الصين تخطط للإبحار عبر ممر القطب الشمالي
كشفت الصين عن مخططاتها لمساعدة السفن التي ترفع الأعلام الصينية على الإبحار في القطب الشمالي عبر طريق الممر الشمالي الغربي، الذي يعد أقصر بنحو 30 % من المسالك البحرية التقليدية التي تربط شمال المحيط الأطلنطي بالمحيط الهادئ من خلال قناة بنما.
وذكرت تشاينا دايلي الصينية الرسمية الصادرة باللغة الإنجليزية، اليوم الأربعاء، أن «ما شجع بكين على وضع المخططات – خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء -هو حقيقة أن زيادة معدلات ذوبان الجليد في القطب الشمالي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الأرض جعلت الإبحار في طريق الممر الشمالي الغربي ممكنا بشكل أكبر».
وتم خلال المؤتمر إلقاء الضوء على كتيب إرشادي صادر عن الهيئة الصينية للسلامة البحرية في يوم 5 أبريل الجاري، والذي يحتوى على معلومات وفيرة حول هذا الطريق الذي يمر بالساحل الشمالي لأمريكا الشمالية عبر الممرات المائية من خلال أرخبيل القطب الشمالي الكندي، كما أنه يشتمل كذلك على الخرائط الملاحية وأماكن تجمعات الجليد البحري بالمنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة النقل الصينية ليو بنغفاي إنه «بمجرد أن يعتاد الجميع على استخدام هذا الطريق سيحدث تغيير هائل ومباشر في أحوال النقل البحري العالمي مما سيؤثر بشكل عميق على التجارة الدولية والاقتصاد العالمي وتدفق رؤوس الأموال واستغلال الموارد».
وأشار ليو – خلال المؤتمر – إلى أنه حتى الآن لم يكن هناك إلا سفينة شحن واحدة فقط وهي السفينة الكندية نونافيك، التي قامت برحلة منفردة عبر الممر الشمالي الغربي، مضيفا «في المستقبل ستكون هناك سفن ترفع الأعلام الصينية تبحر عبر هذا الطريق، والكتيب الإرشادي الذي يبلغ عدد صفحاته 356 صفحة والمنشور باللغة الصينية، سيكون مفيدا للغاية بما يحتويه من معلومات وفيرة».
من جانبه، أوضح وو يو شياو وهو مسؤول كبير في الهيئة البحرية وساعد في كتابة الدليل، أن «الطريق المقترح سيخفض من تكاليف النقل كما انه سيكون له أهمية استراتيجية بالنسبة للصين، مشيرا إلى أن الكثير من البلدان لاحظت القيمة المالية والاستراتيجية للممرات البحرية للمحيط المتجمد الشمالي مثلها مثل الصين التي كانت من أوائل الدول التي أولت هذا الأمر اهتماما كبيرا».
ولفت شياو إلى أنه في عام 2014 تقدمت الهيئة بتقارير توجيهية بشأن الملاحة في الطريق البحري الشمالي الشرقي للقطب الشمالي الذي يعبر القطب الشمالي مرورا بسواحل روسيا والنرويج، مضيفا «بالرغم من القيمة الاقتصادية لاستخدام الطرق البحرية بالقطب الشمالي بشكل اكبر إلا أن هناك العديد من المخاطر التي قد يتضمنها هذا الأمر منها احتمالات تعرض السفن المبحرة لحوادث غرق ناجمة عن الاصطدام بالكتل الجليدية هذا فضلا عن الأضرار المحتملة للنظام البيئي الضعيف والهش في المنطقة القطبية الشمالية، وعدم وجود البنية التحتية المساندة والمناخ غير المستقر يقللان كثيرا من كفاءة النقل البحري في القطب الشمالي».
وتوقع مع ازدياد معدلات ذوبان الجليد البحري بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض ازدياد ميل الكفة أكثر مستقبلا في صالح الملاحة في القطب الشمالي ولهذا السبب أصبح هناك حاجة اكبر إلى إصدار هذا الكتيب الإرشادي الجديد الذي يمد السفن التي ترفع العلم الصيني بما تحتاجه من توجيهات للإبحار في المنطقة.
وأشار إلى أنه «سيتم إصدار كتيبات إرشادية باللغة الصينية للسفن المبحرة في مسالك الملاحة الدولية الأساسية في العالم مثل القطب الجنوبي ومضيق ملقا وقناة السويس وقناة بنما».