الخسائر البشرية تسلط الأضواء على العمليات التركية ضد الأكراد
أصبح تشييعُ جنائزِ الجنود القتلى من الجيش التركي، في الهجمات التي ينفّذها مقاتلو حزبِ العمال الكردستاني في شمال العراق، يزيد من الضغوط على الجهات الرسمية، ولكنه يوجّه الأنظار أيضاً حسب متابعين، لحديث أنقرة المتواصل عن وجود خطرٍ خلف الحدود، يجب القضاء عليه.
وقال خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي إنه “انطلاقاً من مبدأ أنّ (الحدود شرف)، يعمل جيشنا بعزم وإصرار، رغم كل التحدّيات، على حماية حدودنا، والقضاء على كلّ منابع الإرهاب ومصادره، والتخلّص من كلّ المخاطر والتحدّيات داخل حدود البلاد وخارجها، والقضاء على كلّ المنظمات الإرهابية، بما يشمل جماعة غولان، وحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، وتنظيم داعش”.
وتكبد الجيشُ التركي خسائر بشرية بهجمات ينفّذُها مقاتلي حزبِ العمال الكردستاني في شمالي العراق.
وتشكّل هذه الخسائر تحديا كبيرا أمام أنقرة، التي تهدّد بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري ضد المقاتلين الأكراد وهي العملية التي ترفضها واشنطن وموسكو وطهران ودمشق.
ورغم الخسائر البشرية، تواصل أنقرة عملياتها العسكرية التي أطلقتها في مناطق مختلفة شمالي العراق، وتنفّذ ضربات إمّا جوية أو مدفعية، لمناطق بعيدة جداً عن الحدود التركية العراقية، أي في عمق الأراضي العراقية.
وتقول أنقرة إنها تستهدف بهذه الهجمات، مخيماتٍ ومواقعَ لحزب العمال الكردستاني، ولكن هذه العمليات تواجَه بانتقادات حادة من الحكومة العراقية المركزية في بغداد، التي تطالب أنقرة باحترام سيادة الأراضي العراقية.
وبالتوازي، تواصل أنقرة التهديد بعملية عسكرية جديدة ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية، في مِنبِج وتل رفعت السوريتين، في وقتٍ يواصلُ فيه الجيشُ التركيُّ استهدافَ المقاتلين الأكراد، في مناطق مختلفة بالشمال السوري، وفق استراتيجيةٍ جديدةٍ بات يتَّبِعُها.
وقال فائق أوزتراك، المتحدّث باسم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية “الجهاتُ الرسمية تقول إنها حقّقت انتصاراً في محاربة الإرهاب، خلال الاتفاق بين تركيا والسويد وفنلندا، ولكن الوقائع تثبت بأن هذا غير صحيح، فهذا الاتفاق لم ولن يؤثّر على الدعم المقدّم للمقاتلين الأكراد، وكذلك لم يعطِ الضوء الأخضر لأنقرة من أجل شنّ عملية عسكرية جديدة ضدّ من تصفهم بالإرهابيين في الشمال السوري”.
وبحسب متابعين، فإنّ واشنطن وموسكو وطهران، وهي كلّها أطرافٌ فاعلة في المِلفِّ السوري، ترفض أية عملية عسكرية تركية جديدة في الشمال السوري، ما يصعّب من مهمّةِ أنقرة، الفاعلة هي الأخرى سياسياً وعسكرياً في هذا الملف.