على مدى الأيام الماضية غرد العديد من النشطاء الإثيوبيين عن أحداث الفوضى الواقعة في بلادهم الآن، والتي أعلنت الحكومة الإثيوبية على إثرها إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة للجيش لمدة 6 أشهر، بعد تزايد احتجاجات شعوب الأورومو والأمهرية.
«الغد» حاورت الناشط الأورومي في مجال حقوق الإنسان جيرمي جوتيما، والذي أوضح العديد من الأمور بشأن الصراع بين الحكومة الحالية وشعوب الأورمو والأمهرية، ووصف اتهام الحكومة الإثيوبية الحالية لمصر وإريتريا بدفع المعارضة للقيام باحتجاجات بـ«البروباجندا»، التي تلجأ لها كل الحكومات «الديكتاتورية».
– بداية.. كيف ترى الاحتجاجات التي تجري في إثيوبيا حاليا وموقف الحكومة منها؟
– ما يحدث في إثيوبيا حاليا هو استمرار لمظاهرات الأورومو التي بدأت قبل عامين تحديد في إبريل/نيسان 2014، لكن هذا الزخم تزايد وهز النظام الإثيوبي عقب نوفمبر/تشرين الثاني 2015، والمظاهرات الحالية تحديدا ضد ما يسمي «أديس أبابا ماستر بلان»، وهي خطة لتوسيع العاصمة على أراضي الأورومو، وطرد الفلاحين والمزارعين والاستيلاء على أراضيهم، والقضاء على لغتهم وثقافتهم.
شعب الأورومو الكبير، والذي يزيد عدده عن 40 مليون مواطن، رفضوا هذه الخطوة المشؤمة، التي اتخذتها حكومة التيجران والذين يشكلون 6% من الشعب الإثيوبي.
– وماذا عن اتهامات الحكومة للمعارضة والأورومو بتلقي الدعم من الخارج؟
الحكومة هي التي تتلقى الدعم من الغرب بدعوى محاربة الإرهاب والجماعات الإسلامية المتشددة مثل جماعة الشباب في الصومال، الأورومو كافحوا بسلمية من أجل الحفاظ على أراضيهم وانتزاع حقوقهم السياسية ومقاومة تهميشهم المستمر منذ قرن من الزمن.
والمجازر التي حدثت عام 2016 وكان آخرها ما حدث في إحدى احتفالات الأورومو، أدت إلى مقتل ما يقرب من «678 شخصا» على أيدي قوات النظام حدثت استمرارًا لهذا الكفاح، وعمومًا لدينا إحصاء بأكثر من 1500 شخص قتلوا على أيدي الشرطة الإثيوبية منذ إبريل 2014.
– كيف ترى اتهام الحكومة الرسمي لمصر وإريتريا بالدفع لحالة الفوضى التي أدت إلى إعلان الطوارئ؟
تعليق المشكلات على عدو خارجي هي طريقة في الدعاية دائمًا ما تلجأ لها الحكومات الديكاتورية الإثيوبية للفت النظر عن القمع والقتل الذي تمارسه، منذ ملوك العصر الأمبريالي في الماضي، مرورا بالشيوعيين، وصولًا إلى حكومة أقلية التيجران التي تحكم حاليًا، كلهم يحملون «العدو الخارجي» مسئولية أي شيء خاطئ يحدث في البلاد.
وبحسب خطة البروباجند التي تتبعها كل الحكومات الإثيوبية في الماضي وفي الحاضر، تصور مصر دائمًا على أنها عدو، والآن حكومة التيجران وضعت إريتريا ضمن قائمة الأعداء، وقديمًا ضمت هذه القائمة السودان، والآن تقول الحكومة أن مصر تدعم الأورومو لنيل في كفاحهم لنيل حريتهم، لكن الحقيقة أنه لا يوجد أي دولة حول العالم بما في ذلك مصر أو إريتريا تدعم الأورومو في كفاحهم ضد حكومة التيجران، ولو كانت أي من هذه الدول تدعم الأورومو لأصبحت القارة الإفريقية كلها مكانًا أفضل وأكثر سلامًا.
– في رأيك ما المشكلات الأساسية التي تواجهها الحكومة الإثيوبية حاليًا؟
الحكومة الحالية تواجه تحديات هائلة، خاصة من شعوب الأورومو الذين يشكلون نصف سكان إثيوبيا تقريبًا، فخلال الـ11 شهرا الماضيين، فككت مظاهرات الأورومو كل شبكات الحكومة وبنيتها في أراضي الأورومو، والحكومة حاليًا لا تستطيع أن تحكم أراضي الأورومو لأن أجهزتها المدنية والبيروقراطية تم تفكيكها، والدليل على ذلك إعلانها حالة الطوارئ لأنها أرادت أن تحكم الأورمو من خلال قوتها العسكرية وتحت تهديد السلاح، فأرادوا الرد بالسلاح على مطالب سياسية.
– ما الفرص التي تملكها الحكومة للبقاء في الحكم؟
حكومة التيجران الحالية لم تحترم يومًا ما الدستور الذي كٌتب عام 1995، والكل أصبح يعرف أن دستور إثيوبيا أصبح مجرد واجهة، وأنه أصبح مجرد حبر على ورق، وهذا الدستور يمنحنا حق الانفصال.
لكن الحكومة الحالية بالتأكيد فقدت السيطرة على ولايات الأورومو والأمهرة، واللاذان يشكلان نسبة 70% من الأراضي الإثيوبية، وحالة الطوارئ التي أعلنوها تعني أنهم يحاولون إعادة السيطرة على هذه الولايات من جديد باستخدام القوة العسكرية ومن خلال قتل المدنين والمتظاهرين السلميين، ولا أظن أنهم سينجحون في هذا، ستكون هذه المظاهرات نهايتهم، وستنتهي كل محاولاتهم بالفشل.