وسط تصاعد وتيرة العنف في الأراضي المحتلة، يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، غدا الثلاثاء، قادة إسرائيليين وفلسطينيين، في “محاولة رؤية ما إذا كان بوسعه تحقيق بعض الخطوات الملموسة لتهدئة الأوضاع”، حسب تصريحاته.
أضاف كيري، بعد لقائه في أبوظبي بمسؤولين إماراتيين، أبرزهم نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد، ووزير الخارجية عبدالله بن زايد، اليوم الإثنين، أنه “لا بد من التهدئة حتى لا يعيش الناس في رعب كامل يوميا، خشية تعرضهم للطعن أو الدهس أو إطلاق النار وهم يتجولون في مدينتهم”، متابعا: “يحدث هذا في الأراضي المحتلة كل يوم تقريبا وهذا مروع”، وفقا لما أوردته وكالة أنباء رويترز.
في الأحداث منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استشهد 86 فلسطينيا جراء موجة العنف، حيث تنفذ سلطات الاحتلال إعدامات فورية بحق شبان وشابات تتهمهم بـ”نية” القيام هجمات ضد الجنود والمستوطنين، بينما أعلنت مصادر طبية إسرائيلية مقتل 22 مستوطنا وجنديا.
وتعد موجة العنف القائمة الأسوأ منذ حرب غزة في أغسطس/آب 2014، في الوقت الذي حذر فيه مراقبون غربيون وإسرائيليون من تحول هذه الموجة لانتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، على غرار الانتفاضة الأولى التي استمرت بين عام 1987 و1993، والانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن إسرائيل تملك الحق وتتحمل مسؤولية حماية مواطنيها، لكنه أشار إلى تقارير “عما قد يعتبره كثيرون استخداما مفرطا للقوة”، وأغضبت تلك التعليقات إسرائيل، التي قالت إن إطلاق النار على مهاجمين يعتبر دفاعا عن النفس، بينما كانت مساعي كيري مستمرة لاحتواء الأزمة، إلا أنها لم تؤت ثمارها.
التقى كيري منذ بدأت الأحداث الشهر الماضي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الألمانية برلين، بينما زار العاصمة الأردنية عمّان للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، إلا أن الأزمة ظلت مستمرة دون حل.
