أعرب وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، عن سعادته بافتتاح مسجد «الظاهر بيبرس»، بعد انتهاء ترميمه، واصفًا المسجد بأنه أيقونة العمارة المملوكية في مصر، مؤكدًا على الاهتمام البالغ الذي توليه الحكومة المصرية بملف الآثار، وخصوصًا الآثار الإسلامية.
جاء ذلك خلال مشاركة عيسى في افتتاح المسجد، اليوم الأحد، بعد انتهاء مشروع ترميمه وإعماره بحضور الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور مولين أَشيمباييف، رئيس مجلس الشيوخ ببرلمان جمهورية كازاخستان، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والشيخ نوريزباي حاج تاغانولي، المفتي العام ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، والأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والسفير خيرات لاما شريف، سفير كازاخستان بالقاهرة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من قيادات الوزارتين والمحافظة، والأزهر وجمهورية كازاخستان.
عقب الافتتاح، قام الحضور بجولة داخل الجامع لتفقد الأعمال التي تم تنفيذها خلال مشروع الترميم، كما استمعوا إلى شرح مفصل من الدكتور مصطفى وزيري، عن مشروع الترميم، وتاريخ الجامع وعناصره المعمارية الفريدة.
كما حرص وزير السياحة والآثار، على توجيه الشكر لكل من ساهم في ترميم المسجد، باعثًا برسالة للشعب الكازاخستاني رحب خلالها بوجودهم في مصر، موجها لهم الدعوة لزيارة هذا الصرح، لافتا إلى أن هناك 6 آلاف كازاخستاني زاروا مصر الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تشهد مصر زيارة نحو 350 ألفًا إلى 400 ألف كازاخستاني هذا العام.
وزير الأوقاف المصري: الدولة مهتمة بتاريخها وحاضرها
في كلمته، أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن افتتاح مسجد الظاهر بيبرس، اليوم، يؤكد على اهتمام الدولة المصرية بتاريخها وحاضرها ومساجدها الأثرية، مضيفًا: «في عام واحد تم تطوير مسجد الحسين ومسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، وافتتاح هذا المسجد رسميًا يأتي بعد نحو 225 عامًا من الإغلاق، لم يكن فيها الجامع يؤدي دوره كمسجد، حيث استخدم كقلعة حربية، ثم مصنع للصابون، ثم مخبز ومذبح».
وأضاف أن تكلفة مشروع ترميم المسجد بلغت نحو 237 مليون جنيه مصري، ساهم فيها الجانب الكازاخستاني بنحو 4.5 مليون دولار عام 2007، بما يعادل نحو 27 مليون جنيه وقتها.
كما ساهمت وزارة الأوقاف بنحو 60.5 مليون جنيه مصري من مواردها الذاتية، ونحو 150 مليون جنيه من وزارة السياحة والآثار، من بين مواردها الذاتية ودعم الدولة المصرية، من وزارتي المالية والتخطيط.
كما أعلن أن صلاة الجمعة هذا الأسبوع، سيتم بثها من جامع الظاهر بيبرس.
كازاخستان تحتفل بمرور 800 عام على ميلاد الظاهر بيبرس
أعرب الدكتور مولين أشيمباييف، رئيس مجلس الشيوخ ببرلمان جمهورية كازاخستان، في كلمته عن سعادته بافتتاح المسجد اليوم، بالتزامن مع الاحتفال بمرور 800 عام على ميلاد الظاهر بيبرس، ناقلا تحيات رئيس جمهورية كازاخستان بهذه المناسبة.
وأضاف أنه احتفالا بهذه المناسبة، ستشهد الفترة المقبلة إقامة ما يقرب من 600 فعالية داخل كازاخستان وخارجها، ومنها ما سيعقد في مصر، التي بدأت اليوم بافتتاح هذا المسجد، مثمنًا العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وكازاخستان على مر التاريخ.
مساحة جامع الظاهر بيبرس
من جهته، أوضح الدكتور مصطفى وزيري، أن هذا الجامع ثالث أكبر المساجد الأثرية بمصر مساحةً، بعد جامعي أحمد ابن طولون، والحاكم بأمر الله، حيث تبلغ مساحته نحو ثلاثة أفدنة.
وعن مشروع الترميم، أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى بدء ترميم وإعمار جامع الظاهر بيبرس عام 2007م، ثم تعثّر المشروع لعدة أسباب منذ عام 2011م، حتى استؤنفت الأعمال عام 2018، والتي تضمنت تخفيض منسوب المياه الجوفية، والانتهاء من كل الأعمال الإنشائية، والترميم الدقيق والمعماري للجامع، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين به.
كما تم خلال أعمال الترميم، اكتشاف صهريج مياه أسفل أرضية صحن الجامع، وتطوير الخدمات المقدمة لزائريه لتحسين تجربتهم السياحية أثناء الزيارة، بوضع لوحات إرشادية وتعريفية بالجامع، وتوفير كل سبل الإتاحة للسياحة الميسرة من ذوي الهمم، حتى تتسنى لهم زيارة المسجد بكل سهولة ويسر.
