العالم يتحدى.. عودة الحياة الطبيعية رغم « أنف» كورونا
اتجهت العديد من دول العالم إلى فتح أبوابها على مصاريعها من خلال التخلص تدريجيا من القيود والإجراءات الاحترازية التي ” خنقت” كافة القطاعات في البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا، وبدأ العالم بالفعل يتنفس الصعداء بعد عدة شهور من فرض الحظرداخليا، ووقف الأنشطة الاقتصادية والسياحية وحركة الطيران، مما أصاب الحياة بالشلل.
وتأتي هذه الخطوات، في وقت مازالت أعداد ضحايا الفيروس القاتل تتزايد، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل زيادة قياسية في حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم يوم الأحد الماضي مع ارتفاع إجمالي عدد الإصابات 183020 خلال 24 ساعة.
وأكد إحصاء لرويترز، اليوم، أن أكثر من 9.26 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم كما أن 475880 توفوا جراء مرض كوفيد-19 الناجم عنه. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ بدء ظهوره في الصين في ديسمبر كانون الأول عام 2019.
وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الوفيات والإصابات مسجلة 121135 وفاة ومليونين و357045 إصابة، وجاءت البرازيل في المركز الثاني في القائمتين بواقع 52645 حالة وفاة ومليون و145906 إصابات.
وفي المركز الثالث من حيث الإصابات، جاءت روسيا بعد تسجيلها 599705، لكن وفياتها بلغت 8206 فقط، واحتلت الهند المرتبة الرابعة من حيث الإصابات بواقع 440215، في حين أبلغت عن 14011 وفاة.
وفي المركز الخامس في قائمة الإصابات جاءت بريطانيا مسجلة 306210 إصابات، لكنها احتلت المرتبة الثالثة في قائمة الوفيات بواقع 42647 وفاة، وحلت إسبانيا في المرتبة السادسة بقائمتي الإصابات والوفيات مع تسجيلها 264606 إصابات و28325 وفاة.
وجاءت إيطاليا في المركز الرابع بقائمة الوفيات بعد إعلانها عن 34657 حالة، لكنها حلت تاسعة في قائمة الإصابات بواقع 239180، أما فرنسا فكانت خامس أكبر دولة على قائمة الوفيات، إذ سجلت 29720 حالة، بيد أن ترتيبها جاء الحادي عشر من حيث الإصابات، وذلك بواقع 197674.
أمريكا
الولايات المتحدة الأمريكية كانت من أوائل الدول التي خففت إجراءات الحظر الخاصة بالفيروس، في محاولة لإنقاذ أكبراقتصاد في العالم، حيث تم فتح المطاعم والكافيهات وقاعات الألعاب الرياضية والمدارس وغيرها من المنشآت.
ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لن تغلق المتاجر والمؤسسات مرة أخرى، في الوقت الذي سجلت فيه عدة ولايات ارتفاعا في أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “لن نغلق البلد مرة أخرى. لن نكون مضطرين لذلك”.
بريطانيا
وفي المملكة المتحدة، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن الحانات والمطاعم والفنادق في إنجلترا يمكن أن تعيد فتح أبوابها في أوائل الشهر المقبل، مع تخفيف قيود التباعد الاجتماعي وقواعد العزل العام.
وتعيد بريطانيا فتح اقتصادها تدريجيا، وسيكون موعد أحدث مرحلة لإعادة الفتح في الرابع من يوليو تموز وستشهد فتح بعض الأماكن عالية المخاطر مثل تلك الخاصة بقطاعي الفنون والثقافة ولكن مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
ويتعرض جونسون لضغوط من الشركات، خاصة في قطاع الضيافة، وضغوط سياسية من داخل حزبه لتخفيف قيود
وفي كلمته أمام البرلمان، قال: “اليوم يمكننا أن نقول إن سبات أمتنا الطويل بدأ يصل إلى النهاية”.
وأضاف جونسون أن القرارات الجديدة ستسمح لأي عائلتين بأن تلتقيا في أي مكان، وأن جميع المدارس ستعيد فتح أبوابها في سبتمبر أيلول.
كما سيسمح لمصففي الشعر باستئناف أعمالهم، إلى جانب أماكن العبادة ومعظم المرافق الترفيهية وأماكن الجذب السياحي كالمتنزهات. إلا أنه سيستمر إغلاق النوادي الليلية وقاعات الألعاب الرياضية المقفولة وحمامات السباحة.
ألمانيا
وقررت ألمانيا تخفيف الإجراءات الاحترازية الداخلية، فضلا عن رفع حظر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بريطانيا وأيسلندا والنرويج وليختنشتاين وسويسرا اعتبارا من 15 يونيو، طالما لا يوجد حظر على دخول هذه الدول أو إجراءات عزل عام مفروضة بها على نطاق واسع.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن كافة الدول المعنية انطبقت عليها هذه المعايير ماعدا النرويج التي تفرض حظرا على الدخول وكذلك إسبانيا حيث سيقرر البرلمان ما إذا كان سيمدد حظرا للدخول.
وأضاف ماس أن حظر السفر ستحل محله إرشادات وسيطلب من الألمان عدم السفر إلى بريطانيا إلا للضرورة حيث تفرض البلاد حجرا صحيا مدته 14 يوما على الوافدين.
البرازيل
ورغم أن ساو باولو، أكثر ولايات البرازيل سكانا، سجلت عددا قياسيا من الوفيات بسبب مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، إلا أن ذلك لم يمنع المتسوقين من التدفق على حي 25 مارس التجاري، حيث تم فتح نحو نصف الشركات أبوابها.
وعجت الشوارع بالمتسوقين ولم تسمح المتاجر سوى بدخول من يضعون الكمامات وقدمت لهم أدوات التعقيم. وقام بعض المتاجر بقياس درجات حرارة المتسوقين عند الدخول.
كما أعلن رئيس البلدية في ريو دي جانيرو، ثاني أكثر مدن البرازيل تضررا، إعادة فتح مراكز التسوق أيضا في إطار تخفيف القيود المقرر.
ماليزيا
ورفعت ماليزيا أغلب القيود التي فرضتها لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد على الأعمال والشركات، بما يشمل أيضا رفع حظر السفر بين الولايات بعد إجراءات عزل عام فرضتها لما يقرب من ثلاثة أشهر لكن الحدود الدولية ستبقى مغلقة.
وسمحت ماليزيا تدريجيا للشركات بالعودة للعمل مع اتباع قواعد التباعد الاجتماعي على مدى الشهر المنصرم بعد أن أغلقت جميع الأعمال غير الضرورية والمدارس وحظرت التجمعات العامة وقيدت السفر في 18 مارس الماضي.
مصر
وعلي مستوي الدول العربية، أعلنت الحكومة المصرية إنها سترفع اعتبارا من يوم السبت المقبل حظر التجول الليلي المفروض منذ 25 مارس آذار للحد من تفشي فيروس كورونا وتفتح المطاعم والمقاهي ودور العبادة وإن كانت ستبقي على أعداد الزوار محدودة.
واتُخذت هذه الإجراءات الجديدة على الرغم من ارتفاع أعداد حالات الإصابة الجديدة في البلاد في الأسابيع الأخيرة. وأكدت وزارة الصحة المصرية إصابة 56809 أشخاص ووفاة 2278 شخصا بالمرض.
وأضاف رئيس الوزراء أن المطاعم والمقاهي والنوادي الرياضية ستعمل بنسبة 25 بالمئة فقط من قدراتها الاستيعابية مع ضمان التباعد الاجتماعي، وستفتح المساجد أبوابها للصلوات اليومية لكن مع استمرار تعليق صلوات الجمعة وقداديس الأحد التي تشهد أعدادا كبيرة من المصلين.
وتابع أن دور السينما والمسارح ستفتح بنسبة 25 بالمئة من طاقتها الاستيعابية، مشيرا إلي استمرار إغلاق الحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة خشية تكدس المواطنين.
السعودية
وقررت السلطات السعودية تخفيف إجراءات الحظر، كما قررت إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة جدا للمواطنين ولمختلف الجنسيات الموجودة داخل المملكة وذلك للسيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد.
وغامر المواطنين في السعودية بالخروج يوم الأحد الماضي لأول مرة منذ نحو ثلاثة أشهر، وذلك للاحتفال بانتهاء حظر التجول الذي كان مفروضا في أنحاء المملكة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
واحتفل البعض بتناول الطعام في المطاعم، وتجول آخرون على دراجات نارية، واستمتع غيرهم بالمشي مع حيواناتهم الأليفة بعد أن خفت حرارة الجو.
الكويت
وفي الكويت، قررمجلس الوزراء الاستمرار في المرحلة الأولى من العودة التدريجية للحياة الطبيعية أسبوعا إضافيا.
كما قرر تعديل ساعات حظر التجول وتخفيضه ساعتين ليبدأ من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحا يوميا، هذا وقرر مجلس الوزراء كذلك السماح بسفر المواطنين إلى الخارج في حالات معينة، أهمها الحالات الصحية الحرجة فضلا عن الطلبة الدارسين بالخارج وكذلك ممن لديه زوج أو زوجة أجنبية بالخارج ومن لديهم إقامات في دول أخرى.
كما قرر مجلس الوزراء إلزام كافة شركات الطيران التي تقل رحلات إلى الكويت بطلب إجراء تحليل (بي سي آر) لكل راكب على نفقته الخاصة قبل صعود الطائرة يثبت خلوه من فيروس كورونا.
الإمارات
وسمحت دبي بإعادة تشغيل صالات الألعاب الرياضية شريطة الالتزام بشكل صارم بقواعد التباعد الاجتماعي مع تخفيف الإمارة إجراءات العزل العام للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وكانت مراكز اللياقة البدنية بين العديد من الأماكن والشركات التي أمرت السلطات بإغلاقها في مارس آذار بعد تفشي فيروس كورونا في دولة الإمارات.
وجاءت إعادة تشغيل الصالات الرياضية بينما تتطلع دبي للعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية حيث تُعيد فتح دور السينما
وتواصل دبي تخفيف قيود فيروس كورونا في الإمارة مما سمح في الآونة الأخيرة بإعادة فتح مراكز التسوق والشواطئ مع الالتزام بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
سوريا
وحرص المواطنون في سوريا علي حضور عرض موسيقي في دار الأوبرا بدمشق بعد توقف دام أسابيع بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وفتحت دار الأوبرا أبوابها لأول مرة منذ أن فرضت الحكومة إجراءات العزل العام لاحتواء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأقامت الأوبرا حفلا موسيقيا على شرف المؤلف الموسيقي السوري عبد الفتاح سكر وهو أول حفل يقام في دار الأوبرا منذ 12 مارس آذار.
واتُبعت إجراءات التطهير عند مدخل دار الأوبرا وقيست درجات حرارة الزوار وأجلسوا في القاعة وفقا لقواعد التباعد الاجتماعي.
