العقوبات الأمريكية على روسيا.. الأسباب والأهداف

بدت ملامح الحرب الباردة بين القوتين العظميين «الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية»، في صورة المواجهة بالعقوبات، وبعد أن بادرت الولايات المتحدة بتنفيذ سياسة العقوبات ضد روسيا، لأسباب وأهداف كشف عنها البيت الأبيض وفي مقدمتها تدخل روسيا في الشئون الداخلية «الانتخابات الأمريكية»..بينما ترى الدوائر السياسية في واشنطن أن العقوبات الأمريكية لها هدف استراتيجي يتمثل في تقليص صعود روسيا على الساحة الدولية، واستهداف التقارب الروسي الصيني بآثار العقوبات الاقتصادية.
وعلى مسار تصاعد منحنى العقوبات الأمريكية على روسيا.. أعلن البيت الأبيض، الخميس الماضي،  أن الرئيس بايدن وقع مرسوما أتبعه بإجراءات فورية تتيح معاقبة روسيا مجددا بشكل يؤدي إلى «عواقب استراتيجية واقتصادية في حال واصلت أو شجعت تصعيد أعمالها المزعزعة للاستقرار الدولي».. وبموجب المرسوم، منعت وزارة الخزانة الأمريكية المؤسسات المالية المحلية من أن تشتري مباشرة سندات خزينة تصدرها روسيا بعد 14 يونيو/ حزيران المقبل.

غير أنّه من المتوقع أن يكون لهذه العقوبة تأثير محدود، إذ لدى روسيا ديون محدودة واحتياطات تتجاوز 180 مليار دولار بفضل صادراتها الهيدروكربونية. ورغم ذلك، فقد انعكست العقوبات بشكل سلبي على الروبل الذي تراجع، علماً أنّ العملة الروسية تواجه صعوبات منذ عقوبات غربية تعود إلى عام 2014.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات أيضا على 6 شركات تكنولوجيا روسية متهمة بدعم أنشطة القرصنة التي تقوم بها استخبارات موسكو، في رد على هجوم معلوماتي في 2020، استخدم ناقل أحد منتجات شركة البرمجيات الأمريكية «سولارويندز» لزرع ثغرة أمنية في أجهزة مستخدميه بينهم هيئات فيدرالية أمريكية.. وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 32 كيانا وفردًا بتهمة محاولة «التأثير على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2020».
وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وكندا وبريطانيا وأستراليا، فرضت واشنطن أيضا عقوبات على ثمانية أشخاص وكيانات،  مرتبطين باستمرار الاحتلال والقمع في شبه جزيرة القرم، وكان بعضهم تعرّض سابقاً لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا..وتندد الولايات المتحدة على وجه الخصوص بانتهاكات حقوق الإنسان في أحد السجون في سيمفيروبول في شبه جزيرة القرم حيث «يتم تجميد المعتقلين الجوعى، ويعانون من الطفيليات وهم محبوسون في زنازين غير صحية وسيئة التهوية».
وعلى نفس المسار، أعلنت الخارجية الأمريكية طرد 10 مسؤولين يعملون في السفارة الروسية  بواشنطن ، بعضهم متهم بأنهم من أجهزة استخبارات موسكو.
وتتهم واشنطن موسكو ، بـ «زعزعة الاستقرار الدولي.. وشن هجمات إلكترونية على المصالح الأمريكية.. والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 ..وشن «هجوم سيبراني» واسع عبر برنامج لشركة البرمجيات الأمريكية سولارويندز، ما أضر بآلاف شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأمريكية والقطاع الخاص.
وتتضمن ما تراه واشنطن دافعا لفرض العقوبات على موسكو: ضم روسيا شبه جزيرة القرم منذ 2014. واتهامها بتسميم واحتجاز المعارض اليكسي نافالني..فضلاً عن مزاعم بأن موسكو دفعت مكافآت لمسلحين أفغان لاستهداف جنود أمريكيين في أفغانستان.
وفي المقابل ..أعلنت روسيا اتخاذها إجراءات للرد على العقوبات من قبل الولايات المتحدة، بينها طرد 10 دبلوماسيين أمريكيين، مؤكدة أن هذه الخطوات تمثل فقط جزءا من الإمكانيات المتوفرة لديها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: «لا يمكن أن يبقى هجوم جديد على بلادنا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، دون رد. يبدو أن واشنطن لا تريد أن تقتنع بأنه لا مكان لسياسات الإملاء أحادي الجانب في الظروف الجيوسياسية الجديدة، بينما تهدد السيناريوهات المفلسة لردع موسكو والتي تواصل الولايات المتحدة الرهان عليها بقصر النظر، بمزيد من التدهور في العلاقات الروسية الأمريكية».
وأضافت الوزارة: «في ظل هذه التطورات تأتي دعوات منافقة من الجانب الآخر للمحيط إلى الامتناع عن التصعيد وعمليا إلى الموافقة على محاولات التحدث معنا من موقف القوة. حذرنا وأكدنا مرارا في العمل أن الضغوط عبر العقوبات أو أي آليات أخرى لا آفاق لها بل أنها ستعود بتداعيات مضرة بالنسبة لهؤلاء الذين يقدمون على مثل هذه الاستفزازات».

وقالت الوزارة إنه سيتم قريبا ردا على العقوبات الأمريكية ضد روسيا اتخاذ إجراءات جوابية تشمل ترحيل موظفين تابعين للبعثات الدبلوماسية الأمريكية في روسيا بعدد يساوي المرحلين ضمن خطوة الولايات المتحدة..وإنها تخطط لإنهاء أنشطة الصناديق والمنظمات غير الحكومية الأمريكية، الخاضعة لسيطرة وزارة الخارجية أو المؤسسات الحكومية الأخرى للولايات المتحدة، في أراضي روسيا.
وأوضحت الخارجية الروسية، أن «التصريحات الأمريكية بفرض عقوبات جديدة تظهر للأسف أن واشنطن لا تريد أن تسمعنا وأنها لا تقدر مدى ضبط النفس الذي نبديه بصرف النظر عن الدرجة العالية للتوتر الذي يتم تأجيجه بالتعمد منذ فترة رئاسة باراك أوباما».
واعتبرت الخارجية الروسية، أن هناك ضرورة لأن يعمل سفيري روسيا والولايات المتحدة في عاصمتي بلديهما لتحليل الأوضاع المتشكلة وإجراء مشاورات.
وفي ظل أجواء التوتر التي فرضتها العقوبات الأمريكية، والعقوبات الروسية المضادة.. عرضت فنلندا، أمس الجمعة، استضافة لقاء قمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بويتن..وقال مكتب الرئيس الفنلندي، إن الدولة الأوروبية التي سبق وأن استضافت لقاء قمة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبوتين في عام 2018، «أبلغت واشنطن وموسكو، رغبتها في تنظيم اللقاء».

كان الرئيس الأمريكي، قد عرض على نظيره الروسي أثناء مكالمة هاتفية، الثلاثاء الماضي، عقد قمة في «دولة ثالثة» خلال الأشهر المقبلة، في اقتراح أكده الكرملين لكن لم يوافق عليه بعد، على خلفية توترات حول أوكرانيا.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي بايدن، قد مزج بين الهجوم المضاد واليد الممدودة، فأعلن فرض سلسلة عقوبات ماليّة على روسيا وطرد 10 من دبلوماسيّيها،  إلا أنه جدد اقتراحه عقد قمة مع بوتين لبدء «خفض التصعيد» في العلاقات بين البلدين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]