بعد إعلان المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم بدء سريان التهدئة في غزة من الساعة 5:30 فجر اليوم. ساد الهدوء الحذر قطاع غزة بعد أن بلغت حصيلةُ العُدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 34 شهيدا بينهم 8 من عائلة واحدة.
وأفاد مراسلنا أن الفصائل الفلسطينية وافقت على المقترح المصري بالوقف الفوري لإطلاق النار, مضيفا أن الاتفاق يشمل الحفاظ على سلمية مسيرات العودة السلمية على الحدود مع إسرائيل، بشرط التزام الأخيرة بوقف سياسة الاغتيالات واستهداف المتظاهرين.
يقول الدكتور أيمن شاهين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، إن ما حدث من عدوان على غزة هو جولة جديدة من جولات سابقة، تبدأ عادة بالاغتيال والقتل ثم التصعيد خصوصا عندما يكون هناك “صيد ثمين” تستهدفه قوات الاحتلال.
وأوضح شاهين أن نتنياهو يحاول تحسين صورته التي تشوهت لدى الشارع الإسرائيلي بعد فضائح قد تقوده إلى السجن، لذا كان هذا العدوان لمحاولة كسب مؤيدين في الداخل، إذ ربما تقام انتخابات جديدة في حالة تعذر تشكيل حكومة.
الجهاد وحماس
أما بشأن حركة الجهاد الإسلامي فيقول أستاذ العلوم السياسية إن الجديد في هذه الجولة أن حركة الجهاد الإسلامي خاضت عملياتها بعيدا عن حماس التي لم تشارك في القصف ولم تتعرض للقصف الإسرائيلي، وهو ما يشير إلى انقسام في داخل فصائل غزة، على حد قوله.
وأشار إلى أن إسرائيل دائما ما تحمل حماس مسؤولية كل ما يحدث أو يخرج من القطاع باعتبارها الحاكم والمسيطر على القطاع، إلا أن التصريحات الإسرائيلية هذه المرة ابتعدت عن لوم حماس.
بدوره، قال الكاتب المختص في الشؤون العربية، أشرف أبو الهول، “صمدت حركة الجهاد في الميدان وسط ضغط إسرائيلي غير مسبوق، بعدما تركتها حماس وحيدة، وهو ما سوف يؤثر على العمل المشترك بينهما مستقبلا”.
وأوضح أن حركة الجهاد حاولت أن تصيب الأهداف بقوة، وكانت تخرج دفعات كبيرة من الصواريخ، غير أنها لم يكن لديها تغطية بينما تتعرض مخازنها وأسلحتها للقصف.
وأضاف أن حركة الجهاد قد ربحت من بث الرعب لدى الإسرائيليين بعد أن كان الاحتلال منفردا بالقتال.
التقاط الأنفاس
وتوقع أبو الهول أن تستمر هذه التهدئة لفترة أطول لحاجة حركة حماس فترة لالتقاط الأنفاس، على حد قوله.
وأشار إلى أن التحرك المصري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بدأ مبكرا مع تحذيرات القاهرة من احتمال انفجار الوضع، وهو ما حدث باغتيال بهاء أبو العطا المسؤول في «سرايا القدس» التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وكذلك مع محاولة اغتيال أكرم العجوري الرجل الثاني في التنظيم وهو المسؤول عن ملف المقاومة المسلحة، كما حاولت إسرائيل ” دق إسفين” بين حماس والجهاد عندما أعلنت أنها لا تريد توسعة القتال أو المس بحماس.
اختبار القدرات
أما عصمت منصور الخبير في الشؤون الإسرائيلية، قال إن نتنياهو أراد من التصعيد إخراج أبو العطا القيادي في حركة الجهاد الفلسطينية من المشهد، وهو تحقق له بالاغتيال.
وتابع، موضحا أن إسرائيل أرادت في هذه الجولة تحييد حماس واختارت أهدافا خاصة بحركة الجهاد، وقال “كل الخطابات الإسرائيلية كانت موجهة لحركة الجهاد ومن ثم حيدت إسرائيل قوة حماس التي كان من الممكن أن تغير المعادلة”.
وأشار إلى أن هدف إسرائيل من هذه الجولة كان هو إرسال رسائل لحماس واختبار لقدرة الحركة على ضبط النفس وأيضا معرفة قدرات الجهاد.
