حذر خبراء في الصين، من أن البلاد تواجه خطر فقدان الملايين من سكانها وخسارة ميزتها الاقتصادية التنافسية بسبب سياستها الصارمة لتحديد النسل. وذكرت صحيفة «ساوث تشينا مورنينج بوست » South China Morning Post ـ جريدة جنوب الصين الصباحية ـ أن البنك المركزي الصيني حذر المسؤولين من أن استمرار سياسة «الطفل الواحد» لتحديد النسل في البلاد ستحرم الصين من العمال وتضاعف حمل كبار السن بحلول 2050 مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وبصراحة غير معهودة في البلاد، حث 4 باحثين من البنك السلطات على عدم التدخل في رغبة الناس في الإنجاب، وإلا فإن الوقت سيكون متأخرا جدا لعكس التأثير الاقتصادي لانخفاض عدد السكان.
وقال الباحثون في ورقة عمل مؤرخة في أواخر مارس/ آذار «يجب ألا نتردد وننتظر آثار سياسات النسل القائمة».
وتحث الورقة على السماح لمن يرغبون في إنجاب الأطفال بذلك.
كما دعت الورقة إلى تهيئة بيئة ملائمة للولادة وحل المشاكل التي تواجهها المرأة أثناء الحمل والولادة والحضانة والتحاق الأطفال بالمدارس.
وقال الباحثون إن النمو الاقتصادي السريع في الصين خلال العقود الأربعة الماضية يرجع إلى حد كبير إلى نموها الديموغرافي، وهو وضع يكون فيه عدد السكان في سن العمل، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاما، أكبر من عدد غير العاملين.
وقدر الباحثون أن الصين لم يتبق لها سوى عقد من الزمان للتمتع بالفوائد الاقتصادية لنموها الديمغرافي، إذ عليها الاستعداد لشيخوخة سكانها وانخفاض معدلات الخصوبة.
وسيكون 14 في المئة من الصينيين فوق سن 65 سنة في العام المقبل. وفي حين استغرق الأمر من الصين 22 عاما فقط للوصول إلى هذا الرقم، فإن وصول الولايات المتحدة لهذا الرقم استغرق 72 عاما.