفة النهاردة عيد ميلادي فكنت معدي اخد بنتي نفطر سوا، وحصل الموضوع كله قدامي، البنت طبعا مرعوية إنما هي دلوقتي كويسة وموجودة معايا».
وأضاف: «ادوها بالضبط 5 دقائق.. رفضوا إنها تاخد معاها غير محفظتها وكمان رفضوا يخلونا نتصل بمحامي وبالسفارة بتاعتها».
وانتقد عدد من السياسيين والإعلاميين ترحيل داود، فسخر الإعلامي باسم يوسف، من ترحيها قائلا: «فعلا ما تستحقش تقعد في مصر، عشان مش مصرية»، وأضاف متهكما: «أصل مصر أم الدنيا مش طايقة بقية الدنيا، كانت المفروض عشان تبقى مصرية ومرضي عنها تقف في وسط محكمة وتقول على مصر دولة احتلال».
ومن جانبه، بعث الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، برسالة للإعلامية المرحلة أشاد فيها بمهنيتها.
ليليان داوود : لكى ياسيدتى الشكر والاحترام على المهنية والمصداقية والشجاعة. يوما ما ستكون لدينا الثقة بالنفس لنفهم قيمة الاختلاف فى الرأي
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) June 27, 2016
كما دعمها الإعلامي يسري فودة، الذي قال لها «سيبقى منك في عقولنا وفي قلوبنا كثير، ولن يطول غيابك»، وأشاد بمهنيتها الكاتب علاء الأسواني.
ليليان داود تدفع ثمن دفاعها عن الحق .لو كانت تنافق النظام لكان اغدق عليها ودللها كما يفعل مع المذيعين الامنجية .تحية لك يا ليليان على شجاعتك
— علاء الأسواني (@AlaaAswany) June 27, 2016
بينما وصفها الإعلامي حمدي قنديل بأنها صوت للضمير الإعلامي الطاهر العادل.
العزيزة ليليان .. أينما تكونين سيكون صوتك عنوانا للضمير الاعلامى الطاهر العادل اليقظ ..
— Hamdy Kandil (@HamdyKandil) June 27, 2016
ليليان استمرت في تقديم برنامج «الصورة الكاملة لمدة 5 أعوام متتالية على شاشة قناة أون تي في، وأعلنت أمس الإثنين، عبر صفحتها على موقع تويتر، انتهاء عقدها رسميا الذي بدأ منذ 2011، بعد بيع القناة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.
وكانت داود تعرضت في فبراير/ شباط من العام الماضي لحملة ضدها طالبتها بالرحيل بعد تعقيبها على الحكم الذي صدر بحق الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، واتهمتها بالإساءة لحكام مصر، لكن مالك القناة آنذاك نجيب ساويرس دافع عنها.