العدوان الإسرائيلي يشعل جبهات عدة للصراع.. إلى أين وصلت الأوضاع في المنطقة؟

مع تزايد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، واتساع نطاق الاشتباكات في جنوب لبنان، بدت الصورة قاتمة، وأكثر اضطرابا في المنطقة، التي تشهد توترات متصاعدة، بعد أن فتحت إسرائيل جبهات عدة للصراع، شملت أيضا استهداف للأراضي السورية بذريعة الوجود الإيراني، وارتبطت بشكل مباشر باستهدافات الحوثيين للسفن في البحر الأحمر.

وفي ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تتعهد إسرائيل بالمضي قدما في هجومها على جنوب قطاع غزة على الرغم من مطالبات الولايات المتحدة لها بالعمل بجدية أكبر لحماية المدنيين، وبالتوازي تتصاعد الاشتباكات عبر الحدود المضطربة بين إسرائيل ولبنان.

الضغط على سكان رفح

ورغم التحذيرات الدولية من شن عملية عسكرية في رفح، أعلن جيش الاحتلال، الجمعة، أنه يمضي قدما في هجومه المخطط له على رفح، وهي واحدة من آخر المراكز السكانية في قطاع غزة التي ظلت القوات الإسرائيلية بعيدة عنها حتى الآن رغم تعرضها للقصف بالطيران. ولم يذكر الجيش متى سيبدأ الهجوم، لكنه قال إن الجيش الإسرائيلي سيعد خطة أولا لإجلاء ما يقدر بنحو 1.4 مليون مدني فلسطيني محشورين في المدينة الواقعة على الحدود المصرية.

وأبدت دول غربية عدة قلقها من العملية العسكرية المرتقبة في رفح، كما حذرت أميركا مرارا بأن على إسرائيل أن تتوصل إلى خطة إخلاء ذات مصداقية. في حين يزداد الوضع  على الأرض في رفح صعوبة، مع افتقار السكان إلى ما يكفيهم من الغذاء والماء والكهرباء والرعاية الطبية، وتعرضهم بشكل منظم وممنهح للقصف الإسرائيلي.

أشخاص يبحثون بين أنقاض مباني متضررة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على منازل فلسطينية في رفح بجنوب قطاع غزة يوم 12 ديسمبر رويترز.

 

وفي أكثر من مناسبة، أبدت مصر رفضها التام لأي محاولة للدفع بالفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة في عملية تهجير قسري، كما نفت عبر قنواتها الرسمية، الأنباء المتداولة حول الإعداد لتشييد وحدات لإيواء الفلسطينيين، في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة.

وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، أن «موقف مصر الحاسم منذ بدء العدوان هو الذي أعلنه رئيس الجمهورية وجهات الدولة المصرية عشرات المرات، ويقضي بالرفض التام، الذي لا رجعة فيه لأي تهجير قسري أو طوعي للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة، لما في هذا من تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، وتهديد مباشر للسيادة والأمن القومي المصري».

واليوم السبت، قال محافظ شمال سيناء، اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، إن القوات المسلحة المصرية، تقيم منطقة لوجيستية لاستقبال المساعدات لصالح قطاع غزة، لتخفيف الأعباء عن السائقين والتكدسات الموجودة بالعريش وعلى الطرق، بجانب تسهيل عمل الهلال الأحمر المصري.

يأتي هذا فيما قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مقابلة نشرت، اليوم السبت، إن إسرائيل تشن حملة منسّقة تهدف إلى تدمير الوكالة.
وأكد لازاريني، تضرر أكثر من 150 منشأة تابعة للأونروا منذ بداية العدوان على غزة. وهي الوكالة التي تدير جزءا من حياة النازحين وسط معاناتهم من نقص المساعدات وتعطل كافة الأنشطة بسبب الحرب.

تبادل الاشتباكات والوعيد

وتشتعل أيضا الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وعلى صعيد المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، تتواصل الاشتباكات، في ضوء إعلان حزب الله أمس أنه سيصعد هجماته، ردا على مقتل عشرة مدنيين لبنانيين في هجمات إسرائيلية هذا الأسبوع، بينما تعهدت إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود إذا فشلت الدبلوماسية.

وفي خطاب بثه التلفزيون، قال أمين عام حزب الله حسن نصرالله إن إسرائيل ستدفع الثمن «دماء»، مما يشير إلى خطر تفاقم الصراع الدائر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول.
ويندلع الصراع بين حزب الله وإسرائيل بالتوازي مع حرب غزة، وهو ما يؤجج المخاوف إزاء خطر حدوث مواجهة شاملة بين العدوين المدججين بالسلاح.

دخان يتصاعد من الحدود الإسرائيلية اللبنانية - رويترز

 

ويقول حزب الله وإسرائيل إنهما لا يسعيان إلى خوض حرب شاملة وإن الصراع جرى احتواؤه إلى حد كبير عند مناطق قريبة من الحدود.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي يواف غالانت، الخميس الماضي، إن الطيران الإسرائيلي المتواجد في سماء لبنان يمكنه الإغارة على أهداف أبعد.

وتتحرك إسرائيل في عملياتها على الجبهة الشمالية، وأعينها صوب إيران الحليفة لحزب الله اللبناني والموجودة بخبرائها في سوريا، وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، بأن إسرائيل ستضطر إلى «إبعاد جماعة حزب الله المسلحة عن الحدود في جنوب لبنان إذا فشلت الجهود للتوصل إلى حل دبلوماسي لتخفيف التوترات».

وقال كاتس في مؤتمر ميونيخ للأمن «لا بد أن يضغط العالم على إيران وحزب الله للانسحاب من جنوب لبنان وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701».

وتأتي هذه التصريحات بعدما كشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن إسرائيل نفذت هجمات سرية على خطي أنابيب رئيسيين للغاز الطبيعي داخل إيران هذا الأسبوع، مما أدى إلى تعطيل تدفق غاز الطهي والتدفئة إلى محافظات يسكنها الملايين.

وتطرح العمليات العسكرية الإسرائيلية خارج نطاق الحرب في غزة أسئلة حول مدى إمكانية انفلات الأوضاع بصدام مباشر مع إيران.

عمليات بحرية

وفي الجنوب، واصل الحوثيون عملياتهم ضد السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، بعد أن كانت تقتصر منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على السفن المتجهة أو المتعاونة مع إسرائيل.

وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن الحوثيين يواصلون هجماتهم على حركة الشحن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين «طالما العدوان الإسرائيلي مستمر والعدو يمارس أبشع الجرائم».

طائرة هليكوبتر عسكرية تابعة للحوثيين تحلق فوق سفينة الشحن غالاكسي ليدر في أثناء إبحارها بمياه البحر الأحمر - رويترز

 

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أن الوزير ديفيد كاميرون، أبلغ نظيره الصيني وانغ يي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس الجمعة، أنه يتعين على بكين استخدام نفوذها على إيران للضغط على الحوثيين بخصوص أفعالهم في البحر الأحمر. على حد وصف البيان.

كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحوثيين دخلت حيز التنفيذ.

وبين الحين والآخر، تشن إسرائيل هجمات على مواقع داخل سوريا، آحدثها كان أمس الجمعة، في توازي مع ضربات أخرى أميركية.

استهداف الأراضي السورية

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة، أن اسرائيل استهدفت الأراضي السورية 55 مرة منذ بدء عدوانها على غزة، متسببة في مقتل وإصابة 170 من العسكريين و 12 من المدنيين.

وأحصى المرصد السوري في تقريره المفصل أن هذه الهجمات تنوعت بين 36 استهدافا جويا، و19 بريا، وأسفرت عن إصابة وتدمير نحو 109 أهداف ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

قصف إسرائيلي على سوريا - صورة من أرشيف رويترز

 

وقال، إن استباحة إسرائيل الأراضي السورية بذريعة الوجود الإيراني ليست جديدة، مشيرا إلى أنه منذ عام 2018 وإسرائيل تتذرع بالإيرانيين لقصف سوريا، مؤكدا أن تل أبيب صعدت من ضرباتها الجوية بشكل غير مسبوق مع بدء عدوانها على غزة.

الصراع يمتد للعراق

وعلى خلفية حرب غزة، زادت حدة التوترات في العراق بعد أن تبنت فصائل مسلحة أكثر من 165 هجمة استهدفت القوات الأميركية والتحالف الدولي في سوريا والعراق منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وحتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي. بحسب البنتاغون. فيما ردت أميركا باستهداف قرابة 90 موقعا بضربات جوية.

وتهدد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بالامتداد في أنحاء الشرق الأوسط في ظل تبادل إسرائيل إطلاق النار بشكل شبه يومي مع حزب الله اللبناني والتصعيد في سوريا والعراق واليمن.

 

استهداف قاعدة عسكرية أميركية في العراق ـ AP

 

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس، إن الحكومة طلبت من التحالف الدولي لمحاربة داعش إنهاء مهمته في العراق، في ظل جاهزية وكفاءة الأجهزة الأمنية بالبلاد.

في المقابل، حذرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني من إمكانية قيام البنتاغون بشن ضربات جديدة على بلاده في حال وقوع هجمات على القوات الأمريكية في العراق.

وقال بيان للبيت الأبيض صدر عقب اللقاء بين هاريس والسوداني على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني «لقد ذكرت هاريس أن الولايات المتحدة ليس لديها أولوية أهم من سلامة الأفراد الأميركيين، وأن الولايات المتحدة ستتصرف دفاعا عن النفس عند الضرورة».

ومؤخرا دعا رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة، محسن المندلاوي، الحكومة إلى تنفيذ قرار البرلمان المتعلق بإخراج القوات الأجنبية من العراق.

وأحال المندلاوي طلبا موقعا من أكثر من 100 نائب إلى لجنتي القانونية والأمن والدفاع يخص مقترح قانون لإخراج القوات الأجنبية من العراق.

الضفة تشتعل

وبالعودة إلى التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، شهدت مخيمات وبلدات الضفة الغربية مداهمات وحملات اعتقالات متواصلة ضد المدنيين الفلسطينيين.

وارتفعت حصيلة المعتقلين بالضفة إلى 7060 فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك بعد اعتقال الاحتلال 20 فلسطينيا من عدة مدن، اليوم السبت.

آليات عسكرية إسرائيلية خلال مداهمة في جنين بالضفة الغربية - رويترز.

 

كما تشهد الضفة الغربية مواجهات ميدانية بين المقاومة وقوات الاحتلال، تتخللتها عمليات دهم واعتقال للفلسطينيين، بالتزامن مع حرب مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء.

ووفق أحدث تقرير حول العمليات التي نفذها الاحتلال بالضفة الغربية، أفاد تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن سلطات الاحتلال نفذت 58 عملية هدم، منها 22 مسكنًا مأهولاً، ومسكنان غير مأهولين، و16 منشأة زراعية، خلال يناير/كانون الثاني الماضي.

وتركزت عمليات الهدم، بحسب التقرير، في محافظات الخليل وبيت لحم، والقدس وقلقيلية، مشيرة أيضا إلى 26 إخطارًا بهدم منشآت خلال الشهر نفسه.

كما ذكرت الهيئة، أن قوات الاحتلال نفذت 1407 اعتداءات، فيما نفذ المستعمرون 186 اعتداء. وبينت، أن اعتداءات المستعمرين تركزت في محافظة الخليل بواقع 63 اعتداء، ونابلس 38، ورام الله 23، وكان أبرزها إطلاق النار على الشاب توفيق عجاق في المزرعة الشرقية.

إثارة غضب المسلمين

ووسط تداعيات متلاحقة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انتقلت الأنظار مؤخرا إلى الضفة الغربية والقدس، بشأن بوادر أزمة جديدة قد تشعل الرأي العام الإسلامي ضد إسرائيل.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، الجمعة، أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، طالب الحكومة بمنع دخول فلسطينيي الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، الذي يبدأ في مارس/آذار المقبل، وتقييد دخول فلسطينيي القدس والداخل.

وبحسب تقرير القناة الإسرائيلية فإن بن غفير طالب الحكومة بمنع فلسطينيي الضفة الغربية من دخول المسجد الأقصى «مطلقا»، كما طالب بمنع دخول الفلسطينيين من القدس والداخل لمن هم تحت سن 70 عاما.

 

وفي السابع من فبراير/ شباط؛ سلط تقرير لموقع «تايمز أوف إسرائيل» الضوء على التخوفات الأميركية من أن يسعى بن غفير لإثارة التوتر في المسجد الأقصى في شهر رمضان.

وقال مسؤولان أميركي وإسرائيلي للموقع العبري، إن الإدارة الأميركية قلقة من أن يسعى بن غفير لإثارة التوترات في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ما يهدد بجر القدس والضفة الغربية إلى الصراع الجاري في المنطقة، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى احتوائه.

تأتي تلك التطورات لتؤكد أن الأوضاع في المنطقة أصبحت مرتبطة بتداعيات عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو ما قد يكون دافعا وراء كلمة أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، أمس الجمعة، التي قال فيها إنّ «معركة طوفان الأقصى غيرت وجه المنطقة».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]