طرح المفكر الليبي، جمعة بوكليب، إجابات منطقية على أسئلة التحديات والأولويات في ليبيا، مؤكدا أنه ليس بمقدور أحد التقليل من شأن التطورات السياسية التي شهدتها ليبيا مؤخراً، والتي برهنتْ على أن الطريقَ التي تقود إلى الاستقرار والسلام في المتناول، إذا توفرت النيات الطيبة، وأتيحت الفرص أمام الحوار السلمي للحضور والوجود.
ويرى «بوكليب»، أن الطريق إلى الاستقرار والسلام في ليبيا أصبح «ممهدا وميسورا»..
وقال جمعة بوكليب ـ كاتب ومترجم وأديب ليبي مقيم في لندن ـ حين يعلو، قريباً، هدير محرك القاطرة مؤْذِناً بالتحرك نحو الجهة الموعودة والمأمولة، من المحتمل جداً أن تجد حكومة الوحدة الوطنية الجديدة نفسها، بعد مسافة قصيرة، أمام مفترق طرق. طريق قصيرة بعلامات، وتقود إلى بر أمان، وإلى عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية في شهر ديسمبر المقبل، وطريق أخرى دائرية بلا مخارج، وبمخاطر لا تُحصى.
حكومة الدبيبة ستتفادى الطرق المغلقة
وتابع في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: المؤشرات في أغلبها، حتى الآن، تؤكد أن الحكومة الجديدة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ستتفادى الطريق الدائرية المغلقة، بحرصها على تنفيذ ما تعهدت به من وعود، وعلى رأسها عقد الانتخابات في موعدها. لنأمل ذلك، ولنبتهل إلى الله أن يكون في العون، ويجنّبها شرور ما قد يُلقى في طريقها من عراقيل متوقَّعة من عناصر داخلية وجِهات خارجية معروفة، ومصالح متنافسة على الثروة والنفوذ”.
وأضاف: ما حدث مؤخراً من تطورات إيجابية، لا ينفي حقيقة أن هناك أسئلة عديدة ما زالت تُطلُّ برؤوسها في الأجواء، ومن غير المتوفر، حالياً على الأقل، إجابات لها. الأسئلة تتعلق بتحدّيات ذات صلة بالكيفية التي ستتعامل بها القيادات الجديدة، على مستوى المجلس الرئاسي وحكومته، مع الإشكالات العديدة المتراكمة التي ورثتها، في واقع مقسوم، ولم يعد سوء أحواله بخافٍ على أحد، وبمشكلات لا حدّ لها. وكيف ستواجه عدائية العناصر المتحكمة في مسارات الواقع الليبي منذ سنوات؟”.
وتابع «بوكليب»: تأتي في المقدمة مسألتان شديدتا الارتباط بعضهما ببعض:
-
الأولى محلية، وتخصّ وجود الجماعات المسلحة وانتشارها في كل أنحاء البلاد، وما قد تسببه من توترات وحروب. ولم يصدر عن تلك الجماعات، حتى الآن، بيانات ترحيب بالمجلس الرئاسي الجديد وحكومته، أو تعهدات بالتزام التقيد بوقف إطلاق النار، وعدم الانجرار إلى التحارب. وكل ما فعلته حتى الآن هي المتابعة الحذرة عن قرب لما يجري، وبصمت مريب.
-
ولأخرى خارجية، وتتعلق بالقواعد العسكرية الأجنبية وبآلاف الجنود المرتزقة الموجودين، غرباً وشرقاّ وجنوباً. الأيام الماضية شهدت تحركات سياسية إيجابية ومهمة، تجري بين عدة عواصم عربية وإقليمية وأوروبية، على مستوى الدول المتورطة في الصراع على النفوذ في ليبيا.
حكومة الدبيبة لن تتمكن وحدها من لجم الجماعات المسلحة
وقال المفكر الليبي، إن الحكومة الجديدة، – ولنكن واقعيين – لن تتمكن وحدها من لجم الجماعات المسلحة، فما بالك بإقناعها بنزع سلاحها وتفكيك مقرّاتها، ما لم تكن مدعومة وبقوة من المجتمع الدولي، ومن منظماته، التي بمستطاعها ممارسة الضغوط على الدول العربية والإقليمية والأوروبية المتنافسة على النفوذ في ليبيا، بضرورة الالتزام بهدنة وقف الحرب، والتعهد باحترام قرارات مجلس الأمن الدولي بحظر تصدير السلاح إلى البلاد.