يعقد مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، واحداً من أهم الاجتماعات الطارئة، ظهر اليوم، برئاسة وزير خارجية العراق، لتوحيد الموقف العربي تجاه خطة ترامب للسلام..وكشف مصدر دبلوماسي عربي بالجامعة العربية، أن وزراء الخارجية العرب سوف يصدرون قرارا عربيا موحدا، يتضمن رؤية استراتيجية عربية، بصياغة موقف عربي واحد، يتعلق بخطة أمريكا للسلام، المتعارف عليها باسم صفقة القرن، والتأكيد على موقف عربي يقول « نقبل ما يقبله الفلسطينيون، ونرفض ما يرفضونه، وهم أصحاب الحق الشرعي والأصيل في فلسطين». وبحث سبل مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
- وفي بداية جلسة الافتتاح للاجتماع الطارئ، يستمع وزراء الخارجية، إلى كلمة من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس «أبو مازن»، تؤكد الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة، وضرورة مواجهتها على المستوى العربي والإقليمي والدولي، ولا بد أن يكون هناك موقف عربي موحد تجاه هذه الصفقة الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية دون تغيير.
إحياء مبادرة السلام العربية
ويؤكد السفير المصري، دكتور محمد جلال، مساعد وزير الخارجية للتخطيط السياسي سابقا، أن الدوائر السياسية الغربية تترقب اليوم اجتماع وزاء الخارجية العرب، للرد على خطة السلام الأمريكية التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، والتي تنحاز بصورة «فجة» لإسرائيل، وتنتهك الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات المنظمة الدولية «الأمم المتحدة» وتوافق المجتمع الدولي على حل الدولتين، وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. وقال السغير جلال للغد: من المتوقع أن تشهد مناقشات وزراء الخارجية العرب لإحياء مبادرة السلام العربية، ودعم الموقف الفلسطيني المعلن والثابت بأنه «لا سلام ولا خطة ولا تفاهم ولا تفاوض دون القدس»
وأضاف السفير جلال للغد: من المقرر أن يؤكد الوزراء العرب، على تبني خيارالسلام، وفي هذا الإطار لا برفض الفلسطينيون و العرب التفاوض، ولا يرفضون إحياء دور «الرباعية الدولية» التى تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا وأمريكا، مع التزام الجميع بقرارات الشرعية الدولية التى تؤكد أن الطريق للسلام لابد أن يمر عبر إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس العربية.
وضع آليات تنفيذية لتطبيق قرارات المجالس العربية
ويشير المصدر الدبلوماسي العربي، إلى أنه رغم ما يبدو من تباين مواقف عدد من الدول العربية حيال التعامل مع الطرح الأمريكي، في إطار «صفقة القرن»، إلا أن الوزراء العرب سوف يقررون، وضع آليات تنفيذية لتطبيق قرارات المجالس العربية وأهمها مبادرة السلام العربية بكافة بنودها، وربط الموافقة على أية مبادرة للسلام ، بمدى توافقها مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقرار قيام الدولة وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب توافقها مع مبادرة السلام العربية التي تمخضت عن قمة بيروت 2002 وتبني كل القمم التالية لها.
العرب لن يتخلوا عن الفلسطينيين
من جهته أكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ان «العرب لن يتخلوا عن الفلسطينيين، وأن النضال من أجل قضية فلسطين العادلة ليس نضالاً فلسطينياً فحسب، وإنما هو نضال عربي جماعي، وقال أبو الغيط، إن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم، وأمتنا العربية أمة حية قادرة على الصمود والمقاومة وسترفض هذا المقترح لانه لا يستجيب إلى الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية التاريخية..وأضاف الأمين العام: إن مبادرة السلام العربية لم تسحب ومازالت مطروحة منذ عام 2002 وحتى تاريخه، فالعرب أصحاب سلام ويطالبون بالسلام وضرورة تحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
صياغة موقف عربي واحد
ومن جانبه أعلن دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن الرئيس الفلسطيني سيلتقي اليوم نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبيل اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة.. واضاف: إن هدف مشاركة الرئيس محمود عباس في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، هو صياغة موقف عربي واحد فيما يتعلق بصفقة القرن حيث سيستمع وزراء الخارجية إلى كلمة من أبو مازن تؤكد الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة.
مواجهة في مجلس الأمن الدولي
وبينما أشار السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إلى أنه من المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة عن الخطة الأمريكية «صفقة القرن»،أمام مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوعين القادمين، معبرا عن أمله في أن يصوت المجلس على مشروع قرار بهذا الشأن.. وفي المقابل أشارت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى أنها تستعد لمواجهة مساعي الفلسطينيين في مجلس الأمن، وقالت إنها «تعمل على إفشال هذه الجهود وستقود حملة دبلوماسية منسقة مع الولايات المتحدة» !!
