لم تتوقف الصين عند تطوير نفوذها الاقتصادي في العالم فحسب، بل باتت قوة عسكرية ضخمة لا يستهان بها تلوح بها ردعا أو تهديدا أو تلويحا لعالم جديد متعدد الأقطاب لمواجهة القطب الأوحد عالميا وفق مراقبين.
تدريبات “فوستوك” السنوية
وفي الـ30 من أغسطس الجاري ستتوجه قوات صينية إلى روسيا للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة بتدريبات “فوستوك” السنوية.
وينظر إلى الأمر على أنه رد على استفزاز أمريكا بزيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان.
لكن الأمر لا يقتصر على هذه المناورات، بل إن سياسة الصين برزت في هذا الشأن، حين أمر الرئيس الصيني شي جين بينج، في وقت قريب بتحديث القوات المسلحة الصينية بشكل كامل بحلول عام 2035، مصرحا بوجوب تفوق قوات بلاده عسكريا عالميا لـ”خوض الحروب والنصر فيها” بحلول عام 2049.
ووفق مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن فقد تجاوز نمو الميزانية العسكرية الصينية نمو اقتصاد البلاد عموما لعقد من الزمن.
وأنفقت الصين 245 مليار دولار على الترسانة العسكرية عام 2019 كثاني أكبر دولة في العالم في إنفاقها العسكري بعد الولايات المتحدة..
لكن مراقبين يرون أن المعلومات الواردة عن ميزانية الإنفاق الصيني على الترسانة العسكرية تفتقر للشفافية على الرغم من نشر الصين لبيانات رسمية لإنفاقها العسكري
أما الترسانة النووية فوزارة الدفاع الأمريكية توقعت في نوفمبر الماضي أن تضاعف الصين حجم ترسانتها أربع مرات بحلول نهاية العقد الحالي بنية أن يكون لدى بكين ألف رأس نووي بحلول عام 2030، لكن الصين نفت ذلك.
ورغم أن النهج الصيني ما زال يسير حسب مبدأ النصر دون قتال إلا أن المخاوف تتصاعد من أن بكين قد تغير هذه الاستراتيجية في وقت ما.
الميزانية العسكرية الصينية
بداية، قال كبير الباحثين في معهد تشنجوا الصيني للشئون الدولية، جانج شين، إن السياسة الصينية العسكرية معتدلة ومحدودة، موضحا أن الميزانية العسكرية ليست مرتبطة بأي توترات مع بعض الدول.
وأضاف جانج شين خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن الميزانية العسكرية الصينية أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة، مؤكدا أن بكين لم تغير استراتيجيتها العسكرية.
ولفت جانج شين إلى أن مسألة تطوير الجيش الصيني يأتي في إطار مواكبة التطور العالمي الذي تقوم به كل دول العالم للدفاع عن مصالحها وأمنها القومي.
وتابع بالقول:” الدولة الصينية لم تخض حروبا واحدة منذ أكثر من 40 عاما، ولكن واشنطن خاضت حروبا عديدة في كثير من الدول، وهناك دول في الشرق الأوسط تعرف ذلك جيدا”.
التزامات الولايات المتحدة الأمريكية
من جانبه، قال الأكاديمي في جامعة الدفاع الوطني الامريكية، ديفيد دي روش، إن الصين دولة سلطوية، ولا تكشف عن الأرقام الحقيقية بشكل كامل وذلك فيما يتعلق بالانفاق العسكري.
وأكد دي روش أن الصين تقوم بالتوسع في الأسطول البحري، ولاحظنا وشاهدنا ذلك من خلال الزيادة في استخدام الصواريخ الهجومية ضد تايوان وكوريا الجنوبية.
كما أوضح دي روش أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها التزامات مع عدد من الدول حول العالم، مشيرا إلى أن واشنطن قامت بحل مشكلات كبرى بين كثير من الدول.
التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط
ومن بيروت، يرى العميد نزار عبد القادر، المحلل العسكري، أن الشرق الأوسط كان وما زال منطقة تنافس للقوى الدولية والعالمية.
ولفت عبد القادر إلى أن التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط مهم جدا، ومن الصعب أن تزاحم بكين واشنطن في هذه القضية، لاسيما وأن هناك اتفاقات أمنية مشتركة بين الولايات المتحدة والدول العربية.
كما أوضح عبد القادر أن المقارنة العسكرية بين الجيش الصيني والجيش الأمريكي مقارنة غير صحيحة، لأن تكلفة الانفاق العسكري بين البلدين متغيرة.
