أضحت السيدة الأولى ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، قاب قوسين أو أدني من الفوز بثقة الحزب الديموقراطي في الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
كلينتون، ذات الـ68 عاما، باتت واثقة من أنها ستحصل اليوم على ما يكفي من المندوبين لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي بعد الانتخابات التمهيدية التى ستنظم في ست ولايات، لتصبح أول امرأة على الإطلاق يرشحها حزب سياسي رئيسي للرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة الذي يمتد لـ239 عاما، كما تكون أول زوجة لرئيس سابق تنافس على كرسي الحكم في البيت الأبيض، حيث كان زوجها ويليام جيفرسون كلينتون «بيل كلينتون»، الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، لفترتين رئاسيتين متتاليتين بين عامي 1993 و2001، ويعد ثالث أصغر رئيس للولايات المتحدة بعد ثيودور روزفلت، وجون كينيدي.
البيت الأبيض يستعد لتأييد كلينتون
يأتي ذلك، فيما يتأهب البيت الأبيض لإعلان موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي بتقديم دعمه للمرشحة هيلاري كلينتون التى تخوض السباق.
وقال المتحدث باسم أوباما، جوش إرنست، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، إنه «حين يعبر الناخبون في نيو جيرسي وكاليفورنيا عن رأيهم، نكون قد شكلنا فكرة أفضل للنتائج المحتملة للانتخابات التمهيدية».
ولدى سؤاله عن عدم إعلان الرئيس قراره اعتبارا من غد الأربعاء، قال إرنست مبتسما، «لا أعلم، ربما يفعلها»، رافضا الحديث عن موعد محدد، ورغم امتناعه عن اتخاد موقف علني من الانتخابات التمهيدية، إلا أن الرئيس أوباما لا يخفي تفضيله لوزيرة خارجيته السابقة.
وأضاف المتحدث، «أعتقد أن حملة ساندرز تعلم أن الرئيس أوباما فعل كل شيء ليكون محايدا»، وأضاف أن «الرئيس لديه علاقات شخصية منذ وقت طويل مع كلينتون، لقد كانت وزيرة خارجيته لأربع سنوات».
موجة تأييد
أظهرت إحصائية نشرتها وسيلتان إعلاميتان أمريكيتان، أن هيلاري كلينتون وصلت إلى عدد المندوبين اللازم للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك قبل يوم من إجراء منافسات في ست ولايات ضمن سباق الترشح.
لكن حملة منافسها السناتور بيرني ساندرز، توعدت بمواصلة المعركة في السباق الرئاسي، الذي كشف عن صدوع عميقة بين الجناح اليساري والجناح الأكثر وسطية في الحزب الديموقراطي.
ووفقا لإحصائية أصدرتها وكالة أسوشيتد برس للأنباء، ومحطة تلفزيون إن.بي.سي، ضمنت كلينتون تأييد 2383 مندوبا وهو العدد اللازم لكي تصبح المرشحة المفترضة للحزب الديموقراطي بعد فوز حاسم في مطلع الأسبوع في الانتخابات التمهيدية في بويرتوريكو، وموجة تأييد في اللحظات الأخيرة من المندوبين الممتازين.
ووفقا لتلك الإحصائية حصلت كلينتون على تأييد 1812 مندوبا في الانتخابات التمهيدية، في حين فاز ساندرز بتأييد 1521 مندوبا. ونالت كلينتون أيضا تأييد 571 من المندوبين الممتازين بينما تعهد 48 بتأييد ساندرز.
وفي حين أن الحصول على تأييد معظم المندوبين يأتي من خلال انتخابات تمهيدية في كل ولاية على حدة، فإن المندوبين الممتازين يتألفون في الغالب من قادة الحزب والأعضاء المنتخبين في مجلس الشيوخ واعضاء مجلس النواب وحكام الولايات ويمكنهم تغيير قرارهم في أي وقت.
ولذلك السبب رددت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ما قالته حملة ساندرز، من أنه يجب عدم إحصاء أصوات المندوبين الممتازين إلى أن يدلوا بها فعلا في المؤتمر الوطني للحزب الذي سيعقد في فيلادلفيا في يوليو/ تموز.
لحظة تاريخية
ومتحدثة أمام حشد من مؤيديها في لونج بيتش بولاية كاليفورنيا، بعد وقت قصير من نشر الإحصائية قالت كلينتون، «وفقا للأنباء فإننا على شفا لحظة تاريخية.. تاريخية.. لم يسبق لها مثيل… لكننا مازال لدينا عمل نؤديه… لدينا ست انتخابات غدا وسنقاتل بقوة للفوز بكل صوت خصوصا هنا في كاليفورنيا».
لكن معسكر ساندرز، قال في بيان، «مهمتنا من الآن وحتى المؤتمر هى إقناع أولئك المندوبين الممتازين بأن بيرني هو إلى حد بعيد المرشح الأقوى ضد ترامب»، في إشارة إلى المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب.
وفي وقت سابق أمس الإثنين دعت كلينتون إلى وحدة الحزب الديمقراطي، مشيرة إلى أنه حان الوقت لأن يتخلى ساندرز، الذي انضم فقط إلى الحزب العام الماضي، عن منافستها.
وتجري ولايات مونتانا ونورث داكوتا وساوث داكوتا ونيو مكسيكو، انتخابات تمهيدية اليوم الثلاثاء، لكن معظم الاهتمام سيتركز على كاليفورنيا، الولاية الأمريكية الأكثر سكانا، والتي يبلغ عدد المندوبين فيها 475 .
وفي مرحلة ما، حققت كلينتون تقدما كبيرا على ساندرز في كاليفورنيا، لكن استطلاعات الرأي في الأيام القليلة الماضية أظهرت منافسة حامية بينهما.
ويبقى «ترامب»!
وبهذا الإنجاز، فإن كلينتون، زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق ووزيرة الخارجية وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، قد أنهت أكثر من قرنين من التاريخ الوطني الأمريكي الذين كان فيه الرجال فقط المرشحون عن الأحزاب السياسية الرئيسية، كما أنها تغلبت أيضا على خسارتها أمام باراك أوباما في السباق التمهيدى الديموقراطي عام 2008، وانتصرت هذا العام على بيئة سياسية كان التفضيل فيها للقادمين من خارج المؤسسة على حساب مؤهلاتها، وأصبحت أول زوجة لرئيس سابق تفوز بالترشيح الرئاسي.
والآن، ستتحول كلينتون بشكل كامل لمواجهة المرشح الجمهوري المفترض في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهي المواجهة التي بدأت بشكل غير رسمي الأسبوع الماضي بخطاب في السياسة الخارجية هاجمت فيه مؤهلات ترامب.
من ناحية أخرى، أوضحت صحيفة نيويورك تايمز، أن كلينتون وصلت إلى القمة بدعم 20 من المندوبين الكبار الإضافيين، وهم المسؤولون الذين يمثلون 15% من المندوبين في مؤتمر الحزب الديموقراطي. هؤلاء المندوبون لم يعلنوا من قبل التزامهم بدعم كلينتون، إلا أنهم تعهدوا بدعمها في مقابلات أجرتها معهم وكالة أسوشيتد برس.
وبشكل عام، فمن بين 2383 مندوبا يدعمون كلينتون، هناك 1812 مندوبا قدموا بالفعل دعمهم على أساس نتائج السباقات التمهيدية والمؤتمرات الانتخابية، و571 من كبار المندوبين، وفقا لإحصاء أسوشيتد برس.
وفي المقابل حصل منافسها بيرني ساندرز على أكثر 1569 مندوبا، منهم 1521 من المندوبين الذين أيدوه في السباق التمهيدي، و48 من كبار المندوبين، ليصبح الفارق بينهما 800 مندوب.
وأكدت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، أيضا تأمين كلينتون لترشيح الحزب الديموقراطي، وفقا لإحصاءاتها الخاصة، وقالت إنها بذلك تصبح أول امرأة في تاريخ السباقات الرئاسية الأمريكية على مدار 240 عاما، تقود حزبا سياسيا كبيرا إلى البيت الأبيض، وأشارت الوكالة إلى أن أداء كلينتون في السباق التمهيدي ببورتريكو والدعم الإضافي من كبار المندوبين يجعل السيدة البالغة من العمر 68 عاما مرشحة الحزب.
