«العمائم» تكشر عن أنيابها .. والشارع الإيراني يتحدى القبضة الحديدية

بينما تتصاعد أعمدة نيران أزمة البنزين داخل الشارع الإيراني، يبقى التساؤل قائما داخل الدوائر السياسية في الغرب، وبإعتباره سؤالا منطقيا: لماذا يقدم النظام الإيراني على رفع أسعار الوقود أو بالأحرى إزاحة الدعم عنها في هذا التوقيت الحرج وبهذا القدر الكبير بينما هو يستشعر الخطر الذي يقترب منه بسبب الثورة في العراق؟، إن الإجابة المقنعة هنا هي أن الاقتصاد الإيراني يقف على حافة الانهيار فعلاً، وأنّ الرئيس الإيرانيّ «الإصلاحيّ»، حسن روحاني، اتّخذ القرار الصحيح في الوقتِ الخطأ، واختار التّوقيت الأسوَأ للإقدام على خطوة رفع أسعار البنزين التي أشعلت فتيل المُظاهرات.. ولا أحد يستطيع  أن يطرح توقعات حول كم ستطول هذه المظاهرات التي أسعدت الولايات المتحدة وحلفاءها العرب.

 

هواجس قلق من تكرار تظاهرات العام 2017

الدوائر السياسية داخل طهران، تملك «رفاهية التوقعات»، مؤكدة أن القبضة الحديدية كفيلة بمحاصرة التظاهرات وإخمادها، كما حدث في العام 2017 ولن تسمح السلطات بتكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر عام 2017 في 80 مدينة وبلدة بسبب تدني مستوى المعيشة وترددت فيها دعوات لرجال الدين كي يتركوا الحكم.

ولقي 22 شخصا حتفهم في تلك الاحتجاجات. وهو ما يؤكده الخبير الأمني الإيراني ، عزيز حيدري، بقوله: ” أصابع المؤامرة الغربية تكشفت ولن نسمح بنجاحها، والأجهزة الأمنية لديها الخبرة السابقة والقدرة والكفاءة لفض التظاهرات وهي تضع في اعتبارها مصلحة الوطن أولا دون غيره »، ويبدو واضحا أن هذا ما تكشفت مشاهده، من عدد الضحايا من قتلى ومصابين ومن المعتقلين.

وكانت السلطات الإيرانية حذرت، مساء أمس، من أنها لن تسمح بـ«انفلات الأمن» بعد يومين من التظاهرات العنيفة رفضا لرفع أسعار الوقود والتي أسفرت عن 3 قتلى على الأقل، ودفعت طهران إلى قطع الانترنت.

 

السلطات الإيرانية تواجه «التحدي الصعب» بأدوات الردع للشعب!

السلطات الإيرانية تواجه تحديا صعبا تعترف بمخاطره، وفي نفس الوقت تبرر قرارها رفع أسعار البزين ثلاثة أضعاف في ظل وضع اقتصادي صعب، وليس أمامها سوى أدوات الردع للشعب الغاضب والمتظاهر ضد تدهور الحياة المعيشية، بحسب تقرير الباحث الروسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط، دانييل برامكوف، موضحا أن احتجاجات «البنزین» تتواصل في إیران، والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، یتھم اثنبن : الثورة المضادة و«أعداء الخارج». وأيد علي خامنئي رفع سعر البنزين الذي فجر احتجاجات في شتى أنحاء البلاد منحيا باللوم في أعمال التخريب على معارضي الجمهورية الإسلامية وأعدائها الأجانب.

 

ثروة خامئني تتجاوز 200 مليار دولار

وتزامناً مع اشتعال الشارع الإيراني احتجاجاً على قرارت حكومية برفع أسعار الوقود، تجدد الحديث داخل الشارع الإيراني عن الثروة الضخمة التي يمتكلها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي.

وتشير الأرقام والتقديرات إلى أن إجمالي ثروة خامنئي تتخطى حاجز الـ 200 مليار دولار، وذلك وفقاً لما نشرته السفارة الأميركية في العراق في بداية العام الحالي.

حيث أشارت إلى أن الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة، فممتلكات مرشد النظام علي خامنئي وحده تقدر بـ 200 مليار دولار، بينما يرزح كثير من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر، بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلت إليه إيران بعد أربعين عاماً من حكم الملالي»!!

 

عوامل الانفجار قائمة:  استشراء الفساد.. وتدهور الاقتصاد

ويرى الخبيرالروسي أن الانتفاضة الإيرانية لن تهدا قريبا،  لأها انفجرت بعد طول حرمان ومعاناة وخوفا من القمع الأمني، وأن الشارع الإيراني سوف يواصل تحدي قمع السلطات طالما أن الوضع الاقتصادي «سيىء جدا»، وبالإضافة إلى ارتفاع التضخم، وزيادة معدلات البطالة، وانخفاض قيمة الريال بنسبة كبيرة، حيث كانت ورقة الـ 10 آلاف ریال إیراني تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمریكیا.

أما الآن فھي أكثر بقلیل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طھران، وبقي الاقتصاد الإیراني ھشا، ُوینتظر أن یزید تدھورا بعد فرض العقوبات الأمريكية التي ستؤثر على الریال الإیراني، إلى جانب استشراء الفساد.

وكل ما يهم  رجال الدين الذين يحكمون إيران هو منع تكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر عام 2017

وتابع في تحليله: لقد استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين في العديد من المدن، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن اعتقال أكثر من ألف متظاهر، بسحب مصادر من النظام وأخرى من المعارضة، وأُحرقت مصارف في تصرف أربك السلطات التي تواحه تحدي الشارع الإيراني بمزيد من العنف.

وترى غالبية الشعب الإيراني، أن البنزين الرخيص في الدولة المنتجة للنفط حق لهم، وأشعلت زيادة سعره مخاوف من حدوث المزيد من الضغوط المعيشية، على الرغم من تأكيدات السلطات أن عائد الزيادة سيُستخدم في مساعدة الأسر الفقيرة.

 

النظام الإيراني ليس قابلا للحياة .. مهما كانت القوة القمعية

قد لا ينجح الشعب الإيراني هذه المرّة من التخلّص نهائيا من النظام الحاكم «العمائم السوداء والبيضاء»، ولكن ربما ينجح غدا أو بعد غد، بحسب رؤية المفكر والمحلل السياسي اللبناني، خير الله خير الله.

وقال: “ما لا بدّ من الاعتراف به أن النظام يمتلك آلة قمعية رهيبة، ظهر ذلك بوضوح في اثناء «الثورة الخضراء» في العام 2009 حين أُخمدت ثورة الشباب الإيراني بالدم والنار، لكنّ ما لا بدّ من الاعتراف به أيضا  دخول إيران مرحلة لا عودة فيها إلى خلف، نظرا  لان النظام القائم ليس قابلا للحياة، مهما كانت القوة القمعية التي يمتلكها، وما تشهده إيران هذه الايّام هو تتويج لفشل نظام ليس لديه ما يصدرّه غير السلاح والبؤس والميليشيات والغرائز المذهبية، في حين يشكو الايراني العادي من غياب لقمة العيش .

من الطبيعي أن ينتفض الشعب الإيراني على نظام في حالة هروب إلى خارج حدود ايران منذ أربعين عاما، وأكثر من الطبيعي أن تشمل الثورة الشعبية كلّ ايران وذلك بعدما طفح كيل المواطنين العاديين من الدجل الذي يمارس في حقّهم والذي جعل نصف سكان البلد، أي نحو 40 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر المتعارف عليه عالميا.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]