العراق.. الحكومة تحاول احتواء الغضب والشارع ما زال مشتعلا

لا يزال العراق يشهد مظاهرات واحتجاجات واشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية والمتظاهرين، حيث  أعلنت الشرطة العراقية، الجمعة، ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات المتواصلة منذ الثلاثاء الماضي إلى 44 قتيلا.

واندلعت المظاهرات احتجاجًا على الفساد والبطالة وغياب الخدمات في بغداد، الثلاثاء، قبل أن تمتد إلى مناطق الجنوب، التي يشكّل الشيعة غالبية سكانها، في حين بدت المحافظات الشمالية والغربية هادئة نسبيًا.

وأفاد مراسل الغد بتجمع متظاهرين في عدة أماكن عراقية، من بينها بغداد والنجف وميسان، وذلك بعد ساعات من تحذير رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من أعمال عنف.

وكشف عن مقتل 4 متظاهرين وإصابة إثنين جراء الاحتجاجات في بغداد، بينما حاول متظاهرون اقتحام مبنى مجلس محافظة الديوانية.

الأمم المتحدة تحذر

مع تصاعد الاحتجاجات في العراق، حضّت الأمم المتحدة السلطات العراقية، الجمعة، على التحقيق سريعًا وبشفافية في مسألة استخدام قوات الأمن القوّة بحق المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل العشرات.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مارتا هورتادو، في تصريحات للصحفيين في جنيف، “ندعو الحكومة العراقية للسماح للناس بممارسة حقهم بحرية التعبير والتجمّع السلمي”.

وقالت هورتادو، “نشعر بالقلق من التقارير التي تشير إلى أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحيّة والرصاص المطاطي في بعض المناطق، وأنها ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع كذلك مباشرة على المحتجين”، مشددة على أن “استخدام القوة” في التعامل مع التظاهرات يجب أن يكون في الحالات “الاستثنائية” فقط.

عبد المهدي يخطب

في محاولة لاحتواء الأزمة، اضطر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، لمخاطبة العراقيين في لقاء بثه التليفزيون العراقي الرسمي قائلا، “يجب علينا اليوم إعادة الحياة إلى طبيعتها في كافة المحافظات”، مضيفا “نحن اليوم بين خياري الدولة واللادولة” ونحن نريد بناء الدولة.

ودعا عبد المهدي إلى “إعادة الحياة إلى طبيعتها في جميع المحافظات، واحترام القانون”.

وعلل عبد المهدي، “التصعيد في التظاهر بات يؤدي إلى إصابات وخسائر في الأرواح، ونحن نضع ضوابط صارمة لعدم استخدام العنف المفرط”.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي، أنه تم الاتفاق مع مجلس القضاء على إطلاق سراح المعتقلين ممن لم يرتكب جرائم جنائية، مؤكدا أن بعض الشعارات المرفوعة كشفت عن محاولة اختطاف الاحتجاجات وتضييع مطالبها المشروعة.

لكنه يفشل

لم ينجح رئيس وزراء العراق، عادل عبد المهدي، في احتواء الشارع، وذلك بحسب تأكيد الدكتور إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكوفة، قائلا، إن “عبد المهدي اختار توقيتا متأخرا لمخاطبة الشارع، ولم يطئمن المواطن”.

وأضاف العنبر، أن “خطاب عبد المهدي جاء بعد 3 أيام من  اندلاع الاحتجاجات، وكان أشبه بقراءة لبرنامجه الحكومي، وذكر إنجازات غير ملموسة”.

وأوضح، أن “عادل عبد المهدي لم ينجح في إدارة الحكومة، ولم يلب طموحات المواطن، وأن التعديل الوزاري ليس حلا، فهو من اختار تلك الحكومة، وهو أساس الأزمة”.

لقاء الحلبوسي وصالح

بالتزامن مع محاولات رئيس الوزراء ،عادل عبد المهدي، جاءت محاولات رئيس الجمهورية، برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لإنقاذ الموقف، حيث أكد رئيسا الجمهورية والبرلمان في العراق، الجمعة، على أهمية نبذ العنف وسلامة المتظاهرين في أرجاء البلاد.

وكان رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح، قد استقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الجمعة، لبحث المستجدات بشأن الاحتجاجات.

وشدد رئيسا الجمهورية والبرلمان على “ضرورة وجوب المباشرة بخطة عمل تتعلق بالواقع الخدمي واتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الفساد”.

هل يعود مقتدى الصدر؟

عاد اسم مقتدى الصدر بقوة على الساحة العراقية بالتزامن مع الاحتجاجات، حيث دعا زعيم التيار الصدري، الجمعة، نواب سائرون إلى تعليق عضويتهم في مجلس النواب، لحين صدور برنامج وزاري يرضي الشعب والمرجعية الدينية.

وفي العام الماضي، تصدر اسم الصدر المشهد الاحتجاجي بالعاصمة العراقية بغداد، للمطالبة بالإصلاح والتصدي للفساد، لكن هذه المرة تفاجأ العراقيون بأن موجة التظاهرات يحكمها الشارع، ولا يوجد خلفها قيادة تحركها.

واكتفى الصدر بتأكيده على تأييده ودعمه للتظاهرات، لكنه لم يعط الضوء الأخضر لأنصاره، من أجل الانضمام للمتظاهرين في الميادين العراقية بشكل رسمي، وهو أمر قد يزيد من أزمة الحكومة العراقية.

وقال مراسلنا في بغداد، إن الصدر ساند المظاهرات، لكنه لم يعط الضوء الأخضر لأنصاره للنزول إلى الشارع، وهناك انتظار لما ستشهده الساعات المقبلة، حيث من المتوقع أن تشهد الاحتجاجات حشودا ضخمة إذ تم هذا الإجراء.

وأشار إلى أن نزول أنصار التيار الصدري سيدفع نحو كسر حظر التجوال، وأن القوات الأمنية قد تعجز عن مواجهة هذه الأعداد الكبيرة.

كان آخر دعوة للنزول إلى الشارع من جانب مقتدى الصدر في يونيو/ حزيران 2019، عندما تظاهر المئات من العراقيين، احتجاجا على أداء الحكومة والبرلمان.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]