العثور على 4 جثث أعلى قمة إيفرست

تمكن مرشد الشيربا المخضرم كامي ريتا من تسلق جبل إيفرست للمرة الـ28 يوم الثلاثاء، ليحطم رقمه القياسي الذي سجله قبل أقل من أسبوع، حيث يتنافس مع مرشد آخر على لقب الأكثر تسلقا لأعلى قمة في العالم.

وصل كامي ريتا، الذي يعد أحد أعظم مرشدي تسلق الجبال، إلى القمة، التي يبلغ ارتفاعها 8849 مترا، في الساعة 9:20 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، وفقا لشركة سفن سمتس تركس المنظمة لرحلات التسلق.

يأتي صعوده الأحدث بعد يوم من معادلة زميله مرشد الشيربا باسانغ داوا لرقمه القياسي البالغ 27 تسلق إلى القمة.

بدأ السباق على اللقب بوصول باسانغ داوا إلى القمة للمرة الـ26 في 14 مايو/ أيار، معادلا الرقم القياسي السابق لكامي ريتا، الذي تسلق القمة للمرة السابعة والعشرين بعد ثلاثة أيام فقط من وصول داوا.

مع بقاء بضعة أيام أخرى في موسم التسلق الربيعي، يتواجد مرشدو الشيربا على الجبل لمساعدة عملائهم في الصعود إلى القمة المغطاة بالثلوج، حيث يعد شهر مايو/ أيار أكثر الشهور ازدحاما من أجل تسلق قمة أيفرست الخطيرة بسبب الظروف الجوية المواتية.

وصل كامي ريتا إلى قمة إيفرست للمرة الأولى عام 1994 ويقوم بهذه الرحلة كل عام تقريبا منذ ذلك الحين. وهو واحد من العديد من مرشدي الشيربا الذين تعد خبراتهم ومهاراتهم ضرورية لسلامة ونجاح المتسلقين الأجانب كل عام الذين يسعون إلى الوقوف على قمة الجبل.

كان والده من بين المرشدين الأوائل للشيربا. وإلى جانبه تسلقه جبل إيفرست، تسلق ريتا العديد من القمم الأخرى التي تعد من بين الأعلى في العالم، من بينها كيه2 وتشو أويو وماناسلو ولوتسي.

وصعد مئات المتسلقين، أو يخططون للقيام بمحاولتهم، إلى قمة جبل إيفرست هذا الشهر.

وأصدرت السلطات النيبالية حوالي 480 تصريح تسلق للمتسلقين الأجانب، هو العدد الأعلى منذ عام. وسيرافقهم العديد من مرشدي الشيربا المحليين خلال موسم التسلق.

وتسلق البريطاني كينتون كول الأسبوع الماضي قمة إيفرست للمرة السابعة عشر، وهو أعلى رقم يسجله أجنبي.

ومع ذلك، لا تزال مخاطر تسلق الجبل تهدد المتسلقين مع تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الأيام الماضية، مما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 11 منذ أبريل نيسان.

وكان أحدهما نيباليا من الشيربا يعمل في تنظيف الجبل توفي يوم الاثنين، حسبما قال الجيش في بيان، بينما توفي مهندس أسترالي يوم الجمعة في أثناء نزوله من القمة.

تسعى النرويجية، كريستين هاريلا، الحائزة على لقب أسرع امرأة وتتسلق أعلى 14 جبلا في العالم إلى أن تصبح أسرع شخص يحقق هذا الإنجاز، من خلال تحطيم الرقم القياسي الذي سجله متسلق من الرجال عام 2019.

ونجحت هاريلا، البالغة من العمر 37 عاما، في تسلق جبل تشو أويو وجبل شيشبانغما في الصين، ووصلت إلى كاتماندو، عاصمة نيبال الخميس، معلنة أنها ستبدأ تسلق الجبال في نيبال هذا الشهر.

وردت هاريلا على سؤال عما إذا كانت تسعى إلى تحقيق رقم قياسي جديد لتسلق أعلى القمم، قائلة “هذه هي الخطة”.

وتأمل هاريلا في تسلق أعلى سبع قمم في نيبال، ومنها جبل إيفرست، خلال موسم التسلق الربيعي الحالي الذي ينتهي في مايو/أيار، ثم تسلق القمم الباقية في باكستان خلال الأشهر الأربعة القادمة.

وتابعت: “علينا أن نعقد اجتماعا وأن نناقش ما إذا كان بإمكاننا تنفيذ خطة تسلق جميع الجبال السبعة في نيبال في الربيع. علينا ان نتابع الطقس.. دعونا نرى كيف ستسير الأمور”.

وأمام هاريلا نحو أربعة أسابيع لتسلق أعلى سبعة جبال في نيبال، ويقضي معظم المتسلقين موسم التسلق بأكمله لتسلق قمة واحدة فقط.

وقالت هاريلا: “الآن سأستريح لبضعة أيام وبعد ذلك سنرى ما إذا كنا سنتوجه إلى أنابورنا وداولاغيري، بناء على الطقس والظروف”.

وبدأت هاريلا محاولة تسلق جميع القمم الأربع عشر في أبريل/نيسان 2022 واستكملت تسلق 12 منها بحلول سبتمبر/أيلول، ثم اضطرت للتوقف لأن السلطات الصينية لم تسمح لها بتسلق الجبال العام الماضي.

عُثر على متسلق هندي، اليوم الخميس، حياً لكن في وضع حرج، بعد ثلاثة أيام على فقدانه في جبل أنابورنا في نيبال المصنف من أخطر الجبال في العالم.

وكان أنوراغ مالو البالغ 34 عاما ينزل من مخيم على علو 5600 متر عند جبل أنابورنا الاثنين، عندما تعرض لحادثة سقوط عند صدع.

واستُخدمت طوافات لنقل فرق الإغاثة للتفتيش في هذه المنطقة المعزولة من الجبل.

وبحسب شانغ داوا شيربا من جمعية “سفن ساميت تريكس”، فقد سقط المتسلق مسافة ثلاثمئة متر إلى أسفل صدع، حيث تولى سحبه فريق من ثمانية أشخاص.

وأوضح داوا شيربا لوكالة فرانس برس أن المتسلق “في وضع حرج وقد نُقل بواسطة طائرة إلى مستشفى في بوخارا للمعالجة”.

ويشكل أنابورنا، عاشر أعلى جبال العالم، موقعاً صعباً للتسلق كما يسجل معدل وفيات أعلى مقارنة مع عمليات تسلق جبل إيفرست.

والإثنين، توفي متسلق الجبال الأيرلندي الشمالي الشهير نويل هانا عن 56 عاما في المخيم الرابع بعد نجاحه في تسلق الجبل.

وفي اليوم التالي، نجحت فرق الإغاثة في إنقاذ المتسلق الهندي بالجيت كاور (28 عاما) ومواطنه أرجون فاجباي (30 عاما)، بعد ساعات من عمليات البحث.

وشهد موسم تسلق الهيمالايا انطلاقة مأسوية الأسبوع الماضي مع فقدان ثلاثة متسلقين نيباليين في جبل إيفرست.

وقد واجه المتسلقون الثلاثة كتلة ثلجية تسببت بسقوطهم في صدع عندما كانوا يعبرون منحدر خومبو الجليدي الخطر أثناء نقلهم الإمدادات إلى المعسكر 1، المرحلة الأولى على الطريق إلى قمة إيفرست، على ارتفاع 8849 متراً فوق مستوى سطح البحر.

وتضم نيبال ثماني من أعلى عشر قمم في العالم، وتستضيف مئات المتسلقين كل ربيع، عندما تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالاً والرياح هادئة بشكل عام.