أرسلت المنظمة العربية البريطانية لحقوق الإنسان بيانا بعد الربط المبالغ فيه بين انتقادات دولة الاحتلال إسرائيل ومعاداة السامية، مبدية قلقها من تنامي هذه الظاهرة والتي تحد من الحريات والتعبير.
وأكدت المنظمة في بيانها أن هناك محاولات عدة لأطراف سياسية لضم الممارسات الانتهاكية لدولة الاحتلال في حق المواطن الفلسطيني لتهمة معاداة السامية، وأعلنت المنظمة عن تضامنها مع البيان الصادر من 40 منظمة يهودية حول العالم من أن هناك خلطًا ما بين إحياء ذكرى محرقة اليهود والانتقادات المشروعة لدولة إسرائيل. وفيما يلي نص البيان..
تزايدت خلال الأشهر الماضية حالات الجدل والاتهام لساسة بريطانيين بمعاداة السامية، واخضاعهم للمساءلة الحزبية جراء ذلك، وبعيدا عن الأبعاد السياسية لهذه الاتهامات تبدي المنظمة العربية البريطانية لحقوق الإنسان قلقها الكبير من تأثير هذه الظاهرة على حرية التعبير في بريطانيا، حيث أن هذه التهمة، قد تستخدم ضد الأشخاص للحد من حريتهم في التعبير وفي ممارسة حرياتهم الأساسية.
في الإطار ذاته، تلاحظ المنظمة أن تغطية وسائل الإعلام البريطانية موضوع معاداة السامية، هو جزء من مساع جدية لدى أطراف سياسية توسيع تعريف معاداة السامية في بريطانيا ليشمل انتقاد الممارسات والانتهاكات الخطيرة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ضد حقوق الإنسان الفلسطيني والتي تتضمن القتل والاعتقال بدون محاكمة قضائية عادلة، وتعبر المنظمة عن قلقها لكون منع انتقاد إسرائيل واعتباره جزءً من معاداة السامية يتعارض مع القوانين الراسخة التي تضمن حرية التعبير للمواطنين والمقيمين في المملكة المتحدة.
في هذا السياق، تؤكد المنظمة تأييدها للبيان الصادر مؤخرا عن أربعين منظمة يهودية حول العالم، يقول نصاً: “إن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى محرقة اليهود (IHRA) لمعاداة السامية، والذي تتبناه الحكومات الغربية بشكل متزايد، يتم صياغته بطريقة تسمح بسهولة تبنيها تحت ذريعة الموازنة مع الانتقادات المشروعة للممارسات القمعية لإسرائيل بحق الفلسطينيين. إن هذا الخلط والتضارب من شانه تقويض كلا من النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والمساواة والكفاح العالمي ضد اللا سامية. كما أنه يعمل على حماية إسرائيل من المساءلة أمام المعايير العالمية لحقوق الإنسان والقانون الدولي”.
وترى المنظمة العربية البريطانية لحقوق الإنسان أن دفع بعض الجماعات اليمينية المتطرفة باتجاه تبني الأحزاب السياسية البريطانية لتعريف منظمة “التحالف الدولي لذكرى المحرقة” لمعاداة السامية، تيمنا بما فعله حزب المحافظين الحاكم عام ٢٠١٦، قد يفتح الباب القانوني مستقبلا لتجريم الأفراد والمؤسسات المنتقدين لسياسة دولة الاحتلال في المملكة المتحدة بتهمة معاداة السامية. إن المنظمة العربية البريطانية لحقوق الإنسان، ترى في أن انتقاد الممارسات القمعية لدولة الاحتلال يجب ان لا يرتبط اطلاقا بمعاداة السامية او أي من تعريفاتها مهما كانت، وإن أي انتقاد للممارسات العنصرية لدولة الاحتلال هو جزء أساسي من حرية التعبير المكفولة لكل البشر على حد سواء.
المنظمة العربية البريطانية لحقوق الإنسان، لندن، المملكة المتحدة
