الطائرات الورقية تدخل الرعب في قلوب الاحتلال

تعددت الوسائل والأساليب التي ابتدعها المتظاهرون الفلسطينيون خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى والتي انطلقت في 30مارس / آذار الماضي، بدءاً من كمامة البصل، مروراً بالكاوتشوك وقص السياج والمقلاع وليس انتهاءً بالمضرب والذي استخدمه الفلسطينيون لرد قنابل الغاز التي يطلقها الجنود نحوهم.

ومن أبرز هذه الوسائل الطائرات الورقية الحارقة والتي شكلت التحدي الأكبر للاحتلال الإسرائيلي على الرغم مما يمتلكه من قوة وعتاد وتكنولوجيا عجزت في جميعها عن وقف هذه الطائرات التي تصنع بأيدي الأطفال في غزة.

استهداف مطلقي الطائرات

كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، عن تعليمات صدرت للجيش باستهداف مطلقي الطائرات الورقية على حدود قطاع غزة.
وقال أردان في تصريحات إذاعية إنه صدرت تعليمات للجيش بالتصرف والتعامل مع مطلقي الطائرات الورقية على أنهم “إرهابيون”. في إشارة إلى تعمد إطلاق النار تجاههم وقتلهم أو إصابتهم بجروح خطيرة، وأشار إلى أن تلك الطائرات تتسبب بحرائق وخسائر، ولذلك يجب العمل على التصدي لها.

ونقلت القناة “السابعة” العبرية عن إردان قوله “إنه لا يستبعد استخدام طائرات بدون طيار لاستهداف مطلقي الطائرات المحملة بالمواد الحارقة”.في إشارة إلى تعمد إطلاق النار تجاههم وقتلهم أو إصابتهم بجروح خطيرة.
وأوضح ارادن ، أن الطائرات الورقية تتسبب بحرائق وخسائر، ولذلك يجب العمل على التصدي لها.

خسائر فادحة

صحيفة معاريف الإسرائيلية أكدت أن الطائرات الورقية تسببت بإحراق 5 آلاف دونم في غلاف غزة منها 600 من أصل 800 دونم من محاصيل الشعير، و2500 دونم من القمح، إضافة إلى حرائق كبيرة نشبت في محمية بئيري الطبيعية.
وأوضحت الصحيفة، أن ذلك دفع قادة إسرائيل لاستشعار الخطر واعتبار الطائرات الحارقة (إرهاب زراعي)، ليبدأوا بدراسة طرق للتعامل مع الطائرات الحارقة، بالرغم من ضعف التأثير المالي المباشر على الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة حرق المحاصيل.

تنوع الوسائل 
وعلى مدار المسيرة وفعالياتها التي تنوعت يجتمع الشبان على مقربة من الحدود الشرقية التي تزدحم بالمتظاهرين السلميين في كل جمعة، لصناعة المئات من الطائرات الورقية التي لا تكاد تكاليفها تذكر, مقارنة بما يستخدمه جيش الاحتلال من وسائل للنيل منها .

وتقوم فكرة الطائرات الورقية على تذييلها بشعلٍ نارية، ومن ثم تحملها الرياح فوق المواقع العسكرية، والأحراش، والأعشاب الجافة، وبعد أن تصل المكان المُحدد يطلقها الشبان، فتأتي على الأعشاب في المكان، وتتسبب بحرائق واسعة . وأظهرت عدة مقاطع مصورة على مواقع التواصل شباناً وهم يطلقون بعضًا من هذه الطائرات الورقية، وأظهرت المقاطع حريقًا كبيرًا في واحدٍ من الحقول المتاخمة لمواقع عسكرية إسرائيلية في مناطق مختلفة من الحدود الشرقية للقطاع .

يقول الشاب سعيد اجميعان، أحد النشطاء الذين يعملون على صناعة هذه الطائرات الورقية، أن التكلفة يسيرة جداً وهي عبارة عن ورق وخيوط ويتم صناعة المئات منها, مشيراً إلى أننا في البداية لم نكن نتوقع هذا الهلع الإسرائيلي منها وما كشفته من عجز للاحتلال عن مواجهتها رغم تعدد وسائله التي استخدمها في محاولة على الأقل للتقليل من أضرارها .

التحدي الأكبر 

وما زاد من التحدي أمام الاحتلال الذي لم يقو سوى على ممارسة القتل بحق الشباب المتظاهرين، هو ربط المتظاهرين طائرات الورقية بالزجاجات الحارقة قبل إطلاقها، خصوصاً وان هذه الطائرات باتت تسقط على حقول القمح التابعة للمستوطنات المتاخمة لحدود غزة، وهو ما دفع بالاحتلال على إعلان الاستنفار، خصوصاً لدى طواقم الدفاع المدني التي وجدت هي الأخرى صعوبة في السيطرة على الحرائق التي أشعلتها طائرات الفلسطينيين خصوصاً في ظل الارتفاع في درجات الحرارة ما دفع إلى اتساع نطاق الحرائق .

ويدرك جيش الاحتلال أنه بات أمام حقيقة مرة، وهي ما أحدثته الطائرات الورقية من تداعيات على سكان المستوطنات الواقعة فيما يسمى بغلاف غزة, ويقر بالعجز في مواجهة هذه الطائرات, ويقول قائد اللواء الجنوبي في الشرطة الإسرائيلية، يعقوب غباي: إن “الطائرات الورقية التي يتم إرسالها إلى إسرائيل تتطور من يوم لآخر”. ووفقًا لأقواله “شاهدت في الحدث الأخير في (باري) طائرة ورقية موصولة بكيس بنزين، هذا شيء جديد لم أشاهد مثله من قبل”.

حلول تكتيكية 

وفي محاولة منه لطمأنة المستوطنين يتحدث جيش الاحتلال عن التوصل لحلول تكتيكية من أجل القضاء على ما سماها ظاهرة الطائرات الورقية.
يوضح المراسل الصحفي في موقع يديعوت أحرنوت متان تسوري بأن الجيش الإِسرائيلي نجح في الوصول إلى حلول تكتيكية لظاهرة الطائرات الورقية, مشيراً إلى أن سياسة احتواء واستيعاب هذه الظاهرة قد انتهت، وذلك نظرا للمخاطر الكبيرة والضخمة التي نجمت عن هذا التهديد الذي أصبح الآن في سلم الأولويات العسكرية للجيش الإٍسرائيلي, الذي أعلن عن تشكيل وحدة خاصة في مكافحة ظاهرة ما يسمى بالطائرات الورقية “الإرهابية” ، وذلك في ظل المخاطر الكبيرة التي تمخضت عن هذه الظاهرة.

ووفقا للقناة العبرية الثانية إن الحديث يدور عن وحدة مشتركة مكونة من جنود من الجيش الإسرائيلي وجنود من وحدات الإطفائية، حيث باشرت عملها للمرة الأولى الأحد الماضي في منطقة أحراج بئيري على الحدود مع قطاع غزة ، كما سينتشر عناصر الوحدة في أكثر المناطق عرضة لخطر الطائرات الورقية المشتعلة.

المستوطنون يشككون 

ويشكك المستوطنون في جدوى هذه التكتيكات التي يعلن عنها الجيش بين الحين والآخر, فما يحدث على الأرض يشي بغير ذلك في ظل استمرار اشتعال الحرائق في حقوق القمح وبعض مناطق المستوطنات, ولم يعرف بعد ما إذا كان تشكيل هذه الوحدة سيضع حداً للطائرات الورقية, التي كبدت المستوطنات المحيطة بالقطاع خسائر بملايين الشواقل، بعد احتراق آلاف الدونمات الزراعية الخاصة بمستوطني “غلاف غزة” .
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس المجلس الإقليمي شاي حجاج, قوله لسنا متأكدين من أن هذه الظاهرة ستنتهي قريباً, وهل ستقوى التدابير التي اتخذها الجيش على وقفها، فيما قرر وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون والذي وصف خطر الطائرات الورقية كخطر القذائف الصاروخية, ورئيس سلطة الضرائب اعتبار المتضررين من الطائرات الورقية الحارقة هم ضحايا لأعمال عدائية .

وذكرت الصحيفة “يسرائيل هيوم”، أن “ما يجري إرهاب من نوع جديد يحرق القلوب والحقول معًا، إذ فقد مزارعو الغلاف مئات الدونمات الزراعية نتيجة احتراقها على مدار الثلاثة أسابيع الماضية”، على حد زعمها.
ويصف أحد المستوطنين العاملين في الزراعة ما يحدث بالقول، إنهم “يضطرون لدخول حقولهم القريبة من الحدود ويرون المتظاهرين على الجانب الآخر من الحدود في مشهد مخيف وفظيع “.

تداعيات نفسية 
ولم تقتصر التداعيات التي خلفتها الطائرات الورقية الحارقة عند حد الخسائر المادية فحسب, فقد أفاد مسئولون اسرائيليون بمراكز الحصانة النفسية في مستوطنات غلاف غزة, أن هناك ارتفاعا ملموسا في أعداد المصابين بحالات الهلع والخوف في أوساط سكان المستوطنات بسبب الطائرات الورقية التي أضرمت النيران في الحقول.

ووفقا لموقع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن الحديث يدور عن ظاهرة قد دبت الرعب والخوف في قلوب المستوطنين، فعلى سبيل المثال سقطت 5 طائرات ورقية على مستوطنة واحدة, وهاجم رؤساء مستوطنات الغلاف سياسة الجيش الإسرائيلي المتمثلة في عدم احتواء هذه الظاهرة والقضاء عليها بالرغم من خطرها الكبير.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]