باتت العقوبات الاقتصادية سلاحا يضاف إلى أسلحة الحروب التقليدية، فتفرض الدول الكبرى عقوبات على بعض الدول لأسباب مختلفة.
ضحايا العقوبات الأمريكية
- وتعد روسيا من أشهر ضحايا العقوبات الأمريكية، حيث فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا بسبب احتلالها جزيرة القرم عام 2014، و شن هجمات إلكترونية على واشنطن عام 2020.
- كما فرضت الولايات المتحدة ومجلس الأمن سلسلة عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي، وركزت هذه العقوبات في البداية على الحظر التجاري لمواد متعلقة بالتسليح، لكنها توسعت لتشمل فيما بعد سلعا تجارية أخرى متعددة.
- ولم تنجو الصين من العقوبات الأمريكية، وفي يوليو الماضي، كانت آخر تلك العقوبات، وشملت شركات ومسئولين صينيين بسبب تدهور حقوق الانسان.
وفي ديسمبر 2021، كانت آخر حزمة من العقوبات الأمريكية على كيانات ومسئولين إيرانيين، بسبب اتهامها بانتهاكات لحقوق الانسان، وسبقها عقوبات أخرى بسبب برنامج طهران النووي. - أما بالنسبة لسوريا، فأبرز العقوبات الأمريكية عليها كانت في ديسمبر 2019 عندما أقر الكونجرس ماعرف بقانون قيصر، بحجة حماية المدنيين.
ورغم كل هذه العقوبات، لم يتحقق الهدف الأمريكي من ورائها، فلا روسيا انسحبت من القرم، ولا تحسن وضع حقوق الانسان في الصين، ولا أوقفت إيران برنامجها النووي.. فهل سيستمر استخدام سلاح العقوبات، أم سيتم البحث عن بدائل؟.
خيارات متعددة
بداية، قال مايكل باتريك مولروي المسئول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها العديد من الخيارات في تعاملها مع الدول والتي من بينها سلاح العقوبات.
وأضاف مايكل باتريك مولروي في برنامج (مدار الغد) أن الولايات المتحدة الأمريكية تفعل أولا خيار العقوبات الدبلوماسية، ومن ثم خيار العقوبات الاقتصادية.
كما أوضح مايكل باتريك مولروي أن واشنطن دائما ما تلجأ إلى هذه الأدوات بدلا من اللجوء للخيارات العسكرية المباشرة.
سلاح فعال
ومن موسكو، قال ديمتري بريجع، الباحث في العلاقات الدولية، إن سلاح العقوبات الأمريكية تسبب بالفعل في مشاكل كبيرة للاقتصاد الروسي، مؤكدا أن العقوبات الأمريكية أدت إلى انهيار العملة المحلية الروسية.
وأكد ديمتري بريجع أن المواطن الروسي شعر بهذه العقوبات، لا سيما بعض ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وأشار ديمتري بريجع إلى أن دخل الفرد في روسيا انخفض كثيرا، بالإضافة إلى تقليص الواردات الروسية من الاتحاد الأوروبي.
سلاح غير شرعي
من جانبه، قال الدكتور أسامة دنورة، الباحث في الشئون السياسية والاستراتيجية، إن اعتماد الولايات المتحدة على سلاح العقوبات غير شرعي لأنها لا تستند إلى أي قرارات دولية.
وأكد أسامة دنورة، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الصين وروسيا تتبادلان التجارة بالعملات المحلية ولا ينظران إلى هذه العقوبات.
وأوضح أسامة دنورة أن سوريا لحق بها ضرر كبير جراء هذه العقوبات، لذلك هي واحدة من أدوات جرائم الحرب لأنها تؤدي إلى تجويع السوريين.
تأقلم مع العقوبات
ومن طهران، قال مجتبي أماني الدبلوماسي الإيراني السابق، إن العقوبات الاقتصادية الأمريكية تمارس على إيران منذ عقود ولكن طهران نجحت في التأقلم معها.
وأضاف مجتبي أماني أن إيران تعمل على تقليل الآثار التي تقع عليها جراء العقوبات الاقتصادية، موضحا أن الأشخاص الذين يعيشون في إيران لا يشعرون بأي نقص جراء العقوبات.
الداخل الإيراني
ومن بروكسل، قال حسين الوائلي الصحفي المختص في العلاقات الدولية، إن العقوبات الاقتصادية الأمريكية تؤثر كثيرا على إيران، وأن هناك تقارير إيرانية داخلية تؤكد ذلك.
وأكد حسين الوائلي أن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي قال إن الاقتصاد واحد من أهم الملفات التي يجب العمل على معالجتها، وهو ما يكشف أثار هذه العقوبات الأمريكية.
كما أوضح حسين الوائلي أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تستخدم سلاح العقوبات الاقتصادية من جديد لا سيما وان هناك مفاوضات مع إيران بشأن “الاتفاق النووي”.