انقطاع كهرباء جديد يضرب فنزويلا، وتراشق حاد بين أمريكا وروسيا بسبب الأزمة، واتهامات بتدبير انقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو.
شهدت مناطق عدة في فنزويلا، الإثنين، انقطاعا جديدا للتيار الكهربائي، طاول أجزاء كبيرة من العاصمة كراكاس، في عطل اعتبره الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو “اعتداء” على شبكة الكهرباء، وذلك بعد أسبوعين من تسبّب انقطاع كهربائي مماثل بشلّل في أنحاء واسعة من البلاد.
وانقطع التيار الكهربائي في كراكاس عند الساعة 17:20 بتوقيت جرينيتش وطال وسط العاصمة، وأدّى الانقطاع إلى توقّف إرسال الهواتف الخلوية، كما انقطع البث التليفزيوني، وسارعت المحال للإقفال خوفا من حصول أعمال نهب، وقال البعض إن التيار الكهربائي عاد ثم انقطع مجدداً.
وسارع الرئيس مادورو إلى القول إنّ انقطاع التيار هو نتيجة “اعتداء” على شبكة الكهرباء في البلاد، وقال وزير الاتصالات خورغي رودريغير للتليفزيون الرسمي، إنّ الهجوم استهدف مجدداً المحطة الكهرمائية الأساسية في البلاد في غوري، والتي تؤمّن 80% من حاجة البلاد من الكهرباء.
انقلاب
ويأتي هذا في وقت اتهم فيه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الولايات المتحدة، بمحاولة تدبير “انقلاب” للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، من دون أن يوضح ما إذا كان جنود روس قد وصلوا إلى كراكاس.
وفي اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، أشار لافروف إلى أن “محاولات واشنطن تدبير انقلاب في فنزويلا وتهديد حكومتها الشرعية تشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة”، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.
أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية نقلت قبل ذلك أن مايك بومبيو حذر لافروف، خلال هذا الاتصال، أن الولايات المتحدة “لن تقف مكتوفة الأيدي” في حال واصلت روسيا “توتير الوضع في فنزويلا”.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان بعد محادثة هاتفية بين الرجلين، أن “استمرار تدخل العسكريين الروس لدعم النظام غير الشرعي لنيكولاس مادورو في فنزويلا يهدد بإطالة معاناة الشعب، الذي يدعم بغالبيته الساحقة الرئيس المؤقت خوان جايدو”، الذي تعترف به الولايات المتحدة وأكثر من خمسين دولة أخرى.
وأورد البيان، أن بومبيو دعا روسيا إلى “التخلي عن سلوكها غير البناء والانضمام إلى الغالبية الساحقة من دول الغرب التي تريد مستقبلا أفضل للشعب الفنزويلي”.
وكان رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان جوايدو، أعلن نفسه في 23 يناير/ كانون الثاني رئيسا بالوكالة، ولا تزال فنزويلا بعد مرور شهرين تعاني من أسوا أزمة في تاريخها وسط انهيار اقتصادي ومالي ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية.
في المقابل يحظى مادورو بدعم روسيا والصين، أبرز دائني النظام الفنزويلي، واللتين تدافعان عنه بشكل منهجي في المحافل الدولية لا سيما مجلس الأمن الدولي.
عتاد عسكري روسي
وصلت إلى كراكاس، الأحد، طائرتان روسيتان تنقلان نحو مئة عسكري و35 طنا من العتاد، في إطار التعاون التقني والعسكري مع فنزويلا، بحسب ما أعلنت وكالة سبوتنيك الروسية الرسمية للأنباء.
وقالت سبوتنيك “هذه الرحلات ليست مستغربة”، مضيفة أن الأمر يتعلق بطائرة “انتونوف إيه إن-124 وطائرة ركاب من نوع اليوشين-62 حطتا على المدرج الرئاسي في مطار سيمون بوليفار الدولي” بكراكاس.
وأضافت الوكالة، أن الطائرتين تنقلان “فرقا من الموظفين في إطار التعاون التقني والعسكري” بين البلدين.
وتابعت أن الطائرتين نقلتا “99 عسكريا و35 طنا من العتاد، تحت قيادة قائد القوات البرية لروسيا الجنرال فاسيلي تونكوشكوروف”
وفي 7 مارس/ آذار، شهدت فنزويلا انقطاعاً للتيار الكهربائي استمر أسبوعاً، وقضى خلاله أكثر من 12 مريضا في المستشفيات، وأدّى إلى توقّف قطاع النقل العام، وإبطاء وتيرة إنتاج النفط وتوقّف شبكات توزيع المياه وقد اتّهم حينها مادورو الولايات المتحدة بشّن “هجوم إلكتروني” ضدّ بلاده.
وفتحت النيابة العامة الفنزويلية تحقيقاً بحق رئيس البرلمان خوان جوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً انتقاليا واعترفت به أكثر من خمسين دولة، “للاشتباه بتورّطه في تخريب شبكة الكهرباء”.