الطلاق «المؤجل» بين النهضة والنداء..في تونس

تراقب الدوائر السياسية والحزبية في تونس، مؤشرات تنبىء بقرب «فك الارتباط» بين الحزبين الكبيرين في البرلمان التونسي، والحلفاء والشركاء في الحكم (حزب نداء تونس، وحركة النهضة الإسلامية) بعد سنوات من التحالف القائم بينهما.. وبات واضحا ـ بحسب تقديرات المراقبين ـ أن الطلاق «مؤجل» بين الحليفين، أو «الإخوة ـ الأعداء» ـ بحسب تعبير عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد التونسي ـ مؤكدا أن العلاقة بين الحزبيْن الحاكمين، تخرج رسميا من مرحلة «التَّنافُق» إلى مرحلة «التَّنافُس»، حسب «الخروج» الرسمي والتصريح الرسمي لأحد الرسميين في أحد الحزبيْن الرسميِّيْن !!

 

 

 

 

 

 

 

ورغم الحرص البالغ طوال سنتين ونصف السنة تقريبا، من قبل الحزبين، على «التعتيم» على التباين والخلافات بينهما، والمنافسة الساخنة بينهما على «مكاسب» السلطة والحكم، إلا أن مناخ الانتخابات كشف عن الشرخ القائم بين «النداء» و «النهضة»، في أعقاب انتخابات برلمانية فرعية لاختيار نائب عن التونسيين المقيمين في ألمانيا، واتهمت قيادات من «نداء تونس» احركة «النهضة» بالتسبب في فوز الناشط ياسين العيّاري على حساب مرشح «النداء»، ودعت إلى مراجعة العلاقة السياسية معها، وهو ما نفته «النهضة» داعية «نداء تونس» إلى دراسة الأسباب الحقيقية لخسارة مرشحه بدلا من البحث عن كبش فداء لتحميله هذه المسؤولية.. وتبادل الحزبان التهم بالتقصير والاخلال بالعهد !!

 

 

 

 

 

وجاء مناخ الاستعداد الراهن للانتخابات البلدية، ليرسم صورة أكثر وضوحا لـ «الطلاق المؤجل» بين الشركاء في الحكم.. بعد أن أكد حزب «نداء تونس» في بيان رسمي، أن الإطار السياسي الوحيد الذي يجمعه بحركة «النهضة» الإسلامية هو «وثيقة قرطاج» داعيا إلى منافسة «مشروعها» في الانتخابات البلدية المقبلة، في تلميح إلى أنه يتجه لـ«فك الارتباط» أو التحالف القائم مع الحركة منذ سنوات.

 

 

وقال بيان الحزب : «إن توافقه الوحيد مع أي طرف سياسي هو التوافق العام على المصالح العليا للدولة والبلاد، أما خطه السياسي الرسمي فهو خط المنافسة السياسية الذي يتبنى الرؤية الواضحة والمتفردة والمتمايزة عن رؤية بقية المنافسين السياسيين على مستوى المشروع المجتمعي والسياسي الذي تتبناه حركة نداء تونس والمتمثل في الخط الوطني الاصلاحي الحداثي، وأن حركة نداء تونس ستتقدم للانتخابات البلدية بقائماتها الحزبية المفتوحة على الكفاءات دفاعا عن مشروعها الوطني العصري المدني في منافسة رئيسية للمشروع الذي تمثله حركة النهضة».

 

 

 

 

 

كانت قيادات حزب نداء تونس، تتمسك بخيار التوافق والتعايش مع «حركة النهضة»، بل وتطويره أكثر ليكون في منتصف 2016 تحالف «القاطرتين» و«الترويكا الجديدة» في ديسمبرم كانون الأول 2017، مرورا بالبيانات المشتركة بشان الحرب على الفساد..لكن الصورة اختلفت الآن وبدأت قيادات النداء تلمح الى العودة عن خيار التوافق والتعايش، أي إلى إعلان القطيعة النهائية مع النهضة والعودة إلى خطاب الاستقطاب الثنائي، النداء ضد النهضة .. بعد أن كان المدير التنفيذي لحزب نداء تونس، حافظ السبسي، ينتقد كل من يطالب بالتماهي مع النهضة،  مثل حركة مشروع تونس، وهي منشقة عنهم بسبب «التقارب مع النهضة»، اضافة الى حزب آفاق تونس الذي سبق له أن غادر حكومة الشاهد ووثيقة قرطاج بعد أن امضى أشهرا عديدة ينتقد التقارب الندائي والنهضاوي ويطالب مثل حركة مشروع تونس بالتمايز عنها.

 

 

 

 

 

ورغم أن ما يلوح به «النداء» من «فك الارتباط»  لم يقنع عدد من السياسيين والمحللين ، إلا أن غالبية الشارع السياسي، ترى أن  مراجعات شجاعة وضرورية، هي ما تلوح به حركة نداء تونس إن تعلق الأمر بتحالفها بحركة النهضة، وهو موقف عبر عنه النداء رسميا ببيان وبتصريحات قادته التي لم تخف خوف النداء من تكرار «الفشل الانتخابي» في الاستحقاقات القادمة، وهي مخاوف تقوم على أساس أن قواعد النهضة لن تصوت في اية انتخابات قادمة لصالح «مرشح توافقي» بين الحركتين، حتى وإن صدرت توصيات من القائمين على النهضة.. وسادت قناعة لدى القائمين على «حزب نداء تونس» أن الحركتين إذا قررتا أن تخوضا انتخابات رئاسية بمرشح من «النداء» لن يصوت لصالحه النهضاويون، بل إنهم سيتجهون للتصويت لمرشح يقف على نقيض خيار التوافق، قد يكون من الحراك، أو التيار، أو الوفاء، أوالمؤتمر من أجل الجمهورية.

 

 

 

 

 

«حركة النهضة» اختارت أن تصمت عن الرد الرسمي  على بيان حزب نداء تونس،  في انتظار موقف رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، أي هل يدعم خيار فك التوافق أم يرفضه.. وفي دائرة الانتظار أكد البعض داخل النهضة، أنهم متمسكون بخيار التوافق، الذي هندسه «الشيخين» رئيس الجمهورية ورئيس حركة النهضة منذ 2014.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]