انتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة تسمين المستوطنات وتبييض البؤر الاستيطانية والتوسع في بناء الوحدات السكنية.
يأتي ذلك في الوقت الذى أعلن فيه وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس، اليوم الأحد، أنه لا يوجد تاريخ مقدس مرتبط بعملية الضم، وأن التاريخ الذي أعلن عنه (الأول من تموز الجاري) قد مضى وانتهى ولا يوجد ارتباط به.
وأعلن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، عن بدء العمل في بناء 164 وحدة استيطانية جديدة جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
ويجيء التوسع الاستيطاني من أجل إنشاء حي جديد في مستوطنة “نفيه دانيال” باسم حي “نفيه نوف” الاستيطاني، على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدتي الخضر ونحالين، وهو ما سيسلب العشرات من الدونمات الزراعية.
وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، أعلن بدء العمل في بناء 164 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “نفيه دانيال” جنوب بيت لحم”.
وأشار برجيه إلى أن هذا التوسع الاستيطاني يندرج ضمن سياسة “تسمين المستوطنات” ضمن مشروع ما يسمى “القدس الكبرى”، واستغلالا للوضع الراهن بفعل جائحة كورونا، حيث يقوم المستوطنون وتحت حماية قوات الاحتلال بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي، في ظل السياسة الجديدة المتمثلة بتسليم إخطارات إخلاء وترحيل.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخطرت مواطنا فلسطينيا من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، بإخلاء أرضه الزراعية.
وقال بريجية إن قوات الاحتلال أخطرت الفلسطيني بسام خليل جبر غنيم بإخلاء أرضه الواقعة في منطقة خلة الفحم، والبالغة مساحتها 6 دونمات، والقريبة من مستوطنة “اليعازر”.
إخطارات وهجمات استيطانية
ويتعرض المواطنون الفلسطينيون في بلدة الخضر منذ فترة لمضايقات جمة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، تمثلت بتجريف أراض، واقتلاع الأشجار، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
كما أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين فلسطينيين من قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم بالاستيلاء على المئات من الدونمات الزراعية.
وقال رئيس مجلس قروي الجبعة ذياب مشاعلة: إن الاحتلال قام بوضع إخطارات في أراض بمناطق السهلات، والخابية والشماس جنوب وغرب القرية جميعها مزروعة بأشجار الزيتون، تعود لجميع عائلات القرية من مشاعلة وطوس.
وأشار مشاعلة إلى أن القرية تتعرض منذ فترة إلى هجمة استيطانية من قبل الاحتلال آخرها المتعلقة بالاستيلاء على المئات من الدونمات على امتداد المنطقة الحدودية بين صوريف شمال الخليل والجبعة، لاستكمال بناء جدار الضم العنصري المخطط الهيكلي لها.
واستنكر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري شروع الاحتلال الإسرائيلي ببناء أكثر من 160 وحدة استيطانية جديدة في بيت لحم، مؤكداً أن ذلك جزء من تنفيذ “صفقة القرن”.
وأكد الخضري في تصريح صحفي صدر عنه أن الاستيطان سواء ببناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائمة هو غير شرعي، وهناك قرار دولي من مجلس الأمن بضرورة إزالة المستوطنات التي تعد اعتداءً واضحاً على حقوق شعبنا الفلسطيني ينفذه الاحتلال بحكم القوة.
وأشار إلى أن هذا البناء الاستيطاني سيزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية عامة، وفي بيت لحم بشكل خاص.
مخططات هيكلية استيطانية
ونشر مجلس المستوطنات في الضفة الغربية في وقت سابق مخططات هيكلية استيطانية جديدة تظهر فيه مستوطنة أرئيل المعروفة وهي أكبر ثاني تجمع استيطاني في الأراضي الفلسطينية، ويمتد عدة كيلومترات على تلة مرتفعة تتوسع على حساب أراضي الفلسطينيين بثلاثة أضعاف مساحتها الحالية.
والمخطط الجديد الذي تم نشره وفقا لخطة الضم ظهرت به المباني العامة خارج الجدار الأمني للمستوطنة وهذا يعني أن التوسع الجديد يمكن أن يصل الى حدود أراضي المواطنين المصنفة ( أ ) حيث تظهر في المخطط الجديد استثناء المناطق المزروعة بأشجار الزيتون الواقعة خلف الجدار.