العقوبات الغربية.. روسيا تفقد المال وأوروبا تفتقد الدفء
بينما تترقب الدوائر الاقتصادية في الغرب، تداعيات الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، والذي سيعاني من آثار تباطؤ النمو وزيادة سرعة التضخم.. كشفت صحيفة Politico الأمريكية، أن أوروبا تقترب من نقطة اللاعودة عبر الحزمة الخامسة من العقوبات ضد روسيا.
- وحذرت وزارة الخارجية الروسية من عواقبَ لا يمكن التراجع عنها جراء إعلان الاتحاد الأوروبي حربا مالية واقتصادية شاملة، يأتي ذلك في سياق ما كشفت عنه الوزارة عن إعداد لائحة عقوبات جوابية.
تداعيات سلبية على الجهاتِ التي تَفرضُ العقوبات
فيما أعلن وزير الاقتصاد والطاقة الألماني روبرت هابيك عدم القدرة على وقف واردات الغاز الروسي، مشيرا إلى أن انقطاع الإمدادات سيحرم المواطنين والمصانع من مصادر لا يمكن تعويضها.. بدوره دعا مصرف «دويتشه بنك» إلى التريث في فرض عقوباتٍ جديدةٍ ضد روسيا، نظرا للتداعيات السلبية على الجهاتِ التي تَفرضُها.
- وبات واضحا أن حظر الطاقة هو الأمل الأخير المكروه، وحتى الآن الدول غير مستعدة لذلك. إنهم مستعدون لمساعدة أوكرانيا، لكن من المستبعد أن يرغبوا في انهيار اقتصادي لديهم. في روسيا، سيكون الأمر صعبا أيضا في حال فرض الحظر. «سوف نفقد الدخل، ويفقدون الدفء»، بحسب تعبير الباحثة نيكيتا فولوموف، في صحيفة «غازيتا رو»
إجراء مؤلم للأوربيين
ويرى الخبير في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، إيغور يوشكوف، أن فرض حظر على الطاقة سيكون الخطوة الأخيرة في العلاقات مع روسيا..وقال يوشكوف لصحيفة «غازيتا رو» الروسية: بالنسبة للأوروبيين، سيكون هذا إجراء مؤلما، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على الخام الروسي. يجب أن يفهموا أنهم إذا فرضوا عقوبات على نوع واحد من مصادر الطاقة، فقد تقوم روسيا ردا على ذلك بقطع إمدادات المواد الخام الأخرى.
- إن الوضع بالنسبة للغاز في أوروبا سيء للغاية. ولن يكفي بناء محطتين إضافيتين لاستقبال الغاز المسال في ألمانيا، بل من الضروري ظهور إنتاج إضافي للغاز بالكميات المطلوبة في العالم..ومن المستحيل عملياً، وحتى تقنياً، استبدال الغاز الروسي خلال 5-10 سنوات مقبلة على الأقل.
قد يكون من الأسهل نظرياً استبدال النفط الروسي، والقيام بذلك في وقت أقرب من موعد استبدال الغاز، إلا أن ذلك أيضاً لن يكون قريباً، حيث أن اللاعبين الرئيسيين إما غير قادرين أو غير راغبين في زيادة إنتاجه.
روسيا تفقد الدخل.. وأوروبا تفقد الدفء
كما لفت يوشكوف إلى إصلاحات الغاز التي بدأها الاتحاد الأوروبي لتقليل الاعتماد على صادرات الغاز الروسية. ولكن، حتى هنا، توجد صعوبات. فقد اتفقوا كجزء من الإصلاحات على ملء مرافق تخزين الغاز تحت الأرضية بنسبة تصل إلى 90٪ بحلول الأول من أكتوبر/ تشرين الأول. لكن حتى الوصول إلى نسبة 75٪ التي تحققت العام الماضي من دون إمدادات روسية ليست واضحا كيف سيتم. لذلك فإن حظر الطاقة هو الأمل الأخير المكروه، وحتى الآن الدول غير مستعدة لذلك. إنهم مستعدون لمساعدة أوكرانيا، لكن من المستبعد أن يرغبوا في انهيار اقتصادي لديهم. في روسيا، سيكون الأمر صعبا أيضا في حال فرض الحظر. سوف نفقد الدخل، ويفقدون الدفء، بحسب تعبير المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف.
الوضع في أوروبا سيء للغاية
ويرى خبراء، أن الوضع بالنسبة للغاز في أوروبا سيء للغاية. ولن يكفي بناء محطتين إضافيتين لاستقبال الغاز المسال في ألمانيا، بل من الضروري ظهور إنتاج إضافي للغاز بالكميات المطلوبة في العالم..ومن المستحيل عملياً، وحتى تقنياً، استبدال الغاز الروسي خلال 5-10 سنوات مقبلة على الأقل.
ذروة الأزمة الاقتصادية العالمية ستحدث هذا العام أو في العام المقبل
من الناحية النظرية، يمكن للغرب إعادة توجيه تدفقات الطاقة قسراً إلى أوروبا، لكن ذلك محفوف بمخاطر صراع عسكري مع الصين وانهيار الاقتصاد العالمي بسبب أزمة للطاقة في البلدان النامية. وحتى إذا ذهب الغرب إلى مثل هذا السيناريو، فلن يكون قبل عامين..ومع ذلك، فتلك كلها افتراضات نظرية.
- ويقول المحلل السياسي الروسي الشهير «ألكسندر نازاروف»: في الوقت نفسه، ليس لدى الغرب 5 سنوات ليستبدل النفط والغاز من روسيا، فذروة الأزمة الاقتصادية العالمية، في رأيي المتواضع، ستحدث هذا العام أو في العام المقبل..لذلك، فأنا متفائل للغاية بنتيجة المواجهة الروسية الأمريكية.
