«الطوابي السودانية».. قصة أبنية وحصون لمواجهة الغزاة

استهدفت طائرتين مسيرتين، اليوم الثلاثاء، ولاية القضارف شرقي السودان لتنقل بذلك المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى المدينة الكبيرة التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين الفارين من الصراع بالخرطوم والجزيرة.

وأفادت مصادر لـ«الغد» بأن المُسيّرة الأولى قصفت مبنى الأمن والمخابرات العامة التابع للجيش جنوبي المدينة بالقرب من حي سلامة البي، وأصابت مسجدا داخل مبنى المخابرات العامة.

وأوضحت المصادر أن الخسائر الأولية هي إصابة شخص واحد كان متواجداً بالمسجد، فيما لم تسبب المسيّرة الثانية أية أضرار.

وتعدّ القضارف واحدة من أهم المدن السودانية من ناحية موقعها الإستراتيجي وأهميتها الاقتصادية والعسكرية، كذلك لدورها السياسي ونسيجها الاجتماعي.

وتضم مدينة القضارف عددا متنوعا من القبائل السودانية والجماعات غير السودانية.

وتتوسط المدينة أغنى مناطق السودان الزراعية والرعوية، وتضم سوقاً دولية للمحاصيل، وخصوصا الذرة.

ويقع مقر القيادة الشرقية للقوات المسلحة في القضارف، التي تتميز بمدينتها الرقمية التي تعدّ الأولى في السودان.

ــــــــــــــــــ

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

تجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، اليوم الأربعاء، في عدة مواقع وجبهات قتالية، على ما أفاد مراسل الغد من العاصمة الخرطوم.

وأضاف مراسلنا أن مدفعية الجيش السوداني في قاعدة «وادي سيدنا» العسكرية قصفت مواقع لقوات الدعم السريع في محيط سلاح المدرعات ومنطقة المجاهدين في أم درمان والخرطوم.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع ردت وقصفت من منصاتها جنوبي الخرطوم مواقع للجيش السوداني.

وقال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات انفجارات قوية، وشاهدوا تصاعد سحب الدخان في محيط القيادة العامة للجيش.

وأكد المراسل نقلا عن شهود عيان قولهم إن الساعات القادمة قد تشهد مزيد من الاشتباكات بين طرفي الصراع.

أوضاع صحية كارثية

وعن الوضع الإنساني والصحي، قال المراسل إن هناك شبه انهيار تام خاصة في القطاع الصحي، خاصة وأن 80 % من المنشآت الصحية توقفت عن العمل في وقت تنتشر فيه الأوبئة بشكل كبير في البلاد.

وأضاف: « غرفة طوارئ شرق النيل قالت إن هناك 4 حالات وفاة جراء إصابتهم بمرض الكوليرا، وإصابة 40 آخرين، فيما تحدثت منظمة الصحة العالمية عن أن هناك 700 حالة ملاريا في البلاد».

واندلعت الحرب في السودان في أبريل/ نيسان من هذا العام بين الجيش، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو.

واستمر تصاعد القتال وإراقة الدماء على الرغم من المحاولات الدولية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 5 ملايين شخص من منازلهم وأوجدت أزمة إنسانية، وحذرت فرق طبية محلية من انتشار الكوليرا وحمى الضنك.

شهد صباح اليوم الثلاثاء تبادل قصف مدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأفاد مراسل الغد بأن الجيش السوداني شن قصفا مدفعيا باتجاه مواقع وتمركزات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان.

فيما ردت قوات الدعم السريع بقصف مدفعي مماثل على مواقع الجيش، خاصة في محيط منطقة القيادة العامة بالخرطوم.

وأشار مراسلنا إلى أن الجيش السوداني نفذ صباح اليوم، غارات على مواقع وارتكازات للدعم السريع بمناطق شرق الخرطوم، حيث تصاعدت أعمدة الدخان في المنطقة.

حمى الضنك والملاريا

أكد مراسلنا تفاقم الأوضاع في ولاية القضارف الحدودية، بعد انتشار الإصابات بحمى الضنك، مع دخول فصل الخريف، رغم إطلاق مناشدات إنسانية عدة من داخل السودان لتدارك الوضع.

وأعلنت نقابة أطباء السودان عن وجود آلاف المصابين بحمى الضنك، وسقوط مئات الضحايا في ولاية القضارف.

ولفت مراسل الغد إلى أن المناطق المحيطة بالعاصمة تعاني من هذا المرض، وكذلك في الولايات الغربية.

وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تتحدث البيانات عن وجود أعداد كبيرة من المصابين بالملاريا، الذي غالبا ما يتنشر خلال الخريف.