مع اقتراب خروج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من المشهد السياسي بحسب مراقبين، كثرت التساؤلات حول مستقبل العلاقات الخارجية لبلادها، وهي التي حققت نجاحًا ليس بالقليل في السنوات الماضية وحافظت على دور رائد لألمانيا على الساحتين الأوروبية والدولية، ما يضع تحديات كبيرة أما قائد الدفة بعدها.
وتثار هذه التساؤلات بعد فوز أرمين لاشيت برئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني ليصبح المرشح الأول لخلافة أنجيلا ميركل في المستشارية، و التي ستجرى الانتخابات عليها في سبتمبر/ أيلول المقبل.
برنامج (مدار الغد) فتح حوارا مع عدد من الباحثين والمحللين السياسيين، الذين أكدوا أن فرص لاشيت في خلافة ميركل كبيرة وواعدة، ولكن في الوقت نفسه عرجوا على أن الطريق أمامه لن تكون مفروشة بالورود وسيجد صعوبات تستوجب العمل.
الوجه الآخر لميركل
بداية، قال عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الدكتور إبراهيم النجار، إن أرمين لاشيت لن يغير في سياسة الحزب المسيحي، مؤكدا أنه سيستمر على نهج ميركل.
وأضاف النجار أن فرص لاشيت ستكون كبيرة للغاية إذا ما استطاع لم شمل الأحزاب من حوله، ونال ثقة الجميع.
ألمانيا والشرق الأوسط
وعن مستقبل ألمانيا في تكتل الاتحاد الأوروبي، قال الصحفي المختص في الشؤون الألمانية والأوروبية، ناصر جبارة، إن ألمانيا عليها أن تدرك جيدا ألا وجود للاتحاد الأوروبي من دونها ومن دون فرنسا، مشددا على ضرورة القيام بتأمين الديون مع الدول الأوروبية.
وعلى مستوى الشرق الأوسط، أوضح جبارة أن المنطقة العربية ليست بالدرجة الأولى على رادار السياسية الخارجية الألمانية، لافتا إلى أن برلين تم إقحامها في ملف ليبيا، بغير إرادتهم.
صعوبات وآمال
بينما أكد العضو السابق في البرلمان الألماني، جمال قارصلي، أن لاشيت سيجد صعوبات في خلافة ميركل لأنها كانت تتمتع بشخصية مميزة وتأثير كبير، وقادت الباخرة الألمانية في المياه الهادئة لسنوات.
وأشار قارصلي إلى أن لاشيت أمام مرحلتين الآن أولاهما أن يتفق مع أبناء حزبه “المسيحي الديمقراطي” مع تؤامه “المسيحي الاجتماعي” في بافاريا، وعندها سيستطيع خلافة ميركل.
وتوقع قارصلي أن ينال لاشيت خلافة ميركل بنسبة أكثر من 95 %، لافتا إلى أن إمكانياته كبيرة بالفعل، وتقلد العديد من المناصب المهمة، ويحمل كل الكفاءات التي ترشحه لخلافة المستشارة الحالية.
تحديات أمام لاشيت
في السياق نفسه، أكد أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة باريس، رامي الخليفة العلي، أن إصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي سيكون التحدي الأول أمام لاشيت إذا تولى خلافة ميركل.
وأضاف أن التحدي الثاني هو “تباطؤ النمو” للحركات المنتمية لليمين المتطرف أو الحركات النازوية الجديدة، وذلك تهديد للنموذج الأوروربي الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأردف العلي أن التحدي الثالث يتمثل في صياغة علاقة جيدة على مستوى التحالف ما بين ضفتي الأطلسي، خاصة أن الإدراة الأمريكية بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن ليست معنية بنفس الرؤية التي كانت عليها إدارة ترامب”.
وانتخب الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني أرمين لاشيت المؤيد لاستمرار سياسة المستشارة الحالية أنجيلا ميركل رئيسا للحزب.
وتنافس على رئاسة الحزب ثلاثة مرشحين.
وعقد المؤتمر بمشاركة أكثر من ألف من مندوبي الحزب عبر الإنترنت لأول مرة.
وكانت ميركل، التي استقالت من رئاسة الحزب في 2018، أكدت مرارا وتكرارا أنها تخطط لترك ممارسة السياسة هذا العام، وعدم الترشح في الانتخابات الفيدرالية في أيلول/ سبتمبر المقبل.
