العالم يراقب تدمير غزة عبر الفضائيات.. ومساع مصرية للتهدئة
يتواصل لليوم الثاني على التوالي، العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة، وذلك بعد 15 شهراً من عدوان 2021. وكان جيش الاحتلال، قد أعلن الجمعة، أنه أطلق عملية عسكرية باسم «الفجر الصادق» تستهدف أهدافاً لحركة الجهاد الإسلامي في القطاع..فيما ارتفع عدد شهداء حصيلة العدوان على قطاع غزة والمتواصل منذ عصر أمس الجمعة، إلى15 شهيدًا من بينهم طفلة 5 أعوام، وسيدة 23 عامًا، و79 مصابًا، من بينهم 23 طفلًا، و13 سيدة
- ويراقب العالم جرائم العدوان الإسرائيلي، عبر شاشات الفضائيات، ويكتفي بحصر عدد الشهداء والجرحى، ومشاهدة تدمير قطاع غزة، دون تحرك المجتمع الدولي لوقف جرائم دولة الاحتلال.
وبينما تتردد معلومات عن وساطة مصرية لوقف العدوان الإسرائيلي، إلا أن مصادر حركة الجهاد الإسلامي، أكدت اليوم السبت، أن لا حديث حتى الآن عن تهدئة أو وساطات.. وشددت المصادر، أن الوضع يتجه للتصعيد.
- وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق أكثر من 100 صاروخ باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية، ردا على اغتيال القيادي بالحركة تيسير الجعبري، بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية متسببة باستشهاد وإصابة العشرات في قطاع غزة.
وأطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، صباح اليوم رشقة صواريخ جديدة استهدفت مناطق متفرقة من غلاف غزة، حيث دوت صفارات الإنذار في لاخيش، زيكيم، كارميا، نتيف هعسراه، شمال مدينة عسقلان.
- ووفق صحيفة (يديعوت أحرونوت)، فإنه حتى الآن تم إطلاق أكثر من 160 صاروخًا وقذيفة من غزة، فيما أكد الجيش أنه حتى هذا الوقت لا توجد مفاوضات لوقف القتال.
ومن جانبها شددت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، في بيانها على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية في قطاع غزة والتكافل الاجتماعي والتماسك في وجه العدوان.
وأشارت إلى أن التصريحات الأمريكية بأن من حق «إسرائيل» الدفاع عن نفسها هو شراكة كاملة من الولايات المتحدة بالعدوان على أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده.
جهود الوساطة المصرية
ويشير أستاذ القانون الدولي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، دكتور أيمن سلامة، إلى أن مصر قد قامت بجهود الوساطات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العقد الأخير، من أجل إنهاء الاقتتال بين الطرفين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو مدينة القدس.
وتُعد الجهود المصرية الحثيثة الجارية من أجل إقناع الطرفين بوقف إطلاق النار، وتهيئة أفضل الظروف الميدانية والسياسية للتوصل لتهدئة طويل الأمد، مثالاً واضحا في ذلك السياق.
لا هدنة طويلة الأجل تحت مظلة الحصار الإسرائيلي
وأوضح أستاذ القانون الدولي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أنه ميدانياً يُعد ضرباً من الأوهام التوصل لهدنة طويلة الأمد بين المحتل الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، دون كسر الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة، وهنا فأي حديث عن الهدنة لا يعدو إلا تجاهل للواقع والماضي والمستقبل الذي يحكم العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية التي لم تفلح اتفاقيتي أوسلو في ضبطها أو حتى ترشيدها، فقد سبق أن اتفقت حماس وإسرائيل على هدنة بوساطة ورعاية الاستخبارات المصرية في فبراير عام 2020، ولكن لم يتم تنفيذها وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
- وأضاف: “أما اتفاقات منع التصعيد للعمليات العدائية العسكرية بين المتحاربين، فيمكن اعتبارها الاتفاقات الأسرع التي يتم التوصل لها برعاية وسيط دولي كما في الحالة المصرية، وتتضمن هذه الطائفة من الاتفاقات التي شاع اللجوء إليها في مناطق النزاع المسلح، جملة من الإجراءات الأولية التي يمكن أن تفضي في معظم الأحوال إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو اتفاق الهدنة بين المتحاربين، وتطبيقاً على الحالة الفلسطينية الإسرائيلية، يمكن اعتبار الوقف المتبادل لإطلاق الصواريخ بين الطرفين فضلاً عن تبادل الأسرى والمعتقلين والمخطوفين، أهم الإجراءات التي تهدف لخفض التصعيد «التهدئة» بين الطرفين”.