«الغد» ترصد تأثير الحرب في أوكرانيا على المنطقة العربية
أوكرانيا ليست قوة اقتصادية عظمى، فهي في المرتبة الـ56 بين اقتصادات العالم في مجموع ما تنتجه وتصدره وتستورده، لكنها باتت اليوم أهم دولة تؤمن لغيرها منتجات زراعية أساسية كالقمح والذرة.
فخزانة أوكرانيا كانت تتلقى سنويا ما قيمته 4.8 مليار دولار من صادرات الذرة، بالإضافة إلى 3.11 مليار دولار من صادرات القمح، كما أن لأوكرانيا تبادلا تجاريا مع 18 دولة عربية بقيمة وصلت في العام 2020 إلى 6.3 مليار دولار .
لكن في ميزان التبادل التجاري مع الدول العربية، الغلبة لكفة أوكرانيا بشكل شبه تام وبنسبة تصل إلى 92%، بينما تصدر الدول العربية مجتمعة لأوكرانيا ما نسبته 8%.
وتُعد مصر والسعودية والعراق والإمارات والمغرب وتونس، أكثر الدول العربية التي تتعامل مع أوكرانيا تجاريا، وتحتل مصر المرتبة الأولى بين الدول العربية في استقبال الوارادات الأوكرانية بأكثر من 1.6 مليار دولار سنويا، علما بأن الذرة والقمح يمثلان أكثر من ثلثي هذه الواردات.
ومصر الدولة السادسة على مستوى العالم بالنسبة لاستهلاك الصادرات الأوكرانية.
كما تستورد مصر نحو 15% من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا، و55% من روسيا. أي أن مصر تعتمد في وارداتها القمحية بنسبة 70% على طرفي الحرب.
وفي المرتبة الثانية بين الدول العربية، تأتي السعودية، التى تستورد سنويا سلعا بقيمة 7.9 مليون دولار من أوكرانيا، أهمها اللحوم والشعير والمعادن، لذلك يرى مراقبون أن على الدول العربية البحث فورا عن بدائل لأوكرانيا وروسيا، إلى أن تنتهي الحرب الدائرة بينهما وتتلاشى تبعاتها.
فاتورة الغذاء
وفي السياق، قال باسل الخطيب، الكاتب والباحث الاقتصادي، أن الفاتورة العربية من الغذاء تشكل 100 مليار دولار، مؤكدا أن الدول العربية تستورد 20% من الحبوب في إطار حجم التجارة العالمية.
وأضاف الخطيب، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن الحرب في أوكرانيا أثرت بشكل كبير على الدول العربية ولكن هناك بدائل وهناك دول لديها مخزون استراتيجي يكفي لمدة عدة أشهر قادمة.
استراتجية الأمن الغذائي
ومن دبي، قال محمد تقي، الكاتب والمحلل السياسي، إن الدول العربية تعلمت واستفادت من الأزمات الأخيرة وخاصة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد تقي أن جائحة كورونا تسبب في كوارث، ومع ذلك كانت هناك دول تتعامل باستراتجية لتأمين الأمن الغذائي، مشير إلى أن اللجوء للبدائل الحقيقية والاعتماد على المنتج المحلي أحد الحلول للدول العربية.
وأوضح أن مصر أكدت أن المخزون الاستراتيجي من القمح مستقر ولا حاجة لشحنات إضافية، ولكن لا بد من التوجه للأسواق البديلة مثل كندا وأوروجواي وفرنسا، ويجب التحرك بسرعة وعدم الاعتماد على دولة واحدة.
مواقف متوزانة
من جانبه، قال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن معظم الدول العربية تمسكت بمواقف متوازنة مع طرفي الأزمة الأوكرانية.
وأكد فرحات أن كل الدول ستراجع فيما بعد توفير السلع الاستراتيجية وآليات السوق، لافتا إلى أن هذه الأزمة تحتم ضرورة تنويع الأسواق والأهم الانتقال لمناقشة مفهوم الأمن الغذائي.
وشنت روسيا هجوما عنيفا على أوكرانيا في محاولة لثنيها عن الانضمام لحلف الناتو، حيث ترى روسيا أن أي تمدد لقوات الأطلسي قرب حدودها مع أوكرانيا خطر أمني كبير عليها.
ودخلت العملية العسكرية الروسية يومها الـ21، وأسفرت عن العديد من القتلى في صفوف الجيشين، بالإضافة إلى نزوح نحو 3 مليون أوكراني صوب الأراضي الأوروبية.
وفرض الغرب عقوبات اقتصادية صارمة جدا على روسيا بسبب غزو أوكرانيا في محاولة لعزلها عن العالم.
