«الغزو التركي» يحشد مشاعر القبائل الليبية.. و4 أسباب تحشد الاهتمام الدولي

ترى الدوائر السياسية في لندن، أن هناك مؤشرات واضحة تلفت الانتباه إلى أن الغزو التركي يوحّد الشارع الليبي. ويقول الباحث البريطاني في شئون الشرق الأوسط، توماس . س وليامز، إن القبلية الليبية تحفز المشاعر والعصبيات ضد التواجد التركي في طرابلس باعتباره احتلالا صريحا مما يُعيد للذاكرة الليبية سنوات من مقاومة الاستعمار على مدى  سنوات طويلة من التاريخ.

نزعة وطنية قبلية ترفض الاحتلال التركي

ويشير تقرير مركز الدراسات العسكرية والاستراتيجية في السويد، إلى أن ليبيا أصبحت مسرحا من أكبر مسارح الحروب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط ، وتحولت الساحة الليببية إلى نسخة مماثلة من الساحة السورية، مع الاختراق التركي بالسلاح والجنود والطائرات المسيرة والمقاتلين السوريين لحساب تركيا التي تسعى للسيطرة على ليبيا وثرواتها، مما يشكل عدوانا على «دولة قبلية» لا تزال القبيلة تحتل دورا مؤثرا وفاعلا اجتماعيا وسياسيا.

وأوضح التقرير أن مشايخ القبائل الكبرى يشكلون محورا هاما داخل الساحة الليبية، وهم لديهم نزعة وطنية ترفض أشكال التدخلات الخارجية في شؤون الوطن، و«يعتبروه عدوانا على كرامتهم».

تاريخ دموي للاحتلال العثماني

ويسترجع د. كامل المرعاش، وقائع التاريخ الليبي مع الاحتلال العثماني، بواقعة قتل ابن أحد الولاة العثمانيين على أيدي أهالي قبيلة القواسم وهي من قبائل غريان، وهذا الابن ” جابي الضرائب ”  كان متسلطا ومتعجرفا، فقام بقطع يد طفل  بسبب أكله لقطعة لحم من الوليمة التي أعدت له ولجنده، فتجمع رأي مشايخ القبائل للانتقام للطفل الليبي، وتذمرا من فرض الضرائب المرتفعة، فنصبوا كمينا محكما لقافلة ضرائب الوالي، في أحد أودية ابوغيلان، وقتلوا ابن الوالي، الذي كان يركب فرس حمراء ويقودها يهودي !!، وقتل جنده الإنكشاريين، وأرجعوا كل الضرائب إلى أصحابها.

وعقب هذه الواقعة، جنّد الوالي العثماني حملة إنكشارية دموية، أسر فيها أكثر من مئة شيخ من قبيلة غريان، وقتلهم وعلق رؤوسهم على جدار خوازيق العثمانيين في قلعة السراي الحمراء، وتم تجسيد الجريمة في متحف داخل القلعة.

المعركة في ليبيا مع الغزو التركي

والرأي الغالب في ليبيا، عبر عنه وزير الخارجية بالحكومة الليبية، عبد الهادي الحويج، قائلا: «نحن ليس لدينا مشكلة مع القوة المدنية ولا القوة السياسية، نحن مشكلتنا مع الغزو التركي و المليشيات و المرتزقة و الخارجين عن القانون».

ولفت الحويج إلى أن المعركة في ليبيا ليست من أجل من يحكم ؟ المعركة الآن مع أكثر من عشرة الألف مرتزق و إرهابي جاءوا من الخارج بعدوان تركي، وشدد على أن العالم يتحمل ما يحدث في ليبيا بسبب تمسكه بما يعرف بالشرعية الدولية بحكومة تتحكم بها تركيا، مشيراً إلى أن إعلان القاهرة أصبح إعلانا دوليا و يمكن له أن يجد الحل .

الباحث البريطاني، وليامز،  يشير إلى أن الحل السياسي لا يأتي في ظل وجود مليشيات مسلحة تحتكم إلى السلاح وهذا هو سبب فشل كل المبادرات الدولية، مؤكدا أن غالبية الشعب الليبي، يقولون إن ليبيا لا تواجه  مليشيات مسلحة وإرهابية فقط،  بل تواجه عدوان دولة عضو في الناتو، وهو الغزو التركي .

 

صمت دولي

ومن جانبه، وجه عضو مجلس النواب الليبي، سعيد امغيب، رسالة إلى كل من وصفهم بـ «الواهمين في الداخل والخارج» الحالمين باحتلال الأراضي الليبية والطامعين بنهب ثرواتها وخيراتها.

وقال: «مجرمون وإرهابيون مطلوبون محلياً ودولياً يقاتلون الجيش الليبي المعتمد من البرلمان الشرعي ، بإسم الدفاع عن الدولة المدنية !! ولا أحد في العالم يتكلم او يحرك ساكناً !؟ يظهر جنود  تنظيم  (داعش) الإرهابي، في مقاطع فيديو في صبراتة وصرمان يحرقون المقرات الحكومية، واخيراً في طرابلس يقطعون الرؤوس ، ولا احد في العالم يعترض او يحرك ساكناً !؟ »

 

إلى متى سيستمر هذا العبث ؟.!

وأضاف أن تركيا الدولة العضو في حلف الناتو تنقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا جواً وبحراً وتعتدي على دولة أخرى عضو في الأمم المتحدة، أمام أنظار العالم وتسعى لنهب ثرواتها، ويتفاخر رئيسها بحرق مدنها و تهجير أهلها ويرفض المبادرة المصرية التي رحبت بها العديد من دول العالم دون أن يحتج أحد أو يحرك ساكناً.

كما أن دول أوروبا المتوسطية ترى أردوغان يهدد أمنها ويسعى لحصارها ولم تخرج بموقف موحد وحاسم أمام هذا التهديد الى هذه الساعة، متسائلاً ماذا يجري وإلى متى سيستمر هذا العبث وهذا الصمت ؟!

4 أسباب تحشد الاهتمام الدولي

بينما يرى محللون وسياسيون، أن ليبيا أصبحت الآن في قلب الاهتمام العالمي، وأن الدوائر السياسية ـ الرسمية وشبه الرسمية ـ ترصد الأحداث المتلاحقة في ليبيا على هامش الاتصالات المكثفة بين عواصم عربية ودولية تدفع باتجاه الحل السياسي للأزمة الليبية.

ويؤكد المحلل السياسي الإيراني،أمير طاهري، المتخصص في شؤون الشّرق الأوسط والسّياسات الدّوليّة، أن الاهتمام الدولي بتطورات الأحداث في ليبيا، يرجع لـ 4 من الأسباب على أقل تقدير:

 

  • أول هذه الأسباب هو أن ليبيا تحولت في الآونة الراهنة إلى أكبر مسرح من مسارح الحروب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط الكبير. وهناك كثير من القوى الخارجية المشاركة في تلك الحرب بأكثر من القوى الخارجية المشاركة في الأزمة السورية. ثم لدينا حكومة رجب طيب إردوغان، مع التمويلات القطرية السخية كالمعتاد، ناهيكم عن الشبكة الدولية لـ«جماعة الإخوان المسلمين» التي تشرف على جهود الإمداد اللوجستي بالعناصر المقاتلة التي تدعم أوصال حكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس.
  • السبب الثاني الذي يجعل من الأزمة الليبية ساحة حرب عالمية مصغرة وجديرة بالاهتمام الدولي، أن ليبيا صاحبة أكبر شريط ساحلي مطل على البحر الأبيض المتوسط، هي جارة ذات حدود برية مشتركة مع 6 من البلدان التي يمكن أن ينالها قدر من عدم الاستقرار السياسي، أو ما هو أسوأ من ذلك. وليس مفاجئاً أنه بفضل الجهود المصرية من المقرر للملف الليبي أن يسيطر على اجتماعات الاتحاد الأفريقي كأحد معاملات التهديد للأمن في أرجاء القارة كافة.
  • أما السبب الثالث لعدم نسيان الأزمة الليبية، فهو أنها طريق العبور الرئيسي لملايين المهاجرين الذين يسعون جاهدين إلى دخول أوروبا. وفي الوقت الذي حوّلت فيه كارثة وباء كورونا، والانهيار الاقتصادي المصاحب لها، الاهتمام العام بشأن أمن الحدود ووقف الهجرات غير المشروعة، فإن احتمالات تدفق الملايين من المهاجرين من قلب أفريقيا صوب ليبيا، في طريق الوصول إلى أوروبا، لا بد أن تثير قدراً من القلق.
  • السبب الرابع والأخير، الذي يحتم علينا الاهتمام بالأزمة الليبية، أنه في ظل حالة الصراع العنيفة التي تتقاتل فيها قوات الجيش الوطني في مواجهة قوات الوفاق الوطني، شرعت التنظيمات الإرهابية الدولية، من شاكلة تنظيم «داعش» والأذرع الأفريقية لتنظيم «القاعدة»، في محاولة الحصول على موطئ قدم لها داخل الأراضي الليبية.
  • و يُضاف إلى ذلك، هناك عشرات من الجماعات الأخرى ذات المرتكزات الإثنية، تسعى جاهدة إلى اجتزاء إقطاعيات خاصة بها، مع التأهب للانضمام إلى أي من المعسكرين المتناحرين الكبيرين، شريطة تأمين مصالحها الذاتية

 

أردوغان يواصل اللعب بالنار في ليبيا

ومن ثم، يجب أن تؤخذ احتمالات تحول الساحة الليبية إلى نسخة مماثلة من الساحة السورية مأخذ الجدية والاعتبار.

ومن الواضح أنه في ظل غياب التدخل العسكري من قبل أحد اللاعبين الدوليين الكبار، لن يتمكن أي من الطرفين المتصارعين ” قوات وميليشيات حكومة الوفاق الوطني. وقوت الجيش الوطني الليبي”،  سحق الطرف الآخر وطرده خارج ساحة المعركة.

وتنقلنا هذه النتيجة إلى أن رجب طيب إردوغان المهووس أيما هوس باستراتيجيته العثمانية الجديدة يواصل اللعب بالنار في ليبيا غير عابئ بشيءٍ ألبتة.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]