العالم العربي.. نظرة من “ثقب الباب” على أحداث باريس الإرهابية

لم تكتف الدوائر السياسية والمراكز البحثية في الغرب برصد مواقف الدول العربية تجاه الهجوم الإرهابي في باريس يوم الجمعة الماضي، وكان محددا بتصريحات رسمية ” بمشاعر إنسانية”  تدين وتشجب وتعلن وقوفها إلى جانب فرنسا، حسب تقرير مؤسسة الدراسات الدولية في ألمانيا..  ولكنها انتقدت ما وصفته بـ”ترهل” رد الفعل العربي، دون استثمار موجات الغضب العالمي و”انتفاضة” المشهد السياسي الأوروبي ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية الوافدة من الإقليم العربي، وتعد دوله “حاضنة” لتلك الجماعات المتشددة المسلحة، التي تضرب الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي في العالم العربي، وتشن هجمات إرهابية تعاني منها الأنظمة الحاكمة.

1_2014124_34161

 

التقرير وصف العالم العربي بأنه ينظر من “ثقب الباب” للجريمة الدموية  الإرهابية في باريس، ولم يتحرك أبعد من ذلك، في حين جاءت الفرصة للدخول مباشرة “من الباب المفتوح” واستقطاب الحشد الدولي لتصفية مواقع ومعسكرات التنظيمات الإرهابية، من العراق إلى سوريا وسيناء المصرية، وليبيا.. وفي توضيحه للتحرك العربي في أعقاب الهجمات الإرهابية في باريس، يؤكد غونتر ماير، الخبير الألماني في شئون مكافحة الإرهاب، أن الدول العربية التي تعاني من الجماعات الإرهابية وقفت عند حدود المشاركة الإنسانية لفرنسا، ولم تبادر بطرح أفكارها بتجفيف “الحواضن”، والبؤر الإرهابية، بتجفيف منابع الدعم والتمويل الخارجي، وأن تكشف للعالم تلك المصادر سواء إقليمية أو دولية، وفي ظل مناخ عالمي غاضب يتجاوز محاذير المصالح والأهداف السياسية.

BBmYYxB

وحسب تقديرات الخبير الألماني، فإن سوريا ودون تدخل منها، ربما كانت المستفيد العربي الوحيد، من الحشد الدولي، الشعبي والرسمي ضد تنظيم “داعش” العدو الأول والأخطر للنظام السوري، وتم تسويق وجهة النظر السورية الرسمية بأن الجماعات التكفيرية الإرهابية تقف وراء الأزمة السورية، وهذا المتغير لم يأت بتحرك سوري، ولكن دفعه أمام الرأي العام الغربي تنظيم داعش بتنفيذه أخطر عملية إرهابية في تاريخ أوروبا، وإذا كان داعش أعلن الحرب على أوروبا، فهو إذن أعلن الحرب منذ أكثر من أربع سنوات على النظام السوري.

 

داعش

أما ليبيا، حسب التقرير، فإنها تعاني فراغا سياسيا وليست لديها القدرة على التحرك بعيدا عن “ثقب الباب”.. والمملكة السعودية ودول الخليج العربي لديها حسابات خاصة تجاه الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد، وبعض دول الخليج تساهم بالدعم والتمويل للجماعات المسلحة بهدف اسقاط نظام الحكم في سوريا.. واكتفى العراق بحدود المساعدات الأمريكية في ملاحقة تنظيم داعش الذي يحتل ما يقارب من 25 % من الأراضي العراقية، كما أن الصراعات العرقية والمذهبية والمحاصصة السياسية لها تأثير على التحرك العراقي.. أما مصر فإنها اكتفت بتحقق انشغال الدول الغربية عن حادث الطائرة الروسية في سيناء، رغم قدرتها على التحرك سياسيا ودبلوماسيا على الصعيد الدولي!

 

0,,18850178_303,00

ويتفق الخبير الأمني المصري، اللواء محمد زهير، مع تحليل المؤسسة البحثية الألمانية، ويؤكد أن العالم العربي بالفعل وقف عند “ثقب الباب” يتابع أخطر حدث إرهابي في أوروبا وتداعياته والمناخ المصاحب له داخل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. وقال اللواء زهير لـ”الغد العربي”، إن الموقف العربي مقيد بحسابات خاصة رغم أن الدول العربية تواجه حربا مع الإرهابيين، ورغم الحقائق التي تشير إلى علاقات الأجهزة الاستخبارية الغربية مع التنظيمات والجماعات الإرهابية منذ النشأة وحتى التمدد، إلا أن حادث باريس الإرهابي قلب كل الأوراق، وكان من المتوقع أن تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا وتعيد فيه طرح الأفكار السابقة  لمحاصرة وردع التنظيمات الإرهابية، أو تتبنى عقد مؤتمرا دوليا لإنقاذ العالم العربي من تجمعات التنظيمات الإرهابية، والتي تشكل خطورة مباشرة على الدول الأوروبية. وأضاف اللواء زهير، أن أكبر تحدي أمام الدول العربية التي تواجه الإرهاب هو الدعم والتمويل الخارجي، ولو توقف فإن مرحلة الانحسار لتلك الجماعات تبدأ ولن تتأخر كثيرا، لو تعاملت الدول العربية “النافذة والمؤثرة” وتواجه حربا مع الإرهابيين، مع تداعيات أحداث باريس واستثمرت الفرصة، ولكن بقيت تنظر من “ثقب الباب” كما يرى التقرير الألماني.

 

eliasj0066c

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]