الطريق مفتوح أمام «شبح الحرب» على حدود روسيا ـ أوكرانيا
مخاوف وقلق دولي من الرياح الساخنة التي تهب على الحدود الروسية ـ الأوكرانية، وفبعد أسبوع من المفاوضات المتواصلة بين روسيا من جانب، وأمريكا والدول الأوروبية وحلف «الناتو» من جانب آخر، لم يسفر عن شىء.
وحتى الآن تبدو المواقف متشددة للغاية من كل الأطراف.. روسيا مصممة على الضمانات أو التحرك ضد ما تعتبره تهديداً لأمنها.. وأمريكا تتشدد فى رفض مطالب روسيا حتى لا تنفتح شهيتها على مطالب أكثر.. وأوروبا تتشكك فى نوايا موسكو ومحاولتها استعادة نفوذها القديم.
وترى صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، أنه «سيكون من الصعب تجنب الاستنتاج بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بدأ محادثات فاشلة الأسبوع الماضي، كذريعة للتدخل المسلح في أوكرانيا، الذي كان عازما على إطلاقه طوال الوقت».
وتقول الصحيفة البريطانية: بالكاد انتهت المحادثات بين المندوبين الروس والغربيين الأسبوع الماضي قبل أن يبدأ ما وصفه مسؤول أمريكي بـ «قرع طبول الحرب»، فيما تعرضت أوكرانيا لهجوم إلكتروني شل ما لا يقل عن 10 مواقع حكومية.
وعلى الرغم من أن الهجوم لم يتم ربطه بشكل قاطع بموسكو، إلا أن الولايات المتحدة حذّرت من أنها رأت علامات تدل على وجود جهات فاعلة روسية تستعد لعمليات «رسالة كاذبة» في أوكرانيا يمكن استخدامها لتبرير التدخل الروسي.
وبينما تواجه أوروبا احتمالية حقيقية للتصعيد، بدءا من الجهود شبه السرية والمختلطة التي تبذلها موسكو لزعزعة استقرار أوكرانيا إلى الغزو الشامل.
- والنتيجة تصاعد الموقف حول أزمة أوكرانيا، وتصاعد الحديث عن حرب جديدة فى أوروبا بصورة لم تحدث منذ انهيار الاتحاد السوفيتى ونهاية الحرب الباردة قبل 30 عاماً.
ويبدو أن الطريق – بعد فشل المحادثات – أصبح مسدوداً، بحسب ما تراه روسيا، وإنها ستتحرك للدفاع عن أمنها إذا لم تتلق من أمريكا وحلف «الناتو» رداً إيجابياً على مطالبها بضمانات موثقة بأن أوكرانيا لن تنضم للحلف، وأن أسلحة «الناتو» لن تقترب من حدود روسيا. وهو ما ترفضه واشنطنن وأوروبا رفضاً تاماً.
وإذا كان الطريق مسدودا أمام التفاوض، فإن هذا يعنى بوضوح أن الطريق أصبح مفتوحا أمام التصعيد الخطير حتى وإن كانت أمريكا ودول «الناتو» الأوروبية مازالت تحصر الحديث عن رد فعلها على أى تحرك روسى فى العقوبات الرادعة لروسيا والدعم الكامل لأوكرانيا، مع استبعاد الرد العسكرى مباشرة على التحرك الروسى المحتمل ضد أوكرانيا.
وفي إطار أسبوع مزدحم بالتحركات الدبلوماسية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة في مدينة بريست الفرنسية لمناقشة التوترات في المنطقة.
وقبل انطلاق المباحثات غير الرسمية، قال مصدر دبلوماسي فرنسي: “الاتحاد الأوروبي «منخرط بشدة في المناقشات الجارية بشأن أوكرانيا.. نحن ننسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة حيث يطلعنا الجانب الأمريكي على نتائج المباحثات مع الجانب الروسي.
- ورغم ذلك، يتساءل المراقبون عن الأسباب وراء ضآلة الدور الذي يلعبه التكتل الأوروبي في أزمة تقع على أعتاب حدوده.
وبينما يرى رئيس قسم الأبحاث في معهد الدراسات السياسية بباريس، جاك روبنيك، أن الفترة الحالية تتشابه مع الفترة التي أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث كان يقرر الأمريكيون والروس مصير أوروبا.
والوضع الحالي يظهر مدى تعقيد الأمور ما يمثل تحديا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهد بمنح أوروبا استقلالية استراتيجية.
- وأصبح التساؤل الحائر والقلق داخل الدوائر العسكرية في الغرب: من يضمن الأوضاع بعد أن تنطلق الطلقة الأولى؟! مما يفرض حشد الجهود لمنع الكارثة، ومطاردة «شبح الحرب».
