العراق على حافة الهاوية.. حركة عسكرية تصحيحية أم انتفاضة شعبية؟

سقطت «أسوار الحكم» في بغداد بعدما اقتحم آلاف المتظاهرين من أنصار التيار الصدري أمس السبت، المنطقة الخضراء المحصّنة وسط بغداد ودخلوا مبنى البرلمان، وعبثوا بمحتوياته في “مشهد عبثي فوضوي” يرسم بوضوح ما وصلت إليه بلاد الرافدين، وهي على حافة الهاوية .. ولم يعد التساؤل الحائر والقلق : العراق إلى أين؟ ولكن ما هي الخطوة القادمة داخل المشهد المتصدع سياسيا وأمنيا ؟ “حركة عسكرية تصحيحية” أم “انتفاضة شعبية” ؟!

1407863100872

مشاورات “حركة تصحيحية”

رغم أن الجيش العراقي، مؤسس على محاصصة طائفية أيضا، وله تقديرات حسابات لا يمكن تجاوزها تجاه مواقف الكتل السياسية والمذهبية  والطائفية في العراق، فضلا عن غلبة العقيدة الطائفية قبل العسكرية ، وتأثير الانتكاسات التي لحقت به في المواجهات الأولى مع تنظيم داعش في الموصل ، مما يقيد “حركته المستقلة” تجاه الشئون الداخلية التي تمس كيان الدولة .. إلا أن مصادر عراقية “مطلعة” كشفت اليوم لصحيفة الحياة اللندنية،  أن قادة كباراً في الجيش أجروا مشاورات للقيام بـ «حركة تصحيحية» للسيطرة علی المنطقة الخضراء بالتزامن مع إعلان حالة الطورائ في انحاء العراق كافة، وتجميد الرئاسات الثلاث، وتعليق عمل مجلس النواب، ومنع كبار المسؤوليين من مزاولة أعمالهم، حتی تتم إعادة الهدوء إلى العاصمة.

وأضافت المصادر ذاتها أن عدداً من الفعاليات السياسية العراقية تؤيد هذه الحركة للحيلولة  دون تفاقم الأوضاع وخروجها عن السيطرة بعدما فشل السياسيون في ايجاد حل للأزمات المتعددة التي تعصف بالعراق حالياً. وأشارت إلى أن “الحركة التصحيحية” قد تحاول إجراء انتخابات مبكرة يتم بعدها انتخاب الرئاسات الثلاث علی أسس وطنية بعيدة من الطائفية والمحاصصة وفق ما يطالب به الشارع العراقي.

150807174735_tahrir_square_in_central_baghdad_624x351_reuters

انفجار “انتفاضة شعبية” 

السيناريو، أو الاحتمال الثاني، هو انفجار “انتفاضة شعبية” .. ورغم أن مكونات الشعب العراقي منقسمة على نفسها، بين الشيعة والأكراد والسنة، فضلا عن “شروخ” فقدان الثقة بين السنة والشيعة، التي تحكمها وقائع ومواقف سابقة، فإن الانتفاضة المتوقعة  لن تكون “شيعية” فقط في ظل مناخ يوحد الشعب تحت ضغط الحياة المعيشية الصعبة، ومظاهر الفساد، وتسلط المفسدين، وتراجع أسهم القوى والتيارات السياسية بطوائفها المختلفة والتي أوشك رصيدها على النفاذ حتى داخل دوائرها الطائفية والمذهبية ، بحسب تعبير المحلل السياسي العراقي، المقيم بالأردن ،أحمد خلف الله السعداني، للغد ، موضحا في اتصال هاتفي، أن اقتحام آلاف المتظاهرين أمس المنطقة الخضراء الشديدة التحصين ببغداد، التي تضم المؤسسات الرسمية الأساسية ، واقتحام البرلمان العراقي، لا ينبغي إغفال مؤشراته ودلالاته، بل هي خطوة  على طريق كسر الحواجز وتجاوز أسوار الحكم.

 

ومن جانبه، أعلن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري أمس  أنه ينتظر الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة لوقف زحف الفاسدين، وسيدخل في اعتكاف شهرين رفضا لأى نوع من المحاصصة وللفساد والمفسدين،  مع وقوفه في خانة الشعب ومقاطعته كل السياسيين إلا من أراد الاصلاح بشفافية وصدق، مؤكدا أن رئيس الوزراء حيدر العبادي  يتعرض لضغوط كبيرة من قبل الراغبين بالمحاصصة، واصفا زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للعراق بـ”المشبوهة”.

images

الكلمة العليا لأصحاب “النفوذين” في العراق

وبقي التساؤل الحائر على هامش  أزمة تصدع الأوضاع السياسية، وعجز الأوضاع الإقتصادية، وأحتقان الأوضاع الإجتماعية .. لمن الكلمة العليا  أخيرا في أزمات بلاد الرافدين التي تهدد بإنهيار الدولة ؟ الموقف أخيرا بيد أصحاب  “النفوذين”  في العراق، إيران والولايات المتحدة، بحسب  تعبير المحلل السياسي العراقي، فاروق يوسف، مشيرا إلى توجه الطرفين  المعنيان بشؤون العراق، وهما قوتا احتلال، تجميد الخلافات السياسية والعودة إلى القاعدة التي وضعها المحتل الاميركي ورسخها المحتل الايراني والتي تقوم على مبدأ المحاصصة الطائفية، وفق النسب السكانية المعمول بها، وهو ما يعني طي صفحة المطالبة بالإصلاح، بالرغم من أن تلك المطالبة لم تكن في حقيقتها إلا محاولة ترقيعية لإنقاذ النظام نفسه، دون الابقاء على الرؤوس الكبيرة. وهو ما ادى إلى شعور زعماء الكتل بدنو الخطر منهم.

ويرى “يوسف” أن عودة الكتل الحزبية إلى سابق عهدها في التحاور في ما بينها بصوت منخفض دليلا ملموسا على أن خروج العراق من مأزق العملية السياسية الطائفية لن يكون ممكنا بوجود سياسيين، يفكرون ويعملون عن طريق تنفيذ التعليمات التي تملى عليهم من طرفين خارجيين بطريقة التلقين ، مع مراعاة أن أعضاء مجلس النواب “ممثلو” الشعب الذي انتخبهم هم في حقيقتهم ممثلو الكتل السياسية التي تتقاسم السلطة منذ أكثر من عشرة أعوام! 

الشعب العراقي المتضرر الوحيد

ويضيف فاروق يوسف ، في تحليله لـ “ميدل ايست أونلاين” إذا ما كان الاتفاق الامريكي ــ الايراني الأخير قد هدأ من روع المنادين باستمرار نظام المحاصصة والتخلي عن الدعوة إلى الاصلاح او تمييعها من خلال الدخول بها في متاهات لا مخرج منها، كما حدث في مجلس النواب فإن الشعب الذي يتوق إلى معرفة ما الذي جرى ويجري له ولثرواته هو المتضرر الوحيد من ذلك الاتفاق الذي جرى على حساب مصالحه ورغبته في العودة إلى نفسه،  وهكذا فإن الاتفاق الاميركي ــ الايراني ، قد يزيد الامور تعقيدا ،ذلك لأن تجميد الوضع على ما هو عليه الآن والعودة إلى ما يمكن أن اسميه بقاعدة المشروع الاميركي (نظام المحاصصة) هما ضربتان موجعتان للشعب الذي كان يأمل أن تكون الدعوة إلى الاصلاح بداية للتغيير الشامل.

37145_660_5337071_f520

سيناريو إقرار تقسيم العراق 

الجانب الأكثر خطورة في الأزمة ، كما يرى السياسي العراقي، عبد الجبار الجبوري، أن إدارة أوباما  تهيئ لما بعد داعش، بتطبيق سيناريوات عديدة أبرزها تنفيذ “مشروع بايدن”، الذي هو أقرب الى التطبيق من أي وقت مضى، بعد أن أوصلت أمريكا الأطراف السياسية والأحزاب الحاكمة الى خيارين لا ثالث لهما، إما داعش، أو تقسيم العراق الى ثلاث دويلات طائفية سنية وشيعية وكردية، في اقاليم منتظمة ترتبط في المركز بغداد كعاصمة للاقاليم،

وأوضح الجبوري قائلا : هذا العمل مضى عليه أكثر من سنة،عندما استدعت  ادارة أوباما رموزالسنة في العملية السياسية وشخصيات وحركات وكتل سياسية ورؤساء عشائر، وكان العيساوي والنجيفي والمطلك والجبوري وغيرهم في مقدمة هؤلاء، وعلى شكل وفود الى واشنطن، ومعهد واشنطن للبحوث، وكنت ضمن المدعوين ، وهذا الكلام يستند على معطيات ومؤشرات واقعية، منها أن تشكيل الحكومة هدفه ازاحة بعض الوجوه التي تعارض التقسيم ليس حبا بالعراق، وانما إرضاء لإيران، ورفضها تقسيم العراق، لأنه الخطوة الاولى لتقسيم ايران كلها، فعمدت ادارة اوباما على دفع حيدر العبادي وسليم الجبوري لتنفيذ مهمة “بايدن”، بعد أن أرسلت اليه ادارة اوباما الى واشنطن بزيارة لم يكشف عنها رسميا وبقي لمدة 9 أيام في البيت الابيض اجتمع فيها بكل أركان البيت الابيض وأعضاء الكونغرس، وحمل الرسالة وعاد الى بغداد، بحسب تعبير عبد الجبار الجبوري، لوكالة الأنباء الفرنسية.

هل يقبل العراقيون التقسيم؟

وحذر الجبوري، من أن المرحلة المقبلة ستشهد اعلان الاقاليم من قبل أمريكا، وأطراف العملية السياسية بناء على شروط الإدارة الأمريكية في التخلص من داعش ومشتقاته..وتساءل السياسي العراقي : هل سيقبل الشعب العراقي بالتقسيم وتنفيذ مشروع بايدن مرغماً؟ الجواب حتما لا، لأن شعب العراق يرفض التقسيم ويقاومه كما قاوم الاحتلال ورموزه، وأن التخلص من داعش والميليشيات ليست مهمة شعب العراق، وانما واجب العالم كله، لأنه هو من صنع داعش والميليشيات في المنطقة والعالم.

ي

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]