في أحد مقاهي ديربورن شمال الولايات المتحدة الصناعي، كانت منى مسعد «25 عاما» تتابع عبر كومبيوترها المحمول خطاب الفوز الذي يلقيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
تقيم في هذه المدينة، الواقعة في ضاحية ديترويت، والتي يناهز عدد سكانها 100 ألف نسمة، واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة.
منى مسعد، هي أحد أفراد هذه الجالية، وعلى غرار كثيرين، تحاول أن تفهم كيف أمكن انتخاب دونالد ترامب رئيسا على رغم افتقاره إلى الخبرة السياسية ووعده بمنع المسلمين من دخول البلاد، حسبما قالت في تقرير لوكالة «فرانس برس» للأنباء.
قالت منى، «أنا حريصة على الاستماع إلى ما سيقول، وإلى أين ستقودنا أقواله».
توضح هذه الشابة، أن كثيرا من أفراد عائلتها الكبيرة، اليمنية الأصل والمقيمة في الولايات المتحدة منذ أربعينات القرن الماضي، يشعرون بالصدمة.
تلك المشاعر المضطربة التي تصفها الشابة الأمريكية ذات الأصول العربية، ليست قاصرة على المسلمين في أمريكا وحدهم، بل امتدت إلى الشباب في الوطن العربي، حيث طرحوا إسهاماتهم عبر وسم تصدر مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم «#العـالم_بعد_ترامب».
بعضهم أعاد نشر فيديوهات ساخرة عن مستقبل المسلمين وذوي الأصول العربية في الولايات المتحدة، لا يخفى عنها ذلك الطابع المتشائم.
#العالم_بعد_ترامب اتوقع كذا???? pic.twitter.com/HMiZ92DZ6h
— Sin (@Sin36673869) November 10, 2016
كان ترامب قد كرر قبل توليه الرئاسة أنه سيمنع المسلمين من دخول الأراضي الأمريكية وسيأمر بإجراء «عمليات تدقيق مشددة» حول المهاجرين الاتين من بلاد ضربها «الإرهاب».
بعض شباب الدول العربية، طرح سيناريوهات كارثية تحت الوسم نفسه، عن عزل المسلمين والتضييق عليهم.
https://twitter.com/wedadyeah/status/796545899937800192
#العالم_بعد_ترامب الاكيد هو ان معدل الاكشن السياسي سيرتفع وستكون تحركاته جديرة بالتابعة بإثارتها للجدل والسخرية معًا
— طارق البكيري (@v_tariq) November 10, 2016
يعود الحديث إلى الأمريكيين المسلمين، الذي تنقله «فرانس برس»، إذ يقول حازم باطا، رئيس الهيئة الإسلامية لأمريكا الشمالية، «أيام قاتمة قادمة.. ما أشعر به هو مزيج من الخوف والقلق».
فيما يبدو أن الرئيس المنتخب حديثا قد تنبه إلى ضرورة تعديل لغته العدائية، إذ تحدث ترامب في خطاب الفوز بلهجة تتسم بنبرة تصالحية خلافا لتلك التي سادت خلال الحملةِ، ودعا إلى الوحدة، قائلا «أتعهد أمام كل مواطن في بلادنا بأن أكون رئيسا لجميع الأمريكيين، من كل الأعراق والأديان والأصول والمعتقدات».