العراق.. مسلسل العمليات الإرهابية لا يتوقف

لم يهدأ العراق من آثار صدمة تفجير قلب عاصمته بغداد، إلا وفوجئ بهجوم صاروخي أصاب مطار أربيل شمال البلاد، ما  أثار قلق الشارع العراقي والمجتمع الدولي من تزايد الهجمات والعمليات الإرهابية.

هجوم

شهد مطار أربيل الدولي في شمال العراق هجوما صاروخيا، حيث أفاد مراسل الغد بإغلاق مطار أربيل الدولي بعد استهدافه.

ونقل مراسل الغد عن مصادر، أنه تم استهداف المدينة بـ5 صواريخ مجهولة المصدر، وأن أحد الصواريخ سقط على مجمع سكني.

وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “سرايا أولياء الدم” مسؤوليتها عن الهجوم.

وفقا لمراقبين، فإن جماعة “سرايا أولياء الدم” تعد من الميليشيات الجديدة، وترتبط بكتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران.

وكانت الولايات المتحدة قد صنفت كتائب حزب الله العراقية منظمة إرهابية، وشنت ضدها عددا من الضربات.

لجنة تحقيق

نتج عن الهجوم مقتل مواطن أمريكي، حيث أفاد التحالف الدولي في العراق بمقتل مقاول مدني أمريكي وإصابة 5 آخرين وجرح جندي أمريكي.

وقرر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تشكيل لجنة تحقيق مشتركة في هجوم مطار أربيل.

وقالت خلية الإعلام الأمني، إن الكاظمي وجه بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع كردستان العراق لمعرفة الجهة المسؤولة عن الهجوم.

بدوره، قال رئيس حكومة كردستان، مسرور بارزاني، إنه تحدث مع الكاظمي للتعاون في تحديد الضالعين بالهجوم.

وجاء في تغريدة للرئيس العراقي برهم صالح، أن “استهداف أربيل الذي أوقع ضحايا، يُمثل تصعيداً خطيراً وعملاً إرهابياً اجرامياً”.

إيران

أفاد مراسلنا من بغداد بأن ردود الفعل السياسية والشعبية تجاه استهداف مطار أربيل غاضبة وسط اتهامات بأن الهدف من الهجوم هو إحداث فتنة بين العراقيين وشق الوحدة الوطنية.

وأكمل أن لجنة التحقيق التي أعلن عنها رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي تضم وزيري الدفاع والداخلية وعدد من القادة العسكريين والأمنيين.

وأشار إلى أن الحكومة العراقية لم تفصح عن الجهة المسؤولة عن الحادث بالرغم من إعلان جماعة “سرايا أولياء الدم” مسؤوليتها عن الحادث.

وشدد على أن جماعة “سرايا أولياء الدم” تظهر لأول مرة الإعلام، فلم يسبق لها أن أعلنت عن مسؤوليتها عن أي عملية إرهابية، مؤكدا أن تلك الجماعة غير معروفة في الشارع العراقي.

وأشار إلى أن الجماعة أعلنت استهداف مطار أربيل بـ25 صاروخا واتهمت القوات الأمريكية بأنها المسؤولة عن استهداف التجمعات السكنية.

وأوضح أن المراقبين يتهمون إيران بأنها هي من تقف وراء جماعة “سرايا أولياء الدم”.

غضب أمريكي

قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة “غاضبة” بسبب هجوم صاروخي وقع في منطقة كردستان العراق، وأسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة عدد آخر بجروح بينهم جندي أمريكي والعديد من المتعاقدين الأمريكيين.

وقال بلينكن، في بيان، “تواصلت مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور برزاني لمناقشة الواقعة والتعهد بدعمنا لجميع الجهود المبذولة للتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها”.

ردود أفعال غاضبة

تلقى رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، صباح  الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

وجرى خلال الاتصال الهاتفي، بحث الهجوم الصاروخي الذي تعرض له اربیل لیلة أمس.

ووصف رئيس الحكومة الهجوم بالجبان وحث الوزير بلينكن على دعم التحقيق المشترك لحكومة إقليم كردستان والحكومة الفيدرالية من اجل تحديد الجناة وتقديمهم للعدالة، واتفقوا على البقاء على اتصال وثيق في هذا الصدد.

كما دعت مبعوثة الامم المتحدة في العراق السلطات في بغداد وأربيل إلى ضبط النفس والتعاون لمحاسبة المسؤولين عن استهداف مطار أربيل.

وأبدى السفير البريطاني في بغداد استعداد بلاده للتعاون مع العراق في محاسبة المسؤولين عن استهداف مطار اربيل

حوادث سابقة

استهداف الأمريكيين في العراق استمر طوال الأعوام الماضية، ففي ديسمبر/كانون الأول من العام 2019 قُتل متعاقد أمريكي بهجوم صاروخي استهدف قاعدة في محافظة كركوك، ما دفع الولايات المتحدة إلى استهداف “كتائب حزب الله” بغارات جوية.

وفي مارس/ آذار 2020 قُتل جندي ومتعاقد أمريكيان وجندي بريطاني بهجوم صاروخي.

وردّت واشنطن بتوجيه ضربات لمواقع تابعة لكتائب حزب الله.

لكن منذ أن أعلن العراق الانتصار على تنظيم داعش في أواخر العام 2017، قلّص التحالف الدولي عديد قواته في العراق إلى ما دون 3500 عنصر، بينهم 2500 جندي أمريكي.

وغالبية هذه القوات متمركزة في المجمّع العسكري في مطار أربيل، لكن على الرغم من مواصلة التحالف خفض عديد قواته، استمر إطلاق الصواريخ.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، هدّدت الولايات المتحدة بأنها ستغلق سفارتها في بغداد في حال استمرّت الهجمات الصاروخية، ما دفع الفصائل المتشددة إلى الموافقة على هدنة دائمة.

ونادرا ما استهدفت أربيل بهجمات، إلا أنه سبق للقوات الإيرانية أن أطلقت في كانون الثاني/يناير 2020 صواريخ بالستية على مطار أربيل، بعد أيام قليلة على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في مطار بغداد.

زيارة تاريخية

بالرغم من المخاوف الأمنية عقب الهجوم الصاروخي ضد مطار أربيل، يستعد العراق لاستقبال البابا فرانسيس، الذي سيزور بغداد وأربيل ونينوى والنجف وذي قار الشهر المقبل.

وقال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، إن زيارة بابا الفاتيكان ستساهم على ترسيخ مبدأ الأخوة والتعايش الديني.

وهذه أول زيارة خارجية يقوم بها البابا فرانسيس منذ أن علق رحلاته الخارجية بسبب كورونا.

كثيرون أكدوا أن سبب هذه الزيارة هو لبعث رسالة سلام لبلد شهد الكثير من الحروب والاقتتال كالعراق.

من جانب، آخر يؤكد مختصون أن زيارة البابا إلى العراق ستسهم في تسليط الضوء على أوضاع المسيحيين ودعم فكرة عودة أولئك الذي هجروا قسرا منه على يد الجماعات الإرهابية.