ترصد الدوائر السياسية في الغرب، نجاح الصين في تأمين خاصرتها الجنوبية المطلة على المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، مع إعلان الرئيس الصيني «شي جين بينج» ورئيس وزراء جزر سليمان «ماناسيه سوجافاري»، بشكل مشترك، يوم الإثنين 10 يوليو/ تموز الجاري، الإقامة الرسمية لشراكة استراتيجية شاملة بين الجانبين.
- وقال الرئيس الصيني، إن بلاده تحترم تماما وحدة دول جزر الباسيفيك واعتمادها على الذات، وتدعمها في تنفيذ استراتيجية 2050 لقارة الباسيفيك الزرقاء، ما يساهم في بناء منطقة يسودها السلام والتناغم والأمن والشمول والازدهار.
اشتعال أزمة جديدة بين الغرب والصين
تحركات الصين (الناجحة) لإبرام اتفاق شامل للتعاون الأمني والاقتصادي بين دول جنوب المحيط الهادئ، يثير قلق الغرب، ويتهمها بأنها تسعى إلى بسط هيمنتها على الإقليم وتمديد نفوذها في بلدانه، الأمر الذي أثار مخاوف شديدة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية.
- وهكذا.. تحولت دول جنوب المحيط الهادئ من جزر صغيرة لا يكاد يعرفها العالم إلى بؤرة لأزمة كبرى بين الصين والغرب.
جزر سليمان ذات أهمية وموقع استراتيجيين في المحيط الهادئ
وجزر سليمان، تقع في جنوب المحيط الهادئ شرق أستراليا، وتتألف من أكثر من 990 جزيرة، ومساحتها 28450 كم²، عاصمتها هونيارا، وعدد سكانها 500 ألف نسمة، وهي دولة ذات أهمية وموقع استراتيجيين في المحيط الهادئ، وغيرت العلاقات الدبلوماسية من تايوان إلى بكين في 2019، وسط صراع أوسع بين الصين والولايات المتحدة من أجل حلفاء إقليميين.
تطويق بحر الصين الجنوبي
وتولي الصين أهمية بالغة لتعزيز نفوذها بقوة فى منطقة جنوب المحيط الهادئ، وذلك من خلال توطيد وتنمية علاقاتها مع الدول الجزرية هناك وعلى رأسها «جزر سليمان» كجزء من خطة الصين لتطويق منطقة الجزر المحيطة ببحر الصين الجنوبى ومضيق تايوان.
الاعتراف بـ «خط القطاعات التسعة» الصيني
وباتت الصين تعتمد فى علاقاتها الإقليمية المحيطة لحشد جميع الأطراف على الإعتراف بأحقية الصين فى الجزر المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبى، أو ما يعرف بـ (خط القطاعات التسعة)، وهو الذى يشير إلى خطوط الترسيم المستخدمة من قبل الصين لإثبات أحقيتها فى الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبى، بحيث تشمل معظم المناطق المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبي، وهي بالأساس: جزر باراسيل، جزر سبارتلي، والعديد من المناطق الأخرى، بما فى ذلك جزيرة براتاس وجروف فيريكر وجرف ماكليسفيلد ومياه سكاربورو الضحلة.
التعاون الجنوبي ـ الجنوبي
وتواجه بلدان جزر المحيط الهادئ، المعروفة بـ « القارة الزرقاء» تحديات مشتركة ناتجة عن صغر حجمها وعزلتها الجغرافية وتأثرها الشديد بالتغييرات المناخية وتعرضها للكوارث الطبيعية، كما تعاني المنطقة من مستويات عالية من الفقر ونمو اقتصادي بطيء.
وهي الحقيقة التي ركز عليها الرئيس الصيني، مؤكدا أنه بما أن الصين ودول جزر الباسيفيك من الدول النامية، ينبغي عليهما تعزيز المساعدة المتبادلة في إطار التعاون الجنوبي- الجنوبي، مشيرا إلى أن الصين تحترم تماما سيادة واستقلال دول جزر الباسيفيك، وتتمسك بالمساواة بين جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة.
- والدول العشر المشكلة للمنطقة هي فيجي (عدد سكانها نحو 850 ألف نسمة)، جزر سليمان (553 ألفاً)، فانواتو (251 ألفاً)، ميكرونيزيا (103 آلاف)، تونغا (103 آلاف)، كيريباتي (103 آلاف)، جزر المارشال (53 ألفاً)، بالاو (نحو 21 ألفاً)، ناورو (نحو 11 ألفاً)، وتوفالو (11 ألفاً).
