تبدأ اليوم الأربعاء، في العاصمة الماليزية « كوالالمبور» ، قمة إسلامية وسط عزوف كبير من قادة العالم الإسلامي حيث لم يستجب سوى 3 زعماء للدعوات التي وزعها رئيس الوزراء مهاتير محمد على أكثر من 50 دولة إسلامية، لمناقشة القضايا التي تثير قلق المسلمين حول العالم.. العزوف عن المشاركة في «قمة كوالالمبور» الإسلامية، عبر عنه الباحث والمفكر الماليزي، رئيس حسينين بالقول: «كما هي الآن، تبدو القمة وكأنها تجمع للاحتفال بنهاية العام بين مجموعة من الأصدقاء المختارين».
القمة أثارت جدلا واسعا
القمة الإسلامية المصغرة، أثارت عاصفة من الجدل والشكوك حول الدول المشاركة وما سيطرح وما إن كانت تهدف لإنشاء كتلة إسلامية جديدة دون المملكة العربية السعودية، بعد أن نسبت تصريحات لرئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، بأن القمة الإسلامية التي تستضيفها بلاده «تهدف لأن تحل محل منظمة التعاون الإسلامي وإنشاء تكتل إسلامي جديد بعيدا عن السعودية» ولذلك بادر مكتب مهاتير محمد، بإصدار بيان يؤكد على أن القمة «لا تهدف إلى إنشاء كتلة إسلامية جديدة كما أشار إليه بعض منتقديها، والقمة ليست منبراً لمناقشة أمور تتعلق بالدين الإسلامي، وإنما عُقدت خصيصاً لمعالجة حال الأمة الإسلامية».. وأكد بيان ماليزيا، أن «القمة تحاول إطلاق نهج جديد في تعاون الأمة الإسلامية».
ثلاثة رؤساء فقط في القمة !
القمة التي تستمر أربعة أيام، تبدأ اليوم الأربعاء بعشاء ترحيب وتختتم أعمالها يوم السبت، يحضرها ثلاثة رؤساء فقط: من إيران (الرئيس حسن روحاني)، وتركيا (الرئيس أردوغان) وقطر (الشيخ تميم)، بالإضافة إلى الدولة المضيفة وعدد من المفكرين والشخصيات الإسلامية، وبعد اعتذار باكستان عن الحضور، وفقا لوكالة الأنباء الماليزية الرسمية.. واللافت للانتباه ان علاقات الدول الثلاث المشاركة في القمة الإسلامية، متوترة مع المملكة السعودية.
باكستان دعت للقمة واعتذرت عن الحضور في اللحظة الأخيرة
الملاحظ أن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الذي كان من المحركين الأساسيين لعقد القمة مع مهاتير محمد، وأردوغان، قرر في اللحظة الأخيرة عدم الحضور، كما اعتذر قبله الرئيس الإندونيسي عن حضور القمة… ونفى مسؤولون باكستانيون، أن يكون عمران خانن قد اعتذر عن المشاركة في القمة، تحت ضغط دولة خليجية كبرى، وأن «ما تردد في هذا الشأن مجرد شائعات ىمغرضة وغير صحيحة».
أسباب عدم مشاركة السعودية
وأوضحت المملكة السعودية، أن سبب قرارها عدم المشاركة في «قمة كوالامبور الإسلامية»، هو أن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة..وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن اتصالاً هاتفيًا جرى بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ورئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، أكد الملك خلاله أن تلك القضايا يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي.
- وقال مصدر سعودي إن المملكة تلقت دعوة للحضور لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.
مهاتير محمد يتفهم أسباب عدم المشاركة
ومن جانبه قال مهاتير محمد «إن الملك سلمان يؤمن بأن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية من الأفضل مناقشتها في اجتماعات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بدلاً من أن يناقشها جزء صغير من أعضاء المنظمة.. وإذا نظمت السعودية أية قمة لمناقشة الأمر ذاته، فنحن على استعداد للحضور».
- وحول اعتذار رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان عن حضور القمة، قال: «هذا اختياره، لا يمكننا إكراهه، ولا إكراه في الإسلام.. أنه لا يستطيع حضور هذه القمة، وربما لديه مشاكل أخرى، وأعتقد أن لدى خان أسبابه الخاصة لعدم تمكنه من حضور قمة كوالالمبور 2019».
«قمة الضرار»
تساؤلات كثيرة تحيط بالقمة..حول الأهداف واختيار الدول والتوقيت والرسائل التي تحملها، والنتائج التي ستترتب عليها؟! ويقول المحلل السياسي السعودي، الدكتور عبد الله العساف، إن القمة التي تضم ماليزيا وتركيا وأندونيسيا وقطر، التي يسمونها بالقمة الإسلامية في ماليزيا يمكن أن نطلق عليها «قمة الضرار»، كما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تم بناء مسجد الضرار لتفريق المسلمين والإضرار بهم وبرسول الله.. وأضاف العساف: إن الدول التي ستجتمع في ماليزيا تمثل أحد تيارات الإسلام السياسي المهيمن عليه من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
- وتابع المحلل السياسي السعودي: إن تلك القمة التي يمكن أن نطلق عليها قمة الشقاق تدور حولها عدة تساؤلات مشروعة عن أهدافها، وهل يمكن اختصار الأمة الإسلامية في هذه الدول، وهل تسعى لتكون بديلا لمنظمة التعاون الإسلامي ولماذا الآن، وما الآلية التي تم بها اختيار الدول الخمس دون بقية دول العالم الإسلامي، والسؤال الأهم، هل تستطيع تلك القمة أن تقدم حلولا ناجحة لأزمات المنطقة؟؟ الإجابة عن التساؤلات السابقة كفيل ببيان حقيقة قمة الضرار وأهدافها التي تسعى لتكوين محور إسلامي جديد بتوجهات تتفق مع ما يريدون، تحسبا لإجراءات دولية قد تتخذ ضد جماعة الإخوان.
