بعد سنوات من «السرية والغموض»، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، عن مهام «القوات الخاصة» منذ عام 2011.
وأوضحت الصحيفة، أن القوات الخاصة البريطانية نفذت عملياتها خلال السنوات الماضية، في نحو 20 دولة بينها سوريا، والسودان، وأوكرانيا، وروسيا، ونيجيريا، والفلبين، حسب ما كشفت دراسة حديثة.
عمل القوات بشكل سري
أكد محرر شؤون الدفاع والأمن بالصحيفة «دان صباغ»، أن عمل هذه القوات جاء بشكل سري، ودون أي إعلان من جانب الحكومة، لكن مجموعة الأبحاث العسكرية، وهي مجموعة خاصة، كشفت عن هذه الأنشطة في دراستها، وأعدت قائمة بالعمليات التي نفذتها القوات البريطانية في الخارج بشكل سري منذ عام 2011، بناء على قرارات من وزير الدفاع أو رئيس الوزراء، رغم أن بريطانيا لم تكن في حالة حرب طوال تلك السنوات.
مساعدة المعارضة السورية المسلحة
وأوضح صباغ أن القوات نفذت عدة مهام في سوريا، حيث أفادت التقارير بدخولهم الأراضي السورية عام 2012، لمساعدة الجماعات المعارضة لنظام الأسد، علاوة على إعادة تمركزهم في العام التالي، لتحديد قائمة بالأهداف الاستراتيجية للنظام السوري، تمهيدا للقيام بضربات جوية عام 2013، لكن مجلس العموم رفض تنفيذ هذه العمليات.
- ويؤكد التقرير أن لندن كانت مُغرمة بالسرية، لدرجة أنه عندما قُتل «مات تونر» أحد أعضاء فرقة العمليات الخاصة في سوريا عام 2018، وُصِف مقتله رسميا بأنه كان من أعضاء فرقة المظلات، ثم لاحقًا، قالت الحكومة إنه لم يقتل بانفجار لغم محلي الصنع، لكن بانفجار عرضي لقنبلة كانت بحوزة أحد الزملاء الأميركيين.
50 عنصرًا من القوات الخاصة في أوكرانيا
يقول محرر شؤون الدفاع والأمن بصحيفة «الغارديان»: «القائمة أيضا تشير إلى وجود نحو 50 من عناصر هذه القوة البريطانية بأوكرانيا، منذ بداية العام الجاري، كما ورد في وثائق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). ورغم أن بريطانيا ليست طرفا في الحرب في أوكرانيا، لكنها تمتلك عددا أكبر من القوات هناك مقارنة بالولايات المتحدة، التي لديها 14 عنصرا عسكريا في أوكرانيا، وفرنسا التي تنشر 15 عنصرا».
مهام سرية في 7 دول عربية
ويضيف أن القوات البريطانية عملت أيضا في ليبيا، والجزائر، والصومال واليمن، وعمان، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، كما حصلت على توجيهات بالذهاب إلى تونس، بعد التفجير الذي أدى إلى مقتل 30 بريطانيا في منتجع سياحي هناك عام 2015. وقد منحها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون تصريحا مفتوحا، بالبحث عن قائد الإرهابيين الإسلاميين هناك، وقتله مباشرة.
ويختم تقرير الصحيفة البريطانية بالقول: «عناصر من القوات الخاصة البريطانية، حاولوا إنقاذ مواطن بريطاني وآخر إيطالي، كانا محتجزين لدى مقاتلين إسلاميين إرهابيين في نيجيريا عام 2012، إلا أنهم فشلوا».
- وأشار إلى أن الحكومات البريطانية المتعاقبة، اعتادت رفض التعليق على هذا الأمر بشكل تام، لتجنب آثاره السياسية.
يذكر أن القوات الخاصة هي قوات تلقت تدريبًا قاسيًا وشاقًا واستثنائيًا، للقيام بعمليات خاصة وخطرة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية. وتتسم تلك القوات بالسرية التامة فى تدريبها وعددها والمهام التي تكلف بها. وقام أول تشكيل لهذه القوات فى الحرب العالمية الثانية حيث أسست ألمانيا تشكيل قوات «براندنبرجر».