- العوض: أمريكا تعمل على تغذية الانقسام الفلسطيني بتسخين جبهة غزة
كتب- ناهض منصور
قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، إن الأوضاع في قطاع غزة متفجرة وغاية في التوتر، في ظل الأزمات التى يعاني منها القطاع جراء الأزمات التي تعصف به، مشدداً على أن قطاع غزة لا يزال على صفيح ساخن، بالرغم من ضيق المساحة الجغرافية له والكثافة السكانية الكبرى، إلا أنه يشهد تحرك سياسي بشكل كبير، مشددا على أن أهمية غزة تزايدت في الآونة الأخيرة باعتبارها محورا رئيسيا من محاور “صفقة القرن”.
وأشار العوض إلى أن هناك أطرافا تريد أن تستغل الصراع بين الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية ضد الإدارة الأمريكية، واهمةً أنها يمكن أن تكون أن بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
- تغذية حالة الانقسام
وأوضح العوض، في حديث لمراسل الغد، اليوم الإثنين، أن تغذية الانقسام الفلسطيني يتم من خلال الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك دولة الاحتلال وعدد من حلفائها الإقليميين، التى تتركز على محاولة تكريس حالة الانقسام في قطاع غزة، مع تغذية حالة الاعتداءات الإسرائيلية بشكل مستمر، بالإضافة لتكثيف الحصار على القطاع، مما تسبب في تفاقهم الأزمة وجعلها محورا مركزيا لتحركات السياسية في العالم.
وأشار، بأنه منذ عام 2008 تعرض قطاع غزة لثلاثة حروب، والآن يتعرض القطاع للحرب الرابعة، واحتل القطاع خلال هذه الفترة مركز الإهتمام الدولي والعالمي، لدرجة أنه طغي على كاقة القضايا الفلسطينية الأخرى، وهذا ما تسعي له دولة الاحتلال بأن ينشغل العالم كله بقطاع غزة والبحث عن حلول ذات طابع إنساني له، بينما تستمر الجرافات الإسرائيلية بهدم ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية، وتستمر في بناء المستوطنات، وكذلك الاستمرار في تهويد مدينة القدس، وتنفذ دولة الاحتلال سياستها من خلال مشروع القومية العنصرى.
- نزال القيادة الفلسطينية والإدارة الامريكية
وذكر العوض، أن المعركة الآن حول: أين هو موقع قطاع غزة في المشروع الوطني الفلسطيني؟ هل سيكون حل المشروع الوطني في القطاع أو يمكن أن تشكل رافعة للمشروع الوطني من جديد؟ وأضاف أن هذا يتوقف على قدرة الفلسطينيين في تجاوز مرحلة الانقسام، وأن تستعيد غزة مكانتها في إطار المشروع الوطني الفلسطيني.
واستطرد قائلاً “إنه لا زالت المراهنة على ديمومة حالة الانقسام واستمراره، وكذلك الرهان القائم على النزال السياسي ما بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية لا يزال محتدما، ويبدو أن أطرافا متعددة تنتظر نتيجة حسم هذا الصراع”. بمعني إذا تغلبت الإدارة الأمريكية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو القيادة الفلسطينية، فالبعض يتوهم أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تتعامل مع كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
هذه المسألة تحتاج لمقاربة فلسطينية من نوع مختلف، والآن في النزال مع الإدارة الأمريكية وترامب تحديدا، على الفلسطينيين أن يتوحدوا خلف القيادة الفلسطينية وخلف الرئيس محمود عباس، و الابتعاد عن حالة المناورات والتكتيكات السياسية وضرورة تغليب التباينات الثانوية لمصلحة الصراع الرئيسي.
يذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وصل فجر الإثنين، لمدينة نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المقرر أن يلقي الرئيس عباس خطابا هاما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس المقبل، الموافق السابع والعشرين من الشهر الجاري.
* تسخين قطاع غزة
وفيما يتعلق بتسخين جبهة غزة بعد فشل التهدئة قال العوض “دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية تعملان على تغذية حالة التسخين الدائم لقطاع غزة، لتدفع المسألة تجاه قضية إنسانية تتركز بقطاع غزة، وهناك قوي فلسطينية منتبها لهذه هذه العملية، وحذرنا من هذا المخطط، ووضحنا ذلك من خلال مسودة اتفاق التهدئة الذى كان شبة مبرم أواسط الشهر الماضي، ذلك أن هناك من يدفع بقطاع غزة تجاه تهدئة ذات طابع إنساني بمعزل عن وحدة المشروع الوطني الفلسطيني”.
وأضاف القيادي في حزب الشعب الفلسطيني أن هذه المسألة تحتاج إلى حكمة، نحن بحاجة للتهدئة لوقف العدوان الإسرائيلي ومعالجة قضايا الناس، لكننا نريد هذه التهدئة في إطار مشروع الوطني الفلسطيني وليست انقلابا عليه وعلى غزة.
واعتبر أن ما يدور الآن على المستوى السياسي يعد مماطلة في عملية المصالحة بإنتظار نتيجة الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية و القيادة الفلسطينية، وكذلك التسخين المستمر وإبقاع قطاع غزة على صفيح ساخن ودفع المجتمع الدولي برمته للتعامل مع القضية الفلسطينية من بوابة قطاع غزة.
- جهود مصرية للمصالحة
وأوضح العوض أن الجهود التي تبذلها مصر تأتي من باب حرصها الدائم على إنقاذ المشروع الوطني والقضية الفلسطينية، وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني من خلال انجاز ملف المصالحة، والذي يحتاج لمقاربة فلسطينية أكثر حكمة لإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني، أمام التحديات والمخاطر التي تفرضها الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي.
ودعا، القيادة الفلسطينية أن تدير قطاع غزة بطريقة مختلفة، و الإجراءات المفروضة على القطاع ليس علاجا، على العكس يمكن لهذه الإجراءات أن تقلص من القاعدة الاجتماعية للشرعية بقطاع غزة، المطلوب هو احتضان غزة وتقديم كل ما يمكن من دعم لتعزيز صمود أهلنا في القطاع، وبالتالى التركيز على القاعدة التى تحمي القيادة و المشروع الوطني الفلسطيني وليس تقليصها.
