العودة إلى المربع الأول.. سيناريوهات الصدام بين المجلس العسكري والمعارضة السودانية
لم يعد أمام المعارضة السودانية إلا الصدام المباشر بعد إعلان المجلس العسكري الانتقالي فجر أمس الأثنين وقف المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير والدعوة إلى انتخابات مبكرة خلال 9 أشهر وتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد.
دعوات تصعيدية
الموقف الحاسم الذي اتخذه المجلس العسكري الانتقالي جاء بالتزامن مع دعوة قوى الحرية والتغيير إلى دعوة أنصارها إلى تنظيم تظاهرات جديدة، رافضين دعوة وجّهها المجلس العسكري لإجراء انتخابات عامّة.
ودعت قوى المعارضة أنصارها إلى المشاركة في “عصيان مدني” في أرجاء البلاد لإطاحة المجلس العسكري وذلك بعد أحداث القيادة العامّة للجيش في الخرطوم.
وكان تجمّع المهنيّين دعا “أبناء الشعب السوداني” إلى إقامة صلاة عيد الفطر وصلاة الغائب على ضحايا أحداث فض الاحتجاجات أمام القيادة العامة.
موقف دولي
الصدام بين المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي دفع الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج إلى إصدار بيان مشترك حول الأحداث الأخيرة في السودان.
وقالت الدول الثلاث في بيانهم، إن ” الشعب السوداني يستحق انتقالاً منظماً، يقوده مدنيون، من شأنه تهيئة الظروف لانتخابات حرة وعادلة، بدلاً من إجراء انتخابات مُتسرّعة يفرضها المجلس العسكري الانتقالي”.
روسيا تعترض
لم تنتهج روسيا موقف الثلاثي الرافض لموقف المجلس العسكري الانتقالي، حيث قالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء: “نتابع بدقة تطورات الأحداث في السودان ونوجه من جديد دعوة إلى كل القوى السودانية لإبداء أقصى درجات المسؤولية وحل النزاعات السياسية الداخلية في البلاد بوسائل سلمية وديمقراطية على أساس حوار وطني واسع”.
وأضافت الوزارة: “في هذا السياق نرحب بتصريح رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، حول تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة السلطة في البلاد خلال الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات عامة في السودان خلال 9 أشهر. ننطلق من أن هذه الخطوات تهيئ الظروف الضرورية لإرساء استقرار صارم للأوضاع في البلاد”.
وشددت الخارجية الروسية في البيان على اعتبارها “تسوية المشاكل الداخلية للسودان شأنا استثنائيا للسودانيين أنفسهم”، موضحة أن “أي ضغوط خارجية وإنذارات ولا سيما تدخلات غير مقبولة و محفوفة بخطر تهديد المجابهة”.
سيناريوهات الصدام
أكد صلاح مناع مساعد رئيس حزب الأمة السوداني، أن ” المعارضة لا تعول على الحل الخارجي للأزمة السودانية، و الحل سيأتي من الشعب السوداني ويفرضه على المجلس العسكري الانتقالي الذي أنقلب على الإرادة الشعبية”.
وأوضح مناع، في تصريحات له مع قناة الغد الإخبارية ، أن ” المعارضة ترفض الانتخابات المبكرة لأنها ستؤدى إلى عودة الإخوان مرة أخرى للسلطة وذلك لأن لديهم الموارد المادية والأكثر جاهزية للانتخابات “.
وطالب مناع، المجلس العسكري بالعودة إلى صوابه لأن من منحه الشرعية هي المعارضة.
وأوضح مناع، أن “المعارضة ستلجأ إلى تصعيد العصيان المدني والمظاهرات، وبالفعل العاصمة مشلولة بشكل تام بسبب رغبة الشعب السوداني في التغيير الحقيقي”.
وفي سياق متصل أكد اللواء محمد عبد الواحد الخبير المصري في الأمن القومي والشئون الأفريقية، أن ” طرح المجلس العسكري إلى إجراء الانتخابات المبكرة وتشكيل حكومة انتقالية ووقف التفاوض مع المعارضة هو مناورة وسوف يدعو إلى عودة المفاوضات ولكن بالشكل الذي يحدده”.
وأكمل عبد الواحد ، أن “مستوى التصعيد الذي دعت له المعارضة سوف يحدد قوة وتماسك موقف المجلس العسكري وخارطة الطريق التي أعلن عنها”.
وأضاف عبد الواحد، أن “المعارضة ليس أمامها سوى التصعيد بأعلى الدرجات وذلك لأن المجلس العسكري لم يعد يعترف بنتائج لمفاوضات السابقة معهم”.
